الاثنين 16 ديسمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

البابا فرنسيس يجيب عن إمكانيّة تغيير تعليم الكنيسة المتعلّق بوسائل منع الحمل

البابا فرنسيس خلال المؤتمر الصحفي على متن الطائرة/ Provided by: Vatican Media

غادر البابا فرنسيس كندا متّجهًا إلى روما، بعد «حجّ توبة» طلب فيه المغفرة من الشعوب الأصليّة في البلاد لما ارتكبه أعضاء من الكنيسة الكاثوليكيّة في السّابق بحقّها في المدارس الداخليّة والإجباريّة. وعلى متن الرحلة المتّجهة إلى روما، عقد الأب الأقدس مؤتمرًا صحفيًّا أجاب فيه عن أسئلة عدّة من إمكانيّة استقالته وتغيير الكنيسة لتعليمها حول وسائل منع الحمل وغيرها.

التصرّف الاستعماري

سُئل البابا بداية عمّا يُدعى بـ«تعليم الاكتشاف» الذي بحسب نظريّة البعض استخدمته الكنيسة عند اكتشاف أميركا بغية ضمّ الشعوب الأصليّة إلى الكنيسة الكاثوليكيّة. فأجاب البابا شارحًا أنّ أيّ نوع من أنواع الاستعمار يعتبر الذين لا يسيرون على خطاه أدنى مستوى منه. وشرح أنّه لا يزال لدينا اليوم ما يشبه التصرّف الاستعماري في اختزال ثقافة الشعوب الأصليّة بثقافتنا. وأضاف أنّ الشعوب الأصليّة تعبّر عن ذاتها بالعقل والقلب واليدين وتحترم الخليقة وتحمي التناغم معها.  

التطهير العرقي للشعوب الأصليّة

بعدها سُئل الحبر الأعظم إذا كان يقبل استخدام كلمة «تطهير عرقي» لتوصيف ما فعلته الكنيسة مع الشعوب الأصليّة، كما قالت اللجنة الكنديّة للحقيقة والمصالحة. فأجاب أنّه لم يستخدم هذه الكلمة لأنّها لم تخطر على باله، لكنّه وصف هذا التطهير العرقي وطلب المغفرة عنه وقال: نعم ما حصل هو تطهير عرقي.

هل سيسافر البابا من جديد؟

في الإجابة عن سؤال حول استعادة نشاطات سفره كما في السّابق، شرح البابا أنّه لا يعتقد أنّه سيعود للنمط السّابق بسبب عمره ومحدوديّته. فعليه الحدّ قليلًا من نشاطاته ليستطيع خدمة الكنيسة أو التفكير باحتمال الانسحاب كما قال، «وهذا ليس غريبًا، ليس كارثة. يمكن تغيير البابا... يمكن التغيير، ما من مشكلة. لكن أعتقد أنّ عليّ الحدّ قليلًا من هذه الجهود».

وفسّر البابا أنّ العمليّة الجراحيّة في ركبته لن تنجح، ففي حالته هناك إشكاليّة المخدّر. فهو وُضع لستّ ساعات تحت التخدير في العمليّة التي قام بها منذ 10 أشهر، وهي عمليّة خضع لها في القولون، ولا تزال تظهر تأثيراتها عليه، كما علّل. من هنا، العمليّة الجراحيّة ليست ملائمة له. وأضاف أنّه يريد البقاء بالقرب من الناس لأنّ هذا الأمر شكل من أشكال الخدمة.

وشرح الأب الأقدس أنّه يرغب في الذهاب إلى أوكرانيا كما إلى كازاخستان لأنّ هذه الأخيرة سفرة هادئة لا تنقّلات كبيرة فيها، فهي للمشاركة في مؤتمر للأديان. كما عليه الذهاب إلى جنوب السودان مع رئيس أساقفة كانتربري وأسقف كنيسة اسكوتلندا ثمّ الكونغو لكنّ ذلك سيكون العام المقبل، كما أردف.

هل فرنسيس بابا أم يسوعيّ؟  

وعندما سُئل إن كان يشعر بأنّه بابا أم يسوعيّ أكثر، تكلّم عن التمييز الروحيّ الضروريّ لاتّخاذ الخطوات وطرق العمل وتمييز المساومات، واعتبر أنّ الله هو من يأمر بالاستقالة أم لا. وفسّر أنّه لم يقسم يومًا بين كونه بابا أم يسوعيًّا، فهو خادم للّه بعقليّة يسوعيّة، وليس هناك روحانيّة باباويّة، فالباباويّة عمل وليست روحانيّة، ولكلّ بابا روحانيّته. وأعطى مثل البابا يوحنّا بولس الثاني الذي عاش روحانيّة مريميّة جميلة.

«المسيرة السينودسيّة» في ألمانيا

وفي ما خصّ «المسيرة السينودسيّة» في ألمانيا والتي صدر عن الكرسي الرسولي توضيح في خصوصها الأسبوع الفائت يقول إنّ الكنيسة في ألمانيا لا تملك أهليّة تغيير تعليم الكنيسة، فسّر الحبر الأعظم أن التوضيح صدر عن أمانة سرّ دولة حاضرة الفاتيكان، فهو كبابا قال كلّ ما رغب في الكلام عنه في رسالة بعثها للكنيسة في ألمانيا في السابق، ولن يقول أكثر من ذلك، فهذا هو التعليم الباباوي في هذا الخصوص.

سقوط الحكومة الإيطاليّة

وفي خصوص سقوط الحكومة الإيطاليّة، اعتبر البابا أنّه لا يريد الغوص في السياسة الداخليّة الإيطاليّة. وهو يدعو القوى السياسيّة الإيطاليّة المقبلة على الانتخابات إلى تحمّل المسؤوليّة المدنيّة.

تطوير التعليم حول وسائل منع الحمل؟

وفي خصوص تطوير تعليم الكنيسة حول وسائل منع الحمل، اعتبر أنّه يحقّ للّاهوتيّين أن يفكّروا في هذه المسألة، لكن يبقى للسلطة التعليميّة في الكنيسة حقّ الرفض في حال ذهبوا بعيدًا في تفكيرهم. لكنّه أكّد أنّ على البحث اللاهوتي أن يبقى مفتوحًا.

وحول المنشور الذي يخصّ وسائل منع الحمل والزواج الذي صدر ضمن أعمال مؤتمر لاهوتي، رأى أنّ أولئك الأشخاص قاموا بعملهم وتبقى الكلمة الأخيرة للسلطة التعليميّة في الكنيسة في القبول أو الرفض. وأعطى الحبر الأعظم مَثَل الحكم بالإعدام الذي كان مقبولًا سابقًا وأصبح مرفوضًا اليوم مع تطوّر الوعي الخُلُقي. واعتبر أنّ العديد من المحافظين ليسوا محافظين بل «يسيرون إلى الوراء»، من دون جذور، ووضع ذلك في إطار الخطيئة لأنّهم لا يسيرون مع الكنيسة. وأضاف أنّ التقليد يجعلنا نتقدّم فهو ليس منغلقًا على ذاته.

ويأتي هذا الموقف للبابا بعد تقارير صحفيّة وشائعات اعتبرت أنّ الفاتيكان في صدد تغيير تعليم الكنيسة في هذا الخصوص.

ما مواصفات خلف البابا؟

سُئل الأب الأقدس عمّا إذا فكّر بمواصفات خلفه، فأجاب أنّ هذا عمل الروح القدس وهو لن يجرؤ يومًا على التفكير بذلك. وشكر الصحافيّين لأنّ أحدهم كتب عن الإشارات التي قد تؤدّي إلى استقالته، ففي ذلك معرفة في قراءة الإشارات وجهد تحليليّ وهو عمل جميل، على حدّ قوله.

هل سيستقيل؟

وعند طرح السؤال عليه في خصوص استقالته. قال إنّ الباب مفتوح أمام هذا الأمر وهو أحد الاحتمالات الطبيعيّة لكنّه لم يقرع ذلك الباب حتّى اليوم. وشرح أنّ هذه السفرة إلى كندا شكّلت اختبارًا لأنّ ليس بإمكانه القيام برحلات وهو على هذه الحالة بل عليه أن يغيّر نمطه قليلًا. وانتقل إلى الكلام عن القدّيسة حنّة وارتباط الرحلة كثيرًا بها، شارحًا وضع الطاعنات بالسنّ والأمّهات والجدّات، وقائلًا إنّ الكنيسة أنثى وزوجة.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته