الثلاثاء 10 ديسمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

البابا فرنسيس للشعوب الأصليّة الكنديّة: «المصالحة سلام ينبع من قلب يسوع»

البابا ملقيًا كلمته في كنيسة قلب يسوع الأقدس الرعائيّة في إدمنتون-كندا/ Provided by: Vatican Media

في إطار رحلته إلى كندا التي يسعى من خلالها إلى الاعتذار من الشعوب الأصليّة عن أخطاء ارتكبتها الكنيسة الكاثوليكيّة بحقّ هذه الشعوب في الماضي، التقى البابا فرنسيس في كنيسة قلب يسوع الأقدس في إدمنتون-كندا بأشخاص منها وبأعضاء من الجماعة الرعويّة.

كنيسة قلب يسوع الأقدس في إدمنتون هي كنيسة رعائيّة كاثوليكيّة غالبيّة مؤمنيها من الشعوب الأصليّة الكنديّة. بنيت في العام 1913 وتحوّلت مع الوقت إلى رعيّة غالبيّة أبنائها من جماعات الميتيس والإنويت والإريتريّين الكاثولكيك وغيرهم. تساهم هذه الرعيّة اليوم في مساعدة مئات الفقراء يوميًّا عبر تبرّعات فاعلي الخير مع أنّها أحد أفقر الرعايا في أبرشيّة إدمنتون.

الترحيب بالبابا وشهادتا حياة

بدأ لقاء البابا بشكر خوري الرعيّة سوساي خيسو له لتضحيته بوقت صيفه من أجل زيارة البلاد والوقوف إلى جانب الشعوب الأصليّة. بعدها، أعطى بيل بيردو وكانديدا شيبهرد شهادة حياتهما أمام البابا والحاضرين وهما من جماعة أمّة ميتيس الألبرتيّة، إحدى جماعات الشعوب الأصليّة. شرح بيل وكانديدا عن نشاطات الرعيّة وقبولها تقارير لجنة الحقيقة والمصالحة الكنديّة وتوصياتها حول موضوع التعدّيات على الأطفال في المدارس الداخليّة والإجباريّة.

كلمة البابا

بعدها، ألقى البابا كلمة عبّر فيها عن سروره لرؤية أشخاص من السكّان الأصليّين كانوا قد زاروه في روما قبل أشهر قليلة ولرؤية الرعيّة التي بدأت العمل على مسيرة شفاء مع الشعوب الأصليّة. قال البابا: «يجب ألّا ننسى أنّ الزؤان في الكنيسة اختلط مع القمح الجيّد. وبسبب هذا الزؤان بالتحديد، أردت أن أقوم برحلة الحجّ والتوبة هذه». وعبّر البابا عن ألمه لما قام به مؤمنون كاثوليك في سياسات الاستيعاب والتحرّر المبنيّة على فرض الإحساس بالدونيّة، معتبرًا أنّ أسس الشفاء والمصالحة تبدأ باللقاء، يومًا بعد يوم، في رعايا مثل رعيّة قلب يسوع الأقدس التي تكلّم فيها.

المصالحة هبة من المصلوب

شرح البابا في كلمته معنى المصالحة، قائلًا إنّ يسوع هو الذي يصالحنا بعضنا مع بعض على الصليب، وشارحًا أنّ «المصالحة التي حقّقها يسوع المسيح لم تكن اتفاقيّة سلام خارجيّة، بل نوعًا من التسوية لإرضاء الأطراف». واعترف بأنّ «لا شيء يمكن أن يلغي الكرامة المغتَصَبة والشرّ الذي تمّ وخيانة الثقة». في المقابل، دعا للنظر إلى المسيح وإلى الحُبّ الذي تعرّض للخيانة والصلب من أجلنا. وأضاف: «إن أردنا أن نتصالح في ما بيننا وفي داخلنا وإن أردنا أن نتصالح مع الماضي ومع الأخطاء التي تحمّلها الكثيرون ومع الذاكرة الجريحة ومع الأحداث الصادمة التي لا يمكن لأيّة تعزية بشريّة أن تشفيها، يجب أن نرفع أنظارنا إلى يسوع المصلوب حتّى نستمدّ السّلام من مذبحه لأنّه على شجرة الصليب بالتحديد يتحوّل الألم إلى حُبّ، والموت إلى حياة، وخيبة الأمل إلى رجاء، وتخلّي الجميع عنّا إلى شركة مع الجميع، والمسافة إلى وحدة. ليست المصالحة عملًا نقوم نحن به، إنّما هبة تتدفّق من المصلوب، إنّها سلام ينبع من قلب يسوع، إنّها نعمة يجب أن نطلبها».

الكنيسة جسد المصالحة الحيّ

وتابع البابا في تفسيره للمصالحة شارحًا من القدّيس بولس أنّ الكنيسة هي جسد المصالحة الحيّ. وفسّر أنّ فرض الله على الناس لا ينجح، بل الأفضل دعوة الناس للتقرّب من الله لأنّ الله «لا يُكرِه ولا يَخنق ولا يظلم. بل هو دائمًا يحبّ ويحرّر ويتركنا أحرارًا. إنّه لا يؤيّد بروحه الذين يُخضعون الآخرين والذين يخلطون بين إنجيل المصالحة وبين اقتناص الأتباع لأنّه لا يمكن أن نبشّر بالله بطريقة مناقضة لله». وأظهر الأب الأقدس ذلك في قوله أنّ الله قدّم ذاته ببساطة وتواضع مرّات عدّة في التاريخ. وفسّر أنّ جعل الله ينزل عن الصليب حتّى يظهر بالسلطان والمظاهر هو إغراء دنيويّ.

وقال الأب الأقدس: «لتكن البشارة بيسوع كما يريد هو في الحرّية والمحبّة وكلّ إنسان مصلوب نلتقي به لا يكن لنا حالة يجب وجود الحلّ لها، بل ليكن أخًا أو أختًا يجب أن نحبّهما، هما جسد المسيح الذي يجب أن نحبّه. لتكن الكنيسة جسد المسيح، جسدًا حيًّا للمصالحة!» وأوضح: «إنّ كلمة مصالحة هي في الواقع مرادف للكنيسة». وزاد أنّ الكنيسة ليست مجموعة أفكار ومبادئ نغرسها في الناس، بل بيت يرحّب بالجميع.

وخلص البابا إلى التكلّم عن موضوع الخيمة في الكتاب المقدّس بعد ذكره خيمة الشعوب الأصليّة التي تُظهرها هندسة الكنيسة الرعائيّة التي عقد فيها لقاءه. وذكّر أنّ «الله إله قريب وفي يسوع يعلّمنا لغة الرّحمة والحنان» وأنّ الله يضرب خيمته بيننا ويرافقنا في صحارينا.  

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته