روما, الجمعة 22 يوليو، 2022
«أوبس داي» أو حبريّة الصليب المقدّس هي حبريّة شخصيّة أسّسها القدّيس خوسيماريّا اسكريفا في العام 1928. حصلت في العام 1982 من البابا يوحنّا بولس الثاني على حالة الحبريّة الشخصيّة وهي الوحيدة التي تتمتّع بها في الكنيسة. اليوم، مع البابا فرنسيس، انتقل ارتباط «أوبس داي» بالفاتيكان من دائرة الأساقفة الفاتيكانيّة إلى دائرة الإكليروس الفاتيكانيّة.
أراد يوحنّا بولس الثاني في العام 1982 أن تتمكّن «أوبس داي» من نشر الدعوة للقداسة في العالم وتقديس العمل والجهود العائليّة والاجتماعيّة من خلال الإكليروس المعنيّ فيها والعلمانيّين الذين يقدّمون جهودهم لذلك، فأعطاها حالة الحبريّة الشخصيّة.
ما هي حالة الحبريّة الشخصيّة؟
السلطات الكنسيّة هي في أغلب الأحيان مناطقيّة، وأحد أبرز الأمثال على ذلك الأبرشيّات. فإن كنت مارونيًّا تقطن في بيروت أنت تتبع أبرشيّة بيروت المارونيّة وإن كنت مارونيًّا في زحلة، فتتبع أبرشيّة زحلة المارونيّة. لكن في أحيانٍ أخرى، يتبع المؤمنون سلطة كنسيّة معيّنة بحكم الطقس الذي ينتمون إليه أو الطائفة أو بحسب اتّفاق معيّن بين الكنائس.
أمّا في حالة الحبريّات الشخصيّة، فيتبع المعنيّون راعيًا يُدعى «حَبْرًا» يسمّيه البابا ويمكن أن يكون أسقفًا، بغضّ النظر عن مكان سكنهم الجغرافي. وفي هذه الحالة، يساند الحبر مجموعة من الإكليروس العلماني والمؤمنين والمؤمنات العلمانيّين. ويبقى العلمانيّون جزءًا من الأبرشيّات والكنائس المحليّة التي يقطنون في حدودها الجغرافيّة.
شرح المجمع الفاتيكاني الثاني إيجابيّات حالة الحبريّات الشخصيّة في الرقم العاشر من القرار في حياة الكهنة وخدمتهم الرعويّة، والمدعوّ «الدرجة الكهنوتيّة» على الشكل الآتي: «قد يكون من المفيد أن تؤسَّس مدارس عالية دوليّة، وأبرشيّات خاصّة أو حبريّات شخصيّة وغيرها من المؤسّسات، يتعلّق بها الكهنة أو ينتمون إليها لخير الكنيسة الشامل، حسب طرق يجب أن تقرّر وتتعلّق بكل عمل السلطات الأسقفيّة المستمرّ وباحترامها». وكان هدف المجمع الفاتيكاني الثاني المحافظة على مرونة فعّالة لنشر الرسالة والحياة المسيحيّتين.
إرادة البابا فرنسيس الجديدة
اليوم، مع البابا فرنسيس، تبقى «أوبس داي» في حالة الحبريّة الشخصيّة لكن تحت سلطة دائرة الإكليروس الفاتيكانيّة وليس بعد تحت سلطة دائرة الأساقفة الفاتيكانيّة. ويأتي ذلك تماشيًا مع الدستور الرسولي «أعلنوا البشارة» للإدارة المركزيّة لحاضرة الفاتيكان، المدعوّة «الكوريا الرومانيّة»، الذي أصدره البابا فرنسيس ودخل حيّز التنفيذ في يونيو/حزيران الفائت. من هنا، لا يُعدّ الحَبْر المسؤول أسقفًا بعد بل يحمل لقب رئيس كتابة العدل الرسولي ويكون في درجة مونسنيور لأنّ حالة الحكم بحسب الدستور الرسولي الجديد مبنيّة على الكاريزما وليس على السلطة الهرميّة.
وهذه الإرادة الرسوليّة التي تحمل عنوان «لحفظ الكاريزما» تدخل حيّز التنفيذ في الرابع من أغسطس/آب المقبل. بهذه الطريقة، تتغيّر حالة «أوبس داي» بالشكل وليس في المضمون. يتغيّر الرابط الرئيسيّ لها مع الكرسي الرسولي لكن المجموعة المرافقة للحَبْر المؤلّفة من علمانيّين وكهنة ومؤمنين ومؤمنات لا يتغيّر مضمونها.
وتحدّد الإرادة الرسوليّة أنّ على الحَبْر المعنيّ تقديم تقرير سنويّ حول حالة رابطته الحبريّة. ولا يستخدم الحَبْر، المدعوّ رسميًّا كاتب العدل الرسولي، الشارات الحبريّة بعد بل الشارات المخصّصة لحالة المونسنيور.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته