تناول الملفان كوركيس وردة، أحد مؤرّخي المذبحة التي وقعت في قلعة أربيل وطالت مسيحييها أيّام البطريركَيْن يهبالاها الثالث ودنحا الثاني، عقائد مسيحيّة عدّة في كتاباته وميامره. لذا، أُدرج بعضها ضمن ليتورجيا كنيسة المشرق، وإليه تُنسب معظم تراتيل الأعياد التي تُسمّى «ܫܒܚ-المجد».
يحتفل دير السيّدة حافظة الزروع في ألقوش، شمالي العراق، الواقع في السهل المقابل لدير الربّان هرمزد، بعيده السنوي في 15 مايو/أيار، تذكار مريم حافظة الزروع بحسب الطقس الكلداني.
نظّم مسيحيّون عراقيّون وقفات سلميّة تضامنيّة مع بطريرك الكنيسة الكلدانيّة الكاردينال لويس روفائيل ساكو في مناطق عراقيّة عدّة. ويأتي هذا الدعم الشعبي لساكو بعد تعرّضه لهجمة إعلاميّة في الأسابيع الأخيرة.
بموقعه المتميّز المطلّ على أطلال تلّ قصرا الأثري مقابل كنيسة مار كوركيس الأقدم في عنكاوا بأربيل، شمالي العراق، يبرز متحف التراث السرياني صرحًا حضاريًّا فريدًا ومؤسّسة توثيقيّة تسعى إلى الحفاظ على الإرث السرياني المسيحي وصيانته وعرضه وتعريف الأجيال الجديدة بكل ما يحفل به من أصالة وجمال وإبداع في سعيها لتشجيعه على التمسّك بأرض الآباء والأجداد.
في مواضع عدّة، يخبرنا الكتاب المقدّس عن أشخاصٍ أعلنوا رغبتهم في الموت لكنهم لم يتجرأوا على إنهاء حياتهم، على سبيل المثال إعلان موسى رغبته في أن يُقْتَلَ حينما ثَقُلَ عليه حمل الشعب (عد 11: 10-15)، وطلب إيليّا أن يأخذ الله نفسه منه (1 مل 19: 4)، وطلب يونان أيضًا (يون 4: 3-8). لكن يهوذا الإسخريوطي أنهى حياته حينما «طَرَحَ الفِضَّةَ فِي الهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ، ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ» (مت 27: 5).
لا تنكر الكنيسة حقّ الأزواج الذين يواجهون مشكلات صحّية قد تعوق إنجاب الأطفال، بل تشعر بمعاناتهم وتتفهّمها لأنها ترى في سرّ الزواج «شركة عميقة في الحبّ والحياة الزوجيّة» (الإرشاد الرسولي «فرح الحبّ») باعتباره الميثاق الذي أسّسه الخالق ووضع قوانينه، والهادف إلى خير الزوجين وإنجاب الأولاد وتربيتهم في شركة حياة وحبّ (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيّة، سرّ الزواج، رقم 1660).
كان حضور رهبانيّة الإخوة الواعظين في العراق متميّزًا على أكثر من صعيد. وفي الموصل خصوصًا، كانت لهم مؤسّسات تعليميّة وخدماتيّة وطبّية عدّة، بينها معهد مار يوحنا الحبيب الإكليريكي الذي أنشأوه في العام 1878 ليكون أحد أبرز تلك المؤسسات وعلامةً فارقة تركت أثرًا مهمًّا في حياة الكنائس الكاثوليكيّة في العراق إذ تخرّج فيه قرابة المئتين من كهنة الكنيستَيْن الكلدانيّة والسريانيّة على مدى قرن من الزمن.
لا نجد للعذراء مريم صورًا أو أيقونات في تراث كنيسة المشرق، ما عدا بعض المنمنمات التي تتضمّنها المخطوطات القديمة، وفق كتاب «مدخل إلى اللاهوت المريمي في تراث الكنيسة الكلدانيّة» للبطريرك الكلداني لويس روفائيل ساكو.
يُعرف شهر مايو/أيّار بتكريسه للعذراء مريم. فيه تتجدّد الدعوة إلى التأمّل بأسرار المسبحة الورديّة. لكن في اليوم الأوّل منه يُعَيَّدُ لقديس عظيم متواضع هو مار يوسف النجّار شفيع العمّال..
اعتاد أهالي الموصل لقرونٍ خلت أن يلتئموا على المحبّة، بالرغم من اختلافهم وتنوّعهم، مستلهمين معاني اسم مدينتهم (المَوْصِل: مَوْضِعُ الوصل بمعنى الضمّ واللأم). وليس بغريب أن تجد عالم آثار مسلمًا متعمّقًا في التراث المسيحي السرياني ويعمل على توثيقه، ولا سيّما بعد ما أصابه من دمار وتخريب في خلال سيطرة تنظيم داعش على الموصل للفترة الممتدّة ما بين 2014 و2017، وفي أثناء عمليّات التحرير.
لا تكاد بقعة من أرض المشرق المسيحي تخلو من دير أو كنيسة أو مزار شُيّد على اسم القديس كوركيس الشهيد، «ولسنا نغالي إذا قلنا إن الشهيد كوركيس يأتي في المرتبة الأولى في لوائح القديسين والأولياء الذين شُيّدت على اسمهم أديار وكنائس ومزارات، بعد العذراء مريم أمّ المسيح»، بحسب الأب د. يوسف حبّي في كتابه «دير مار كوركيس». تخصّص الكنيسة الكلدانيّة آحاد الصوم الكبير للاحتفاء بالأديرة والكنائس المحيطة بمدينة الموصل، شمالي العراق ليكون موسم دير مار كوركيس في الأحد الخامس مسبوقًا بموسم كنيسة الطاهرة في الرابع ومتبوعًا بموسم دير مار ميخائيل رفيق الملائكة في السادس. فيما تحتفل الكنيسة في العالم أجمع بعيد القديس جورج المعروف محلّيًّا باسم كوركيس في الرابع والعشرين من أبريل/نيسان.
كانت منطقة حدياب من المراكز المهمّة لانتشار المسيحيّة في بلاد ما بين النهرين التي وصلتها البشرى على يد مار توما الرسول ومار أدّي وتلميذيه آجاي وماري. «بحسب التقليد المتواتر ونصوص الآباء والليتورجيا، الرسول توما هو أوّل من حمل البشارة المسيحيّة إلى هذه الأرض ويحتلّ مكانة جليلة في كنيسة المشرق، الكلدانيّة والآشوريّة، وكنيسة مالابار في جنوب الهند. هذه الكنائس تُعِدُّ مار توما رسولها وأوّل من بشّرها بإنجيل يسوع وهو في طريقه إلى الهند» (كتاب «مختصر تاريخ الكنيسة الكلدانيّة» لبطريرك الكنيسة الكلدانيّة الكاردينال لويس روفائيل ساكو).
اختار كثيرون من المؤمنين المشرقيين أن يكرّسوا حياتهم، ناذرين البتوليّة والفقر والخدمة، وساعين إلى عيش الكمال الإنجيلي مقتدين بالربّ يسوع، فعاشوا حياةً ذات سمةٍ نسكيّة من دون الالتزام باعتزال الحياة العامّة، واضعين اللَبِنة الأولى للحياة المكرّسة في الشرق، قرابة القرن الثالث الميلادي، مع ولادة جماعة «أبناء وبنات العهد-ܒܢܝ̈ ܩܝܡܐ»، وفق ما ذكرت المصادر التي تناولت تاريخ كنيسة المشرق.
في حياتها القصيرة على الأرض (1905-1938)، وضعت القديسة ماريا فوستينا كوفالسكا نفسها في خدمة الرسالة التي كلّفها الربّ يسوع بأن تحملها إلى العالم حينما اختارها لتكون رسولة رحمته الإلهيّة.
لم يُخْفِ الفنّان الراحل محمد غني حكمت سعادته البالغة بتكليفه نحت مراحل درب الآلام لتزيّن جدران كنيسة الصعود الكلدانيّة في العاصمة العراقيّة بغداد في العام 1991. وأعرب النحّات المسلم عن رغبته في ألا يكون تصميمه تقليديًّا، فحاول الاستفادة من الموروث العراقي القديم، ولا سيّما من النحت الآشوري، مضيفًا لمسته بجعله كل الوجوه في المنحوتة شرقيّة السمات واللباس.
لم يكن سمعان قيروانيًّا لأن القيروان التونسيّة التي ينسبونه إليها أُنشئت في القرن السابع الميلادي، بل كان قيرينيًّا أو قورينيًّا نسبةً إلى مدينة قورينا أو قيرين المعروفة اليوم بـ«شحات» في ليبيا الواقعة بالقارّة الأفريقيّة، فيكون سمعان القيريني الأفريقي هو من أعان يسوع على حمل الصليب.
تسعى رهبانيّة بنات قلب يسوع الأقدس إلى عيش حياة القداسة، مقتديةً بالربّ يسوع في الفقر والتواضع والبتوليّة، زاهدةً في مجد العالم الفاني، مجتهدةً في جذب النفوس إلى الملكوت.
بصلاة مشتركة لمباركة أغصان شجر الزيتون، بدأ احتفال مسيحيّي قضاء عنكاوا في مدينة أربيل-العراق بعيد الشعانين. بعدها، انطلق المحتفلون بتطواف موحّد من أمام مزار مارت شموني وصولًا إلى مزار مار إيليا. وحمل المشاركون سعف النخيل والأغصان المباركة، منشدين التراتيل باللغتين العربيّة والسريانيّة.
لطالما افتقد دير مار ميخائيل، رفيق الملائكة الذي تحتفل الكنيسة الكلدانيّة بتذكاره في الأحد السادس من الصوم الكبير، رهبانه وتلاميذ مدرسته اللاهوتيّة وزوّاره. كما افتقد القداديس والصلوات والتراتيل وقرع النواقيس. فهذا الدير المطلّ على نهر دجلة في منطقة تسمّى «حاوي الكنيسة»، والواقع في الجانب الأيمن من مدينة الموصل شمالي العراق، قد خلا من رهبانه منذ سنوات ولم يعد عامرًا كسابق عهده.
تواصل مؤسّسة يوحنا بولس الثاني عملها في العراق ضمن مشروع «شموليّة الحقّ Included by right» بهدف تفعيل مشاركة المكوّن المسيحي في المجتمع العراقي إذ أكملت في مارس/آذار الحالي الجزء الأوّل من الدورات التدريبيّة حول منهجيّات تعليم الطفولة المبكّرة وتنميتها في البصرة، جنوبي العراق، بمشاركة 43 معلّمًا ومعلّمة من ثلاث روضات، وبتمويل من الوكالة الإيطاليّة للتعاون الإنمائي.