المطارنة الموارنة في زمن الصوم... دعوة إلى ممارسة الأخوّة وبذل الذات

بكركي, الأربعاء 5 مارس، 2025

أكّد المطارنة الموارنة مواصلتهم الصلاة مع المؤمنين اللبنانيين وفي العالم على نيّة شفاء البابا فرنسيس، وكي يعضده اللّه في هذه الأيّام الحرجة. وشكروه على صلواته ومحبّته التي عبّر عنها كتابةً، وخصّ بها لبنان وبلدان المنطقة.

جاء ذلك في اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي-بكركي، برئاسة الكاردينال بشارة بطرس الراعي، ومُشارَكة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية.

وثمّن المجتمعون في بيانهم «زيارة الرئيس جوزاف عون الرياض، والتي عزّزت العلاقات الطيّبة بين لبنان والمملكة العربيّة السعوديّة». وقدّروا مشاركة عون في القمة العربيّة في القاهرة، «إذ من شأن ذلك أن يساعد لبنان في استعادة تضامن الدول العربيّة مع إرادته في النهوض على مختلف المستويات، وفي استقامة سياسة العهد الجديد القائمة على بناء الدولة والمساواة بين مواطنيها تحت سقف الدستور والقوانين المرعية».

وتابع البيان: «يُحيّي الآباء رئيس الحكومة على مُبادَرته إلى زيارة الجنوب الجريح، مجدِّدًا من هناك دعوة الدولتين الأميركيّة والفرنسيّة وكذلك الأُمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى مُساعَدة لبنان في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضيه، فيسمح الأمن والاستقرار للمنطقة الحدودية العزيزة بإعادة بناء ما تهدّم وبارتداء حلّة النمو والازدهار».

ودعا الآباء الحكومة إلى تحريك الملفات الإصلاحيّة وتنفيذ مضامينها في أجواء مطلوبة من الجدّية والمسؤولية، وبما يضمن دورة طبيعية لعجلة المال والاقتصاد، ولا سيما الاستثمار الذي طال انتظاره.

وأضاف المجتمعون: «نرجو أن يأخذ المسؤولون في الاعتبار ضرورة تصويب التحضيرات للانتخابات البلدية ثم النيابية، من خلال الحرص على التمثيل الصحيح الذي يعكس الواقع الاجتماعي اللبناني، لا شهوات المحاصصة وتقاسُم المغانم تكرارًا بين زعماء الطوائف والأحزاب».

وختم المطارنة: «تتزامن بداية الصوم الكبير لدى الكنائس المسيحيّة مع بداية شهر رمضان لدى المسلمين، ويعكس ذلك صورة ناطقة عن التعدّدية في الوطن الواحد، يرجو لها الآباء الدوام على مختلف الصُّعُد». وناشدوا «أبناءهم وبناتهم ممارسة أُخُوّتهم الإنسانية والوطنيّة الحقّة، وفقًا للتعاليم الإنجيلية، وما هدانا إليه المسيح الربّ في حياته الأرضيّة من عطاء مجّاني وبذل للذات، للفوز برجاء الملكوت».