الجمعة 17 يونيو، 2022
همّا أوّل زوج وزوجة في التاريخ تُعلنهما الكنيسة طوباويّين معا. لويس بيلترماي كواتروكّي وماريّا كورسيني، زوجان إيطاليّان، أعلنهما القدّيس يوحنّا بولس الثاني طوباويّين عام 2001، في ذبيحة إلهيّة شارك فيها ابنتهما وابناهما الكاهن الأبرشيّ والراهب الترابيستيّ، تقدّمهما الكنيسة اليوم شفيعين للقاء العالمي العاشر للعائلات، الذي سيحصل في روما الأسبوع المقبل.
لويس وماريّا
وُلِدَ لويس بيلترماي في 12 يناير/كانون الثاني 1880، في بلدة كاتانيا الإيطاليّة. قضى السنوات الأولى من حياته مع أهله وأخَيه وأخته. في عمر 9 سنوات انتقل للعيش مع خالته وزوجها من عائلة كواتروكّي اللذَين أُسلمت رعايته لهما لكونهما لم يُرزقا بطفل. لذا دُعي فيما بعد لويس بيلترامي كواتروكّي. انتقل مع خالته وزوجها إلى روما في العام 1890، بسبب عمل هذا الأخير في الجمارك. مع وصول لويس إلى روما عن عمر 20 عامًّا، بدأ الدراسة في كليّة الحقوق في جامعة السابيينزا وتخرّج منها في العام 1902.
أمّا ماريّا كورسيني، فوُلدت في 24 يونيو/حزيران 1884 في فلورنسا. عاشت طفولة تقيّة وعُرفت بأخلاقها الحسنة. انتقلت مع عائلتها لمناطق عدّة في إيطاليا بسبب عمل والدها حتّى وصلت معهم إلى روما في العام 1893. تلقّت المناولة الأولى في العام 1897.
زواجهما
تعرّف لويس بيلترامي على ماريّا كورسيني في العام 1901. خطبا في 15 مارس/آذار 1905 وتزوّجا في 25 نوفمبر/تشرين الثاني 1905 في بازيليك القدّيسة مريم العظيمة في روما. أنجبا أربعة أطفال: فيليبو في العام 1906 (الذي أصبح أصبح كاهنًا أبرشيًّا تحت اسم دون تارتشيزو) واستيفانيا في العام 1908 (التي أصبحت راهبة بندكتيّة تحت اسم الأخت سيسيليا) وتشيزاري في العام 1909 (الذي أصبح راهبًا ترابيستيًّا تحت اسم الأب باولينو) وانريكيتّا في العام 1914، التي فُتِحَت اليوم دعوى قداستها وأعلنتها الكنيسة مكرّمة. خلال حبل ماريّا بطفلتها الأخيرة انريكيتّا، اقترح الأطباء اجهاض الطفلة لأخطار صحيّة على حياتها وحياة الطفلة معا. رفضت الوالدة الإجهاض واضعةً ثقتها بالربّ فولِدَت انريكيتّا مُعافاة وخلُصت الوالدة من أيّ مخاطر.
لويس في الكشّافة والمنظّمات المسيحيّة
منذ العام 1916 عمل لويس مع الكشّافة الكاثوليكيّة الإيطاليّة وصار مسؤولًا فيها عن القطاع الخامس في روما. كما ساهم وتعاون مع الكثير من المنظّمات والمؤسّسات الكنسيّة. منها عمله في نقل المرضى لمنظّمة أونيتالسي. عمل أيضًا كمحام في مناصب مهمّة في وزارات إيطاليّة وبنوك إيطاليّة عدّة وتقاعد من عمله في المحاماة في العام 1946. توفّي في 9 نوفمبر/تشرين الثاني 1951 جرّاء نوبة قلبيّة.
ماريّا في رهبنة مار فرنسيس للعلمانيّين والعمل الإنساني
بدافع إيمانها المسيحيّ، غاصت ماريّا بكرم كبير في العمل الإنسانيّ. ففي العام 1914، حصل زلزال في بلدة أفيزّانو الإيطاليّة فهرعت ماريّا للمساعدة. وفي العام عينه بدأت تدريس التعليم المسيحي في رعيّة القدّيس فيتالي. في العام 1915، ساهمت في إعانة جنود الحرب العالميّة الأولى الذين يتعافون في مختلف مستشفيات العاصمة الإيطاليّة. انضمّت إلى رهبنة مار فرنسيس للعلمانيّين في العام 1917، وهي الرهبنة التي ضمّت عددًا كبيرًا من القدّيسين والطوباويّين في تاريخها الطويل، كما انضمّت إلى منظّمات وجمعيّات أخرى كمنظّمة العمل الكاثوليكي. في العام 1936 أصبحت مرافقة للمرضى الذين يحجّون بالقطارات إلى مدينة لورد الفرنسيّة ولوريتو الإيطاليّة. وفي العام 1937 تابعت برنامجًا للمرّضات، متخصّصة في الأمراض الاستوائيّة. نشرت العديد من الكتب بدءًا من العام 1920. ومن عناوين كتبها: «شعلة حيّة» و«الثلم» و«إلى العُلى» و«صوت أمّ»، المؤلّف من مراسلاتها لأولادها المكرّسين، و«كتاب الشابّة» وغيرها. توفّيت في 26 أغسطس/آب 1965 عن عمر 81 عاما.
الذبيحة الإلهيّة اليوميّة
من حياة لويس وماريّا الروحيّة الخصبة أيضًا: مشاركتهما اليوميّة في الذبيحة الإلهيّة؛ تقدمتهما المعونة للشبّان الراغبين أن يصبحوا كهنة ولجماعات الراهبات التي تعاني شحًّا ماليّا؛ بدؤهما رعويّة العائلة في روما للاجتماع بالخطّاب والمتزوّجين ومرافقتهم. فلقد رمى لويس وماريّا شباكهما في بحر حُبّ الله والقريب فاصطادا القداسة التي دخلت حياتهما مُعطية إيّاهما روعة الحياة المسيحيّة الأرضيّة ومجد الحياة الأبديّة.
ضريحهما وذكراهما الليترجيّة
يقع ضريحهما اليوم في مزار الحُبّ الإلهي في روما. خلال اللقاء العالمي للعائلات، سيتمّ وضع داخل بازيليك القدّيس بطرس في الفاتيكان ذخائر من عظام الطوباويّين. كما ستوضع في قاعة بولس السّادس ذخائرهما وبعض من أغراضهما الشخصيّة كخاتم الخطبة الذي أعطاه لويس لماريّا. يُعيّد لهما في 26 أغسطس/آب و9 نوفمبر/تشرين الثاني من كلّ عام، في تاريخي انتقالهما إلى السماء.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته