الاثنين 25 نوفمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

قلبها اتشح بالسواد بعد رحيل أخيها لكن الرجاء وهبها فيض التعزيات

ندين البلعة/ provided by: Nadine Balaa

مسيحيّة ملتزمة في الكنيسة، آمنت بأن الله هو الإله الضابط الكل، فسلّمته حياتها. خسرت شقيقها الأصغر في حادث سير، فاتّشحت أيّامها بالسواد، لكنها لم تستسلم لحزنها بل رفعت عينيها إلى خالقها، ففاضت التعزيات في قلبها الحزين.

إنها ندين البلعة التي تخبر "آسي مينا" عن اختبارها مع الألم المجبول بالرجاء والإيمان بأن الحياة على الأرض رحلة عبور إلى الحياة الأبديّة.

حضور الربّ يجمعنا

"ترعرعت في كنف عائلة مسيحيّة ملتزمة مؤلفة من 5 إخوة، لكننا أصبحنا 4 مع ملاك في السماء"، تقول ندين.

"تجلّى حضور الربّ في عائلتي منذ صغري قبل ارتباطي، ونما في أسرتي الجديدة. ربّتنا عائلة متواضعة وفقيرة لكننا كبرنا بنعمة الربّ.

مررنا بصعاب كثيرة، إلا أن وجود ربّنا في حياتنا يجمعنا كلنا".

ندين البلعة. provided by: Nadine Balaa

مريم تحتضن أنطوني

بصوت متهدّج رافق دموعها التي تآلفت مع وجنتيها بعد رحيل شقيقها الأصغر، تخبر ندين عن ألم الغياب: "في 25 آذار 2020، عيد البشارة، خطف الموت صغير العائلة أنطوني الذي كان يبلغ من العمر 25 عامًا.

لم أصدّق هول الفاجعة! لم أتقبّل الكارثة التي حلّت بنا عند سماع الخبر المفجع… فقدنا دينامو العائلة، الشاب الذي يبثّ الحياة فيها، فشعرنا كأن وشاحًا أسود غطّى أيّامنا.

بعد غياب أنطوني، طلب والدي الشمّاس من الكهنة إقامة القداديس في منزلنا لراحة نفس شقيقي الغالي، ورفعنا صلاة مسبحة الرحمة.

علمنا أن أنطوني شارك في الذبيحة الإلهيّة وتناول القربان المقدّس قبل أسبوع من وفاته، وحلمت أختي به ليلة رحيله، فرأت أبواب السماء مفتوحة، ومريم تبسط ذراعيها كي تحتضنه…

كان أنطوني بمثابة ابني، ربّيته عندما كنت أبلغ من العمر 10 سنوات، واهتممت به، وشعرت بالمسؤوليّة تجاهه، فاعتاد عليّ، وكنت أطعمه وأهتمّ بكل حاجاته، وكان يغفو قربي… عندما غاب، قلت: "راح ابني!"، ولم أقل: "راح خيّي!"

ندين البلعة. provided by: Nadine Balaa

رحيل أنطوني مصدر رجاء

وتتابع ندين: "بعد رحيل أنطوني، تحوّل بيتنا إلى كنيسة مصغّرة في خلال الحجر المفروض آنذاك بسبب جائحة كورونا، فغدا موته مصدر رجاء للناس، وشعرنا بأننا نساعده كي يتنعّم بالراحة الأبديّة، وكنا نشعر بحضوره الروحي معنا في هذه اللحظات.

علّمنا الربّ أن نتعايش مع وجعنا ونقوى على جراحنا كي نستمرّ… لم أنفكّ عن تشديد عائلتي التي لم تتخطَّ رحيل أنطوني لأن ولداي يحبّان خالهما حبًّا شديدًا".

ولدا ندين البلعة أمام ضريح خالهما الراحل. provided by: Nadine Balaa

رسالة والدي الشمّاس

يعود بريق الأمل إلى عينيّ ندين عندما تذكر دور والدها في نثر بذور الأمل في قلوب كل أفراد العائلة، فتقول: "حضور البابا بمثابة أعجوبة تمدّ أسرتنا بالأمل والحبّ. انخرط في صفوف الجيش اللبناني، وأنقذه الله من الموت أكثر من مرّة. يحبّ الناس الذين يبادلونه بدورهم المحبّة ويسمّونه "مختار العائلة".

بعد دراسته اللاهوتيّة وغوصه في كلمة الله، تغيّر كثيرًا وتبدّلت ذهنيّته من عسكريّة إلى منفتحة على الإصغاء والحوار، ما انعكس إيجابيًّا على علاقتنا به، ولم تنحصر رسالته في الإطار العائلي بل تعدّته إلى الاهتمام بالجماعة، فالتزم في مرافقة الشبيبة وعيادة المرضى، وبات ناشطًا في العديد من الجمعيّات التي تُعنى بخدمة الضعفاء في المجتمع. وانعكس هذا التغيير على أسرته أيضًا، فشدّد العائلة، ولا سيّما والدتي التي انهارت بعد فقدان شقيقي".

والد ندين البلعة. provided by: Nadine Balaa

نعمٌ مضاعفة وبراعم أفراح

وتختم ندين اختبارها عبر "آسي مينا"، رافعة الشكر إلى الربّ على كل شيء؛ الصعوبات والألم والبكاء والصليب الذي حملته العائلة بعد غياب أنطوني وفرصة الاستعداد للقاء خالقه، ومجدّدةً الحمد كونها تلمس دومًا حضور الله الذي يردّ العطاء نعمًا مضاعفة، ويجعل البسمة تستحيل براعم أفراح".

(Story continues below)

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن
ندين البلعة. provided by: Nadine Balaa

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته