روما, الجمعة 24 يونيو، 2022
ضمن اللقاء العالمي العاشر للعائلات الذي يُعقد في روما تحت عنوان: «الحبّ العائلي: دعوة ودرب قداسة» بين 22 و26 يونيو/حزيران الحالي، والذي تلتقي فيه حوالي 2000 عائلة من حول العالم، ألقى زوجان أميركيّان، جورج وليزا بوكاك، كلمةً تحت عنوان: «الكنيسة المنزليّة والسينودسيّة: نحو إكليزيولوجيا جديدة من خلال ليتورجيا حياة الكنيسة المنزليّة».
جورج وليزا بوكاك أسّسا موقع «المستشارون الكاثوليك» الإلكتروني، الذي هو خدمة استشارية للعائلات من كل أنحاء العالم. هما أيضًا مديرا مركز بيتون لحياة العائلة المنزليّة، الذي يقدّم أبحاثًا لدعم روحانيّة العائلة الكاثوليكيّة. هما جزء من المكتب الإداري لمجلس أساقفة الولايات المتحدة الكاثوليك ولهما أكثر من 20 كتابًا. كما هما مؤسّسا موقع «كاثوليك هوم» لتنشئة العائلة على ليتورجيا «الكنيسة المنزليّة».
الدعوة للقداسة هي للجميع
بدايةً، ذكّر الزوجان الأمريكيان بأنّ الدعوة إلى القداسة هي للجميع كما يقول المجمع الفاتيكاني الثاني، هي للأمّهات والأطفال والآباء وليس فقط للمكرّسين والمرسلين والشهداء والكهنة. واعتبرا أنّ معظم ما نراه على أنّه «روحانيّة كاثوليكيّة» ينبثق من التقليد الرهباني والإكليريكي. ومع أنّ الكثير من الكاثوليك يعتقدون أنّ الحياة العائليّة مناقضة لحياة مقدّسة، يعمل الروح القدس بقوّة لتحدّي هذه السرديّة المغلوطة بالعمق. وأعادا إلى الواجهة قول التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيّة أنّ الكنيسة المنزليّة كنيسة حقيقيّة.
ليتورجيا الكنيسة المنزليّة
قدّم جورج وليزا هذا التعريف للكنيسة المنزليّة: «منزلٌ مؤلّف من أشخاص متّحدين بالله وببعضهم البعض عبر حياة الكنيسة الأسراريّة، يلتزمون النظرة المسيحيّة/الثالوثيّة للحُبّ في علاقاتهم بين بعضهم وفي العالم.» وتضمّ هذه النظرة جميع أنواع العائلات الكاثوليكيّة، حتّى المطلّقة والعائلات المؤلّفة من والد أو والدة فقط. وشرح الزوجان أنّهما يقدّمان ليتورجيا «الكنيسة المنزليّة» على أنّها ليتورجيا حقيقيّة. لأنّ الليتورجيّات أسّسها الله ولم يخترعها البشر كما حال ليتورجيا الإفخارسيّتا. والزوجان الأمريكيّان يريان أنّ الله عند فجر تاريخ البشريّة، سكب هذه الليتورجيا، المشروحة هنا، في مخطّطه للعائلة البشريّة، كما برهنت دراسات علم الاجتماع عبر التاريخ والثقافات. وأعادا التأكيد على أنّ العلمانيّين في الكنيسة يملكون الكهنوت العامّ، كما يشرح تعليم الكنيسة. ولأنّ الكهنوت مرتبط بالليتورجيات، إذًا يصحّ تعبير ليتورجيا في حالة الكنائس المنزليّة.
طقس العلاقة المسيحيّة
كما طقوس الكنائس الليتورجيّة المتعدّدة، هكذا يرى الزوجان أنّ للعائلة طقوس خاصّة بها. والطقس الأوّل هو «طقس العلاقة المسيحيّة» الذي به تتحقّق الرسالة التي تلقّتها العائلة بالمعموديّة. بالنسبة إليهما، على العائلة تخصيص وقتًا عن قصد لعيش الشراكة المقترحة وعيش الحياة المسيحيّة. فالعائلة مدعوّة لإظهار عطفًا وتأكيدًا كبيرًا في يوميّاتها. الأسرة، بحسب الزوجين الأمريكيّين، مدعوّة أيضًا لإظهار اهتمامًا بأفرادها، لأنّها على صورة الثالوث الذي يُعطي كل أقنوم فيه كلّ ذاته دون أن ينقص منه شيئًا. والعائلة أيضًا مدعوة في علاقاتها للتصرّف بتتلمذ للمسيح ولتعاليمه: كالتصحيح بمحبّة وعطف وحنان.
طقس رِتَب العائلة
وفسّر الزوجان سلسلة من الرِتَب التي يمكن للعائلات القيام بها كرِتَب خاصّة بالكنيسة المنزليّة. الأولى، هي رتبة العمل العائلي: عندما تخصّص العائلة وقتًا وتعمل معًا على المهام المنزليّة لإبعاد الفكر الدنيوي عن عمل هذه المهام. الثانية، هي رتبة اللعب العائلي: تخصّص العائلة فيها أوقاتًا للعب فتتعلّم أنّ الأوقات الفَرِحة ليست مرتبطة بالضرورة بالخطيئة وبدمار الذات. الثالثة، هي رتبة الكلام العائلي: تخصّص فيها العائلة وقتًا لمناقشة مواضيع لا يناقشوها بشكلٍ عفويّ عادةً كاختبارهم لله خلال النهار أو خلال الأوقات التي لم يجدوا الله فيها. الرابعة، هي رتبة الصلاة العائلية: ترتبط العائلة فيها بالله على أنّه أهمّ شخص في العائلة، فتصلّي معًا وتقدّر حُبَها وكرمها تجاه بعضها البعض.
طقس مد يدّ العون
في «طقس مد يدّ العون»، تعيش الكنيسة دعوتها الملكيّة التي تلقّتها بالمعموديّة عبر تطبيق أربع عادات صغيرة. الأولى، هي «مساعدة البعض بكرم في قلب العائلة». الثانية، هي «مساعدة الآخرين كأسرة في المنزل» عبر المحبّة واستضافة الآخرين ومساعدة القريب والجار. الثالثة، هي «أُسرَة إلهيّة في قلب العالم» تتفاعل مع الآخرين وتساعدهم مساعدة المحبّة المسيحيّة. الرابعة، هي «الكنائس المنزليّة المُساعِدة لبعضها البعض» تتداخل فيها مساعدات العائلات، في قلب الرعايا، مباركة بعضها البعض في شهادة المحبّة.
من الشرارة إلى الشعلة
بهذا الشكل تُشعل العائلة شرارة حُبّ الله بالمنزل في «طقس العلاقة المسيحيّة» وتضرمه في «طقس رِتَب العائلة» وتقوّي لهيبه في «طقس مد يدّ العون». وأوضح الزوجان أخيرًا، أنّ هذه الطقوس الثلاثة تشكّل إطارًا على العائلات أنّ تحدّده أكثر. فجميع أشكال الحياة المكرّسة تُعلن النذورات الرهبانيّة الثلاثة، لكن لكلّ رهبانيّة أو جمعية حياة مكرّسة روحانيّتها الخاصّة. وبهذا لا تعد الأُسرة مكان لتجسيد الروحانيّات فقط بل لنشأتها ولتجديد الأنشطة الرعائيّة بها ومعها.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته