الخميس 23 يونيو، 2022
خلال «مهرجان العائلات» الذي افتُتِحَ به اللقاء العالمي العاشر للعائلات، في قاعة بولس السّادس في الفاتيكان، أعطى والدا خادمة الله كيارا كوربيلّا بيتريلّو، روبيرتو وماريّا أنسيلما كوربيلّا، شهادة حياتهما أمام البابا فرنسيس. وتأثّر والد كيارا خلال شهادة الحياة ليعلو تصفيق الحاضرين عندها بقوّة.
سيرة كيارا
كيارا كوربيلّا، شابة إيطاليّة، وُلِدَت في العام 1984. تزوّجت من إنريكو كوربيلّو في العام 2008. خلال حملها الأوّل، اكتشفت أنّ الطفلة التي في أحشائها تعاني من «انعدام الدماغ». ومع العلم أنّ موت الطفلة كان محتّمًا فور ولادتها، قرّرت كيارا وزوجها متابعة الحمل وعدم إجهاض الطفلة. بعد نصف ساعة على ولادة الطفلة، التي دُعيت ماريّا غراسيا ليتيزيا، فارقت الحياة في 10 يونيو/حزيران 2009. واجهت كيارا هذا الواقع بسلام كبير. بعد وفاة طفلتها، حبلت كيارا من جديد، لتجد أنّ الطفل الذي في أحشائها يعاني من تشوّه خطير في تجويف الكِلْيَتين. توفّي الطفل الذي دُعي دافيد أيضًا بعد ولادته في 24 يونيو/حزيران 2010. وواجهت كيارا هذه الوفاة بسلام أيضًا. خضع الزوجان لفحوصات عدّة، منها فحصوات جينيّة، ووجدا أنّ ما من رابط بين أمراض الطفلين.
رفضها الإجهاض
حبلت كيارا بابنها الثالث. وبعد أسبوع على اكتشافها أنّها حامل، وجدت كيارا جرحًا على لسانها. تمّ تشخيص الجرح على أنّه مرض سرطانيّ. خضعت لعمليّة جراحيّة خلال حملها لنزع الجزء السرطاني. لكن كان عليها الخضوع لعلاج كيميائيّ أيضًا. اختارت كيارا انتظار ولادة طفلها قبل بدء العلاج الكيميائي، لأنّه يعرّض الطفل لخطر الإجهاض. وُلِدَ ابنها في 29 مايو/أيّار 2011 ودُعي فرانشيسكو. بدأت العلاج الكيميائي بعد ولادة طفلها، لكن السرطان انتشر في جسدها ووصل إلى رئتيها وكبدها وعينها اليُمنى. قضت أيّامها الأخيرة مع زوجها وابنها بعيدةً عن الناس. التقت البابا بندكتس السادس عشر في 2 مايو/أيّار 2012 وتوفّت في 13 يونيو/حزيران من العام عينه.
شهادة والديّ كيارا
في شهادة حياتهما أمام البابا فرنسيس والأُسَر المشاركة في اللقاء العالمي للعائلات، اعتبر والدا كيارا، روبيرتو وماريّا، أنّ أسرتهما أجمل عطيّة وهبهما إيّاها الله. فيها اختبرا أوقات جميلة وغير جميلة. فالعائلة، برأيهما، هي حصن إن بُنيَت على المحبّة.
أخبر روبيرتو وماريّا عن إليزا ابنتهما المتزوّجة والأمّ لثلاثة أطفال. ثمّ شرحا عن كيارا التي وثقت بالله على أنّه آب حسن، وأنّ جميع الأشياء تعود بالخير على الذين يُحبّون الله. قالت ماريّا: «كيارا قد ربحت معركتها». ففي العام 2012، عادت إلى بيت الآب بعد مِحَن صعبة. كما قالا إنّ كيارا لم تكن تفرض أفكارها، بل تقدّمها. وتكلّما عن سلام كيارا فقالا: «سُكُون كيارا قد فَتَح لنا شبّاكًا على الأبديّة لا يزال يدفق علينا نورًا حتّى اليوم».
وخلال شهادة الحياة، تأثّر روبيرتو مرّات عدّة بكلامه عن كيارا ليعلو عندها التصفيق في القاعة. أكّد روبيرتو وماريّا أنّه لم يكن سهلًا مرافقة كيارا حتّى السّماء وتركها تذهب، لكن من تلك اللحظة نبعت نِعمَة كبيرة جعلتهما ينظران إلى مشروع الله ومنعتهما من السقوط في اليأس.
مشاركة والديها في فتح دعوى قداستها
عبّر روبيرتو وماريّا أيضًا عن فرحهما عندما شاركا في العام 2018 في فتح دعوى قداسة كيارا. وقالا: «عندما يفتح الله بابًا، لا يعد أحد يستطيع إغلاقه. وعندما يغلق الله بابًا، لا يعد أحد يستطيع فتحه». وشرح والدا كيارا أنّهما اختبرا كأهل أهميّة تربية الأطفال. لذا على الأمّ والأبّ التذكّر أنّهما لا يملكان أطفالهما. فالأطفال عطيّة، يجب عدم البحث عنها بأي ثمن، بل تلقيها. ومن يتلقّاها عليه فقط مرافقة العطيّة إلى حيث يُطلب منه.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته