الجمعة 22 نوفمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

الأب لويس مطر يكشف عبر آسي مينا عن أهمّ معجزات مار شربل وميزة تراب ضريحه

صورة تجمع القديس شربل مخلوف والأب لويس مطر/ Provided by: Guitta Maroun/ACI MENA

مار شربل… له أُعطي مجد لبنان، فرفع اسمه حتى أقاصي الأرض…

عدد المعجزات التي اجتُرِحت بشفاعته تعدّى 29400 أعجوبة، باقة نعم ينثرها مار شربل من سمائه المكلّلة بالمحبّة للبشريّة جمعاء.

الربّ يصغي إلى شربل، فتُمطر السماوات زخّات حبّ لامتناهٍ على المؤمنين. ما السرّ الذي حمل قديس عنّايا إلى العالميّة؟ هل ساعده اختيار الحياة النسكيّة كي يكون أكثر قربًا من الربّ؟ ما أهمّ 3 معجزات تمّت بشفاعته؟ ما ميزة التراب الذي يأخذه الناس من ضريح مار شربل؟ ما رسالة مار شربل المعاصرة إلى المؤمنين؟

إليكم الأجوبة في مقابلة مع قيّم دير مار مارون-عنّايا والمسؤول عن توثيق العجائب التي تُجترح بشفاعة مار شربل الأب لويس مطر.

فريق عمل «آسي مينا» يلتقي الأب لويس مطر. Provided by: Guitta Maroun/ACI MENA

من لبنان إلى العالميّة

في حديث خاصّ إلى «آسي مينا»، أكد قيّم دير مار مارون-عنّايا الأب لويس مطر أن القديس شربل مخلوف لا حدود جغرافيّة وطائفيّة له، موضحًا: أتى مار شربل إلى أرضنا وتعلّم اللغتين العربيّة والسريانيّة. اليوم، بات يعرف كل اللغات. لم يكن يعرف إلا طريق بقاعكفرا وعنّايا التي قصدها ولم يعد إلى قريته. الآن، هو يعرف كل طرق العالم. في حياته، تجنّب النظر إلى المرأة، أما اليوم فهو يعالج جميع الملتجئين إليه. تخطّى عدد المعجزات 29400، عشرة في المئة منها حصلت مع غير معمّدين (سنّة، شيعة، دروز، يزيديّون، علويّون، سيخ، بوذيّون، يهود…).

وقال الأب مطر: إن مار شربل أتى من قرية مارونيّة، جارة الأرز، وعرف أن لا خلاص إلا بالربّ، فلم يعبد الأشخاص، ولم يقع فريسة الشهوات، بل كان يسيطر عليها من خلال التقشّفات والإماتات والصلوات التي يقوم بها ولبس المسح، وكان يأكل مرّة في اليوم خبزًا يابسًا مع الخضار والحبوب، ولم يذق اللحوم والحلويات والفواكه. حرم نفسه من كل شيء حتى وصل إلى وقت غرق في الربّ. انخطف في ربّنا. في أحد الأيّام، نزلت صاعقة في سطح كنيسة المحبسة، فثقبت السقف وأحرقت قسمًا من ثوبه والطبق الذي كان راكعًا فوقه ولم يشعر بشيء. كان يعيش في عالم آخر!

الحياة النسكيّة وطريق القداسة

في ما يتعلّق بمدى مساهمة اختيار الحياة النسكيّة في جعل مار شربل أكثر قربًا من الربّ، شدّد الأب مطر على أن كل الطرق توصل إلى الربّ لكن المهمّ أن يعرف الإنسان عيشها، موجّهًا حياته نحو الله، وهذه الوجهة وسيلة لقداستنا، مضيفًا: لقد أحبّ شربل الربّ كثيرًا وغرق فيه. لذلك، شفاعته لا تُرفض عنده. الله يجترح المعجزات ولا يرفض طلبًا لهذا القديس الذي عاش حياته معه. شربل مع الله دائمًا.

«أنا مار شربل لبنان!»

إلى ذلك، لفت الأب مطر إلى أن مار شربل أعطى ذاته لله ولم يتعلّق بأيّ شيء في الحياة، فشرّع الربّ له الأبواب، وصار غارقًا في حبّ خالقه. لذلك، أينما تطلبه، يحضر. يعرّف عن نفسه أمام الأجانب: «أنا مار شربل لبنان جايي أشفيك!»، ويرفع اسم لبنان إلى المجد!

وأضاف: هذا القديس قريب من الجميع؛ من يعاني من المشاكل، يلتجئ إليه ليجد حلًّا لها، ومن يعاني من مرضٍ معيّن يلتجئ إليه، ومن لديه صعوبات معيّنة، يذلّلها. لذلك، عندما يجد الناس قديسًا يلبّيهم في كل حاجاتهم، لا يقصدون غيره. من يتّكل عليه، لا يرغب في الذهاب إلى غيره.

أهمّ 3 معجزات بشفاعة مار شربل

من المعجزات الكثيرة التي اجتُرحت بشفاعة مار شربل، أخبرنا الأب مطر عن أبرز ثلاثة شفاءات، نوردها في ما يلي:

-الأعجوبة الأولى حصلت مع سيّدة مسيحيّة تعيش مع ابنتها في أبو ظبي. مرضت وأُدخلت المستشفى وتدهورت حالتها الصحيّة. لم تكن الابنة تعرف مار شربل لأنها من طائفة مغايرة. عرف أحد الأصدقاء أن والدتها مريضة، فأحضر لها صورةً وزيتًا وزنّارًا من دير مار مارون-عنّايا، وتحوّلت غرفتها إلى مزار. قالت الابنة لمار شربل: أنا لا أعرفك لكنني أطلب منك شفاء والدتي! من ثمّ، سقتها حنجور الزيت، فشُفيت أمّها وجاءت بها إلى لبنان كي تشكر مار شربل.

-الأعجوبة الثانية حصلت مع سيّدة لها ابنة طبيبة و3 شباب، انتشر مرض السرطان في جسمها بسرعة وبلغ المرحلة الرابعة. قصد ابنها المحبسة، وأخذ حفنة تراب من ضريح مار شربل، وأضافه إلى طعام والدته، فنامت مرتاحة. عند الصباح، وضع لها من هذا التراب في القهوة، فارتشفتها، وزال الألم. أجريت لها الفحوص اللازمة، فتبيّن أن مرضها قد اختفى. جاء أولادها إلى دير مار مارون-عنّايا لشكر مار شربل على نعمة الشفاء.

-الأعجوبة الثالثة حصلت مع صبيّ عراقي شيعي من كربلاء، كانت ساقه أقصر من الأخرى منذ ولادته، فاضطر إلى استخدام جهاز تقويمي كي يتمكّن من المشي. بعدئذٍ، نصح صديق لبناني ماروني يعمل في العراق والده بطلب شفاعة قديس عنّايا، قائلًا: مار شربل يستطيع شفاءه! فورًا، حمل الرجل ابنه، وجاء به إلى لبنان. صلّت عائلته أمام ضريح مار شربل، وطلب الصبيّ منه أن يشفي ساقه. بعد انتهاء الزيارة، وصلت العائلة إلى بوّابة الدير، فشعر الابن بأنه سيقع. وكانت المفاجأة! زاد طول الساق القصيرة! نزع الصبيّ الجهاز التقويمي ونظر إلى ساقَيْه، فوجدهما متوازيتين في الطول، وعاد إلى كربلاء وهو في قمّة السعادة. بعد 13 عامًا على تعافيه التام، اختار الطبّ مجال تخصّصه، وجاء والداه من العراق إلى لبنان لشكر مار شربل على شفاء ابنهما.

ميزة تراب ضريح مار شربل

بالنسبة إلى ميزة التراب الذي يأخذه المؤمنون من ضريح مار شربل، قال الأب مطر: إذا كان الإيمان بقدر حبّة الخردل، فهو يغيّر وجه الدنيا، موضحًا أن تراب ضريح مار شربل قلويّ يعني عندما يُغلى، يبلغ الرقم الهيدروجيني 8 في حين يبلغ هذا الرقم 7 أو 7:30 بالنسبة إلى سائر أنواع التراب الأخرى، وقد وصفه مار شربل للشفاء من الأمراض.

أبعاد الأعجوبة

شدّد الأب مطر على أن الأعجوبة لا تحدث سدًى، بل تقوّي الإيمان، وتضيء على رؤى بعيدة مثل أعجوبة نهاد الشامي، مردفًا: كل أعجوبة حدث في حدّ ذاتها. الربّ يدعونا من خلالها إلى التوبة. كما أنها تحمّل الإنسان الذي تحصل معه مسؤوليّة كبيرة بعدم العودة إلى الخطيئة. وفي هذه الحالة، تثبت النظريّة: من يُشْفَ بشفاعته يتقدّس بشفائه، ومَنْ يدرك مار شربل أنه سيتقدّس بألمه، يُعْطِهِ القوّة كي يتحمّل وجعه ويصبح قديسًا. لا أحد يقصد القديس شربل ويعود كما كان.

رسالة مار شربل إلى المؤمنين

وختم الأب مطر حديثه عبر «آسي مينا»، مؤكدًا أن الرسالة الأهمّ التي أراد مار شربل إيصالها من خلال معجزاته وشفاعته واحتضانه المؤمنين هي الدعوة إلى الصلاة حتى إنه يطلب من الذين نالوا الشفاءات بشفاعته تلاوة المسبحة الورديّة إذ لا خلاص خارج الصلاة. إن صلاة المسبحة هي السلطة الأقوى ضدّ الشرّ، والشعب الذي يصلّي ينمو في الله، وكل مرّة نصلّي فيها المسبحة تُزرع المحبّة في العالم.

(Story continues below)

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته