احتفلت رعايا لبنان اليوم بعيد القديس شربل مخلوف، ولا سيّما بقاعكفرا مسقط رأسه وعنّايا حاضنة جثمانه، بقداديس ومسيرات وتبرّك بذخائره.
عشيّة عيد الميلاد في 24 ديسمبر/كانون الأوّل 1898، عادت روح القديس شربل مخلوف إلى مسكنها السماوي. شاهد الأهالي ليلة دفنه نورًا فوق ضريحه، واستمر طوال 45 ليلة. كثُرت الخوارق، فسمح البطريرك الياس الحويّك بفتح قبره. وُجِدَ جسمه سالمًا من الفساد، ونضح منه دم ممزوج بماء. أُعيد جثمانه إلى قبر جديد في العام 1926. في 22 أبريل/نيسان 1950، كشفت لجنتان طبّية وكنسيّة على جثمان مار شربل، فبانَ سليمًا، كما كان في السابق، وظهر مغمورًا بدمه. انتشر خبر هذه الظاهرة، فتهافت الناس إلى الدير، وتتالت الشفاءات من الأمراض المستعصية. عمّت أخبار هذه الخوارق لبنان والعالم، وتقاطر الزوّار إلى الدير مصلّين وخاشعين.
في حديقة القداسة، تنمو براعم الحبّ الإلهي وترتفع أناشيد المحبّة الخالدة، ناثرة النعم على البشريّة. من تلك الورود المباركة، تبرعم قلبا القديسَيْن لويس وزيلي مارتن، والدي القديسة تريزيا الطفل يسوع، فكانا مثالًا رائعًا لعيش القداسة في سرّ الزواج إذ حافظا على الإيمان والرجاء والمحبّة في خضمّ عثرات الحياة، وربّيا أولادهما على دروب القداسة. لعلّ قصّة حياة القديسَيْن لويس وزيلي مارتن أصدق مثال عن الحبّ الحقيقي، ورسالة مهمّة بأن الزواج هو طريقٌ مبارك لبلوغ القداسة، وأن العائلة الصالحة تثمر أبناءً ملتزمين في حقل الربّ.
تشهد الأيّام العالميّة للشبيبة حضورًا روحيًّا عابقًا بالقداسة، وتستقبل ضيوفًا مميّزين: 13 قديسًا وطوباويًّا مع مريم العذراء يرافقون الشباب المتقاطرين من كل أنحاء العالم ليتشاركوا الصلاة والترانيم والتأمّل في كلمة الله، ويحضرون بذخائرهم في خلال التحضيرات للّقاء العالمي المرتقب.
الحمد لك يا ربّ لأنك تصنع المعجزات من خلال قديسيك! تبارك الله في القديس شربل مخلوف، عابر القارات والمتلألئ كالشمس في ملكوت السماء! المعجزات المُجترحَة بشفاعة مار شربل تجعل الحياة تعصف من جديد في البشريّة المتألمة، منها ما حصل مع أيفن وسام.
في خطوة جديدة أعادت البطل اللبناني يوسف بك كرم إلى واجهة الاهتمام، أصدر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مرسومًا بطريركيًّا عيّن بموجبه لجنة مؤلفة من أساقفة وكهنة لدرس إمكانيّة فتح دعوى تطويبه.
بين عامي 1828 و1832، تبرعم قلبان مباركان استقيا من ينبوع المحبّة، فأزهرا قداسة في لبنان والعالم. إنهما القديسان شربل مخلوف ورفقا الريّس اللذان غرفا من قلب الربّ، وفاضا حبًّا ومعجزات باسمه على المؤمنين.
على مثال مريم العذراء الأمينة للكلمة والمندفعة للخدمة، يستعدّ كثيرون من الشباب المؤمنين في كل أنحاء العالم للمشاركة في الأيّام العالميّة للشبيبة المعنونة «قامت مريم، فمضت مسرعة» (لوقا 1: 39) والممتدّة بين 1 و6 أغسطس/آب المقبل في لشبونة بالبرتغال.
في بلدة أنفة اللبنانيّة، تربّعت كنيسة سيّدة الريح، أقدم الكنائس المكرّسة لمريم العذراء في الشرق.
شابّة حازت لقب الوصيفة الثالثة لملكة جمال لبنان في العام 2016، لكنها فازت بالمرتبة الأولى في اتّباع يسوع المسيح وتحمُّل الآلام من أجل مجد اسمه. كانت عارضة أزياء، واختصاصيّة تغذية اهتمّت بصحّة الناس وشجّعتهم على العناية بأجسادهم لأنها آمنت بأن الجسد هو هيكل الروح القدس (1 كو 6: 19) لتصبح في ما بعد ملهمة المؤمنين للسير على دروب القداسة. ابنة الـ24 ربيعًا فارقت الحياة بعد معارك شرسة مع السرطان إلا أنها لم تخسر قلب مخلّصها يسوع، بل عانقته بقوّة حتى الرمق الأخير. إنها ميشيل حجل التي أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي في الأيّام الأخيرة بعد فتح مدفنها وتأكيد شهود أن جسدها لم يتحلّل. أسئلة كثير تُطرح في ملفّها: هل يُعتبر عدم تحلّل الأجساد دليلًا على القداسة؟ ما تأثير العلاج الكيميائي على عمليّة التحلّل؟ ما نتيجة دراسة أُجريت على عيّنة من دم ميشيل حجل؟
رسالة مؤثرة من شابّة لبنانيّة إلى شابّ عراقي. تحمل هذه الرسالة في طيّاتها أواصر المحبّة والوفاء والتضامن بين لبنان والعراق.
للسنة الثانية على التوالي، احتضن مزار «سيّدة لبنان»-حريصا المؤمنين في ختام الشهر المريمي باحتفال ترأسه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بحضور السفير الباباوي المونسنيور باولو بورجيا وآباء المزار، وبمشاركة شبيبة فرسان الأرز وكاريتاس والأخويّات والمزار، فرُفِعَت الصلوات والابتهالات تكريمًا لمريم العذراء.
تبارك الله في قديسيه الأبرار! المجد لاسم الربّ الضابط الكل، صانع السماوات والأرض! لقد رفع القديسون أناشيد المجد لله، مجسّدين محبّته في حياتهم بالقول والفعل، فتناثرت المعجزات بشفاعتهم نعمًا غزيرة في قلوب المؤمنين، ولا سيّما القديس شربل مخلوف.
في وطن جريح، يعاني المؤمنون أزمات متتالية ترهق كاهلهم وتحاول سرقة مفاتيح سلامهم ورميهم فريسة الآلام، إلا أن القلوب الراسخة في المحبّة تبقى شاخصة نحو يسوع المسيح القائم من بين الأموات. بالرغم من الانهيار المتسارع على الصعد كافة، كيف يعيش المسيحيّون القيامة في الواقع الأليم بلبنان؟ إليكم الجواب على ضوء الإيمان المسيحي في مقابلة مع الأب بيتر حنا.
وافقت اليوم لجنة الأطبّاء المكلّفة من مجمع القديسين في الفاتيكان بالإجماع على اعتبار الشفاء الذي حصل مع المريضة الزغرتاويّة روزيت الدويهي كرم بشفاعة البطريرك إسطفان الدويهي أعجوبة.
في لبنان، كثيرون استسلموا لليأس الذي افترس كيانهم، بعد خسارة مصدر رزقهم ومعاناتهم من جرّاء الأزمات الاجتماعيّة والاقتصاديّة والسياسيّة المتتالية، ووصولهم إلى الفقر المدقع، وسواها من الأسباب الأخرى، فأنهوا حياتهم!
«الإيمان يجعلك تنطلق. الرجاء يحفظ استمراريّتك. المحبّة تحملك إلى النهاية». بهذه الكلمات، ربطت الأمّ أنجليكا الإيمان والرجاء والمحبّة لتحوّل هذا المثلّث إلى طريق مثالي للعبور نحو يسوع.
شهادة حياة شاب لبناني كاثوليكي مؤمن، ربّ أسرة ملتزم وله ولدان هما بشارة وماريلين، دخل نفق الآلام المظلم وكاد يفقد حياته في رحلة سفر إلى تركيا انتهت بفاجعة كبرى، بعد ساعات قليلة من بدايتها. عاش اختبارًا أليمًا بعد بقائه 52 ساعة تحت الأنقاض، جرّاء الزلزال المدمّر الذي خلّف آلاف القتلى والجرحى والمفقودين والمتضرّرين. إنه باسل حبقوق الذي يشارك قرّاء «آسي مينا» نجاته من الموت وعبوره إلى الحياة، ودور الله ومريم العذراء في إنقاذه.
تمثّل السينودسيّة الطريق الأساسي للكنيسة التي دُعيت إلى إعادة تجديد نفسها تحت عمل الروح بفضل الإصغاء إلى الكلمة. تعتمد القدرة على تخيّل مستقبل مختلف للكنيسة ومؤسّساتها على قدم المساواة مع الرسالة التي تلقّتها بشكل كبير على اختيار بدء مسارات الإصغاء والحوار والتمييز الجماعي (الوثيقة التحضيريّة لسينودس 2023 «من أجل كنيسة سينودسيّة: شركة ومشاركة ورسالة»).
«لأنك قلتَ: أنتَ يا ربّ ملجئي وجعلتَ العليّ مسكنك، لا يلاقيكَ شرّ، ولا تدنو ضربة من خيمتك لأنه يوصي ملائكته بكَ كي يحفظوكَ في كل طرقك» (مز 91: 9-11). في وقت الشدّة والخوف من الكوارث الطبيعيّة، يردّد المؤمنون كلمات صاحب المزمور، واثقين بأن الربّ هو الملاذ الأمين والميناء الأخير. بعد وقوع الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا موديًا بحياة الآلاف من الضحايا، كثُرت الأسئلة المتعلّقة بحضور الربّ وتدخّله عند حدوث الكوارث الطبيعيّة: هل الكوارث الطبيعيّة تأديب للمؤمنين؟ هل الزلازل عقاب من الله؟ هل يسمح إلهنا بالشرّ؟ إليكم الأجوبة على ضوء الإيمان المسيحي في مقابلة مع الأب بيتر حنا.