الاثنين 18 نوفمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

البابا فرنسيس يدعو أساقفة الروم الكاثوليك إلى التفكير جيّدًا عند انتخاب المطارنة وعدم النميمة

لقاء البابا فرنسيس مع أعضاء سينودس الروم الملكيين الكاثوليك/ Provided by: Vatican Media

استقبل البابا فرنسيس اليوم صباحًا، في القصر الرسولي في حاضرة الفاتيكان، البطريرك يوسف العبسي الذي ترأس وفد أعضاء سينودس كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك الذي يُعقد هذا العام في كنيسة القدّيسة مريم المزيّنة في روما. وبعد كلمة البطريرك العبسي أمام البابا، ألقى الأب الأقدس كلمته أمام أعضاء السينودس باللغة الإيطاليّة.

رحبّ البابا فرنسيس بأعضاء السينودس، شاكرًا البطريرك العبسي لما وجّهه له في كلمته وطالبًا شفاعة القدّيسين بطرس وبولس، اللذَين أراد الملكيّون الكاثوليك هذا العام عقد سينودسهم السنوي بالقرب من ضريحهما، من أجل أن تتمكّن الجماعة المسيحيّة من الشهادة للمسيح.  

حلّ عادل ومنصف للمأساة السوريّة  

تكلّم البابا عن «سوريّا الحبيبة والمستشهدة» التي بعض أعضاء السينودس، بدءًا من البطريرك أساقفة فيها. وأضاف أنّ على المأساة التي تحدث في الأشهر الأخيرة في شرق أوروبا ألّا تفقدنا الانتباه لما يحصل منذ 12 عامًا في الحرب السوريّة. كما استذكر البابا الصلاة التي قام بها من أجل السلام في سوريا في العام الأوّل على حبريّته حين غصّت ساحة القدّيس بطرس بالمصلّين وأتى مسلمون أيضًا للمشاركة فيها. كما استذكر البابا شبّان سوريّين عدّة أتوا إلى الفاتيكان وأخبروه عن مأساتهم، قائلًا: «لا يمكننا أن نسمح بنزع آخر شرارة أمل من عيون وقلوب الشباب والعائلات!» وزاد البابا: «أجدّد الدعوة اذًا إلى جميع المسؤولين، في الداخل وإلى الجماعة الدوليّة، كي يتمّ الوصول إلى حلّ عادل ومنصف للمأساة السوريّة.»

البطريرك العبسي ملقيًا كلمة أمام البابا فرنسيس. Provided by: Vatican Media

شهادة الأساقفة يجب أن تكون في نور الله

وقال البابا لأساقفة كنيسة الروم الملكيّين الكاثوليك: «أنتم مدعوون لتتساءلوا حول الطريقة، التي تشهدون بها ككنيسة: نَعَم ببطولة وكرم إنّما يجب دائمًا أن تكون هذه الشهادة في نور الله كي تتنقّى وتتجدّد». وقال البابا أنّ هنالك حاجة ليتساءلوا كسينودس، وهو ما دعا إليه الكنيسة جمعاء أيضًا، حول تصرّفهم وعملهم في شراكة الصلاة والتزامهم مع بعضهم ومع البطريرك، وبين الأساقفة والكهنة والشمامسة، ومع المكرّسين والمكرّسات، ومع المؤمنين العلمانيّين، اذ جميعهم يشكّلون معًا شعب الله المقدّس.  

البابا قَلِق على مسيحيّي الشرق الأوسط

وتابع البابا: «أنتم قلقون على بقاء المسيحيّين في الشرق الأوسط، وأنا أيضًا: فهذا مقلق!» واعتبر البابا أنّ منذ عقودٍ عدّة بدأ حضور كنيسة الملكيّين يصبح عالميّا. فالبطريرك طلب منه سيامة أساقفة من جميع أنحاء العالم، بحسب تعبيره. من هنا، عدّد البابا أبرشيّات الملكيّين الكاثوليك في أستراليا وأوقيانوسيا والولايات المتّحدة وكندا وفينزويلا والأرجنتين، كما ذكر وجود العديد من المؤمنين في أوروبا. واعتبر البابا أنّ هذا تحدّ كنسيّ وثقافيّ واجتماعيّ فيه مصاعب وعقبات. إنّما في الوقت عينه فرصة كبيرة للتجذّر في العادات الخاصّة والأصول، كما شرح الأب الأقدس، لكن في الاصغاء للأزمنة والأماكن التي يتواجدون فيها.

التفكير جيّدًا عند انتخاب الأساقفة

وقال البابا: «ضمن السينودس، أشجّعكم على ممارسة صلاحيّاتكم بكثير من الحكمة». وأشار أنّه على اطّلاع على التفكير الذي انطلق في بعض الكنائس الشرقيّة حول دور وحضور الأساقفة المتقاعدين، بالأخصّ الذين يبلغون أكثر من ثمانين عامًا، والذين عددهم ليس بقليل في بعض السينودسات. وتطرّأ البابا إلى انتخاب الأساقفة قائلًا: «أدعوكم للتفكير دائمًا بشكل جيّد بخصوصه، والصلاة للروح القدس كيما ينيركم، والاستعداد بشكل صحيح وقبل أن يحين الوقت بكثير، بالعدّة والمعلومات حول المرشّحين، متخطّين أيّ تحزّب وتوازنات بين رهبانيّات المرشّحين».

عدم النميمة

وقال البابا: «أحثّكم -وأشكركم على ما تبذلون من جهود- لأن تجعلوا وجه الكنيسة، التي ربحها المسيح بدمه، يلمع بالابتعاد عن الانقسامات والنميمة، اللتين هما سبب عثرة للصغار وتبديد للقطيع الموكل إليكم. أتوقّف عند هذا الموضوع: تنبّهوا من الثرثرة. رجاءً، البتّة. إن كان لأحدكم ما يقوله للآخر، فليقوله له وجهًا لوجه، بمحبّة، انّما وجهًا لوجه، كأناس. يمكن أن يقول ذلك له، وجهًا لوجه، وحدهما ويمكن أن يقول ذلك له، وجهًا لوجه، أمام الآخرين وهذا التصحيح الأخوي. لكن لا تقعوا فريسة النميمة، لا ينبغي أن يتم ذلك. هذه سوسة تدمّر الكنيسة. لنكن شجعان. لننظر إلى القدّيس بولس الذي قال ليعقوب الكثير وجهًا لوجه وقال أيضًا لبطرس. ومن بعدها تتمّ الوحدة، الوحدة الحقيقيّة، بين البشر. أبعدوا عنكم أيّ نميمة، رجاء. فذلك حجر عثرة للشعب: "أنظروا إلى الكهنة، انظروا إلى الأساقفة، إنّهم يتكاشفون!" اصغوا إليّ: ما عليكم قوله، قولوه وجهًا لوجه، دائمًا.»

لقاء البابا فرنسيس مع أعضاء سينودس الروم الملكيين الكاثوليك. Provided by: Vatican Media

وختم البابا مباركًا من قلبه أعضاء السينودس وأعمالهم السينودسيّة. راجيًا العذراء مريم مرافقتهم وطالبًا صلاتهم له وشاكرًا إيّاهم.

وهذا هو الرابط لكلمة البابا الكاملة باللغة الإيطاليّة على الموقع الرسمي للفاتيكان. ونشير إلى أنّ كلمة البابا المذكورة في هذه المقالة قد ترجمها خبير في اللغتين الإيطاليّة والعربيّة.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته