ريف دمشق, السبت 23 يوليو، 2022
معلولا هي البلدة السوريّة التي لا تزال تتكلّم اللغة الآراميّة، لغة السيّد يسوع المسيح، ويأتي اسمها من اللغة الآراميّة القديمة، ويعني المدخل أو المكان المرتفع.
تقع بلدة معلولا على بعد 56 كلم من العاصمة السوريّة دمشق، بين سلسلتين جبليّتين في منطقة القلمون، وترتفع عن سطح البحر نحو 1500 متر.
تتميّز معلولا بموقعها بين الجبال الصخريّة، وتحتوي على مغارات محفورة في صخرها تشبه بيوتًا بدائيّة، وتدلّ على أنها كانت مسكونة منذ العصر الحجري.
كما تشتهر معلولا باحتوائها على العديد من المعالم المسيحيّة المقدّسة القديمة التي يعود تاريخ بناء بعضها إلى القرن العاشر قبل الميلاد ومنها كنيسة بيزنطيّة قديمة، والعديد من الأضرحة البيزنطيّة المنحوتة في الصخر في قلب الجبال، وفيها دير القديسة تقلا الذي يحتوي على رفاتها، بحسب التقليد المسيحي.
وتحتوي بلدة معلولا أيضًا على دير القديسَيْن سركيس وباخوس الذي بُنيَ في القرن الرابع الميلادي على أنقاض معبد وثني، وأُطلق عليه اسم القديس سركيس، أحد الفرسان السوريين الذين استشهدوا في سبيل الدفاع عن إيمانه. وقد صنّفت اليونسكو ديريّ القديسة تقلا ومار سركيس وباخوس من أهمّ الآثار المسيحيّة في العالم وأقدمها.
ومن أجمل الأمور التي تثير الإعجاب في معلولا هي هذا الامتزاج بين التاريخ والأسطورة والإيمان، حيث كان أهل معلولا من أوائل من اعتنق المسيحيّة وتحمّلوا العذاب والاضطهاد، وقدّموا الشهداء منذ زمن الاحتلال الروماني حتى فترة الاحتلال العثماني للبلاد من أجل إيمانهم.
أما أكثر ما يميّز بلدة معلولا، فهو ذلك الفجّ في الجبل الذي يُسمّى «فجّ مار تقلا»، وهو شقّ صخري أو ممرّ ضيق يمتدّ من الطرف الأوّل للجبل إلى نهاية طرفه الآخر. وتشير أسطورة قديمة إلى أنّ القديسة تقلا، وهي شابة سوريّة اعتنقت المسيحيّة في العام 67 الميلادي، هربت من بطش والدها، لكنّ الربّ يسوع أراد حمايتها من حكم الموت الذي صدر بحقّها، فشقّ لها طريقًا في الجبل.
ويحتوي هذا الفجّ على مياه يرتفع منسوبها وينخفض تبعًا لموسم الأمطار، ويُعتقد أنها مباركة، وما زال الناس حتى يومنا هذا يتوافدون إليه للصلاة وطلبًا للشفاء والمعجزات.
تزدحم بلدة معلولا بأديرتها وكنائسها وتعجّ بآلاف الزائرين في عيد الصليب الموافق 14 سبتمبر/أيلول من كل عام، وتذكار القديسة تقلا الموافق 24 سبتمبر/أيلول، وعيد القديسَيْن سركيس وباخوس في 27 أكتوبر/تشرين الأوّل إذ يتوافد الزوّار والسائحون من الشرق وأوروبا والعالم أجمع.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته