بعد تلقّيها خبر البشارة بالحبل الإلهي، قامت أمّنا مريم العذراء وانطلقت نحو منزل أليصابات لتخدمها (لوقا 1: 39-56)... تأمّل البابا فرنسيس في هذا الحدث في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي في 23 ديسمبر/كانون الأوّل 2018، وقال: «كون مريم قد "قامت" للذهاب مسرعة إلى أليصابات، والقيام هو فعل مفعم بالحنان. فقد كان بإمكان مريم أن تظلّ في بيتها لتستعد لميلاد يسوع، لكنها اهتمّت أوّلًا بالآخرين لا بنفسها لتثبت أنها تلميذة للربّ الذي تحمله في بطنها».
في زمن المجيء، نتأمّل في أحداثٍ كثيرة تجاوز البعض منها حدود المنطق البشريّ كحبل مريم البتولي أو برارة يوسف لنكتشف معًا قدرة البشر حين يضعون حياتهم وإرادتهم في سياق مخطّط الله الخلاصي...
لكل الناس أحلامٌ وطموحات... لكل الناس مسارات يسعون للمضي فيها معتقدين أنّها الأفضل والأجدى لحياتهم... في زمن المجيء، نعيد اكتشاف أهميّة الانفتاح على إرادة الله ولو بدت أحيانًا غير منطقيّةٍ أو غير مألوفة...
في زمن تطوّر وسائل التواصل الاجتماعي، يصل الخبر إلى الناس بسرعة البرق وينتشر كالنار في الهشيم ويعتمد روّاد هذا القطاع على التشويق واختيار العناوين البرّاقة لجذب المشاهدين أو القرّاء والهدف طبعًا الوصول إلى أعلى نسبة من المتابعين.
في كلّ سنةٍ، تبدأ السنة الطقسيّة في الكنائس بزمن المجيء أو الميلاد لتعيد الكنيسة التأمّل في هذا الحدث المحوري في تاريخ الخلاص.