البابا فرنسيس يحذّر من سموم العالم الرقمي

روما, الاثنين 18 يوليو، 2022

سلّط البابا فرنسيس الضوء، في رسالةٍ وجّهها إلى المشاركين في المؤتمر العالمي للمنظمة الكاثوليكيّة العالميّة للاتصالات «سيغنيس»، على أهميّة الوسائل الرقميّة والتحدّيات التي تطرحها.

وتناول الأب الأقدس محور المؤتمر العالمي وهو "السلام في العالم الرقمي"، فقال إن ثورة وسائل الإعلام الرقميّة التي شهدتها العقود الأخيرة قد أكدت كونها أدوات قويّة لتعزيز الشركة والحوار في العائلة البشريّة.

ولفت البابا فرنسيس إلى أن فترات الإغلاق في جائحة كورونا قد أوضحت كيف يمكن للوسائل الرقميّة أن تجمعنا لا فقط من خلال نشر المعلومات الأساسيّة بل عبر تقليص وحدة العزلة وجمع العائلات والجماعات الكنسيّة في الصلاة والتعبّد.

في المقابل، أشار الأب الأقدس إلى أن استخدام الوسائل الرقميّة وخاصّة شبكات التواصل الاجتماعي قد طرح عددًا من القضايا الأخلاقيّة المهمّة التي تدعو إلى تقييم يتميّز بالحكمة والتمييز من العاملين في مجال الاتصالات وجميع المهتمّين بصدق العلاقات البشريّة وجودتها، معتبرًا أن الوسائل الرقميّة قد تحوّلت في بعض الأحيان والأماكن إلى وسائل مُسمِّمة ومليئة بخطاب الكراهية والأنباء الزائفة.

وشدّد البابا فرنسيس أيضًا على ضرورة أخذ الجماعات الكثيرة في عالمنا التي لا تزال مستبعدة من الفسحة الرقميّة بعين الاعتبار، وجعل الدمج الرقمي أولويّة في نشاط المنظّمة التي ستقدّم إسهامًا كبيرًا في نشر ثقافة سلام تقوم على حقيقة الإنجيل.

إلى ذلك، ذكّر الأب الأقدس بما قاله عن الإصغاء في رسالته لمناسبة اليوم العالمي للاتصالات، باعتباره أوّل عناصر الحوار والاتصالات الجيّدة.

وأضاف البابا أن الاتصالات ليست مجرّد مهنة بل هي خدمة للحوار والتفاهم بين الأشخاص والجماعات من أجل بلوغ تعايش سلميّ وهادئ، مشيرًا إلى كون الإصغاء أمرًا جوهريًّا بالنسبة إلى المسيرة السينودسيّة التي بدأتها الكنيسة هذا العام، ومعربًا عن الرجاء في أن تساهم منظمة «سيغنيس» في هذه المسيرة من خلال مساعدة شعب الله المقدّس في الالتزام بالإصغاء والنموّ في الوعي بأننا جزء من شركة تسبقنا وتشملنا.

كما اعتبر البابا فرنسيس أن جهود المشاركين في هذا المؤتمر ستساعد من أجل تعزيز السلام في العالم الرقمي في بلوغ كنيسة أكثر «سمفونيّة» حيث يتمّ التعبير عن الوحدة في تعدّد أصوات متناغم ومقدّس.