الخميس 6 مارس، 2025 تبرّع
EWTN News

كيف نعيش بركات زمن الصوم كلّ يوم؟

الصوم تنقيةٌ للنفس من الخطيئة والتكبّر والأنانيّة وسواها من الرذائل/ مصدر الصورة: Mehes Daniel/Shutterstock

منذ أيّام الكنيسة الأولى، لم ينقطع المؤمنون عن التزام الصوم بوصفه ممارسة مهمّة تساعدهم في جهادهم الروحيّ وعيش خلاصهم عبر محاربة الذات الأنانيّة وتقوية إرادة عمل الخير والانفتاح على الآخر والتوبة والعودة عن الخطيئة.

فهل يقتصر الصوم على الانقطاع عن الطعام والملذّات الحسّيّة، والكفّ عن ممارساتٍ مادّيّة متعلّقة بنوعٍ من الطعام أو الشراب؟ يجيب راعي أبرشيّة ألقوش الكلدانيّة المطران بولس ثابت عن هذا التساؤل في حديثه عبر «آسي مينا»، مؤكّدًا أنّ الصوم جهادٌ واجتهاد يتطلَّب جهدًا وصبرًا وتحمّلًا يؤهّلنا للارتقاء إلى معانيه الأخرى.

راعي أبرشيّة ألقوش الكلدانيّة المطران بولس ثابت. مصدر الصورة: المطران بولس ثابت

كيف نقوّي إراداتنا؟ 

الصوم تنقيةٌ للنفس من الخطيئة والتكبّر والأنانية وسواها من الرذائل، وفق ما يُبيّن ثابت. ويقول: «إنّه زمن الاعتراف بنعمة الله الموهوبة لنا، والاستعداد لمقابلتها بعرفانٍ ينجلي في حياتنا وطريقة عيشها، مظهرين هويّتنا الحقيقيّة بصفتنا أبناءً لله، وهذا يحتاج إلى مجهود الصوم الجسديّ والانقطاع عن الطعام وغيره حتّى تتقوّى إراداتُنا لِتُطابِقَ إرادة الله».

ويضيف: «بالصوم نعيش بواكير حياة الملكوت الأبديّ، بجزئيّتها المترفِّعة عن الطعام والشراب والحاجات الجسديّة والنفسيّة. إنّها حياة روحيّة كاملة بانفتاحها نحو الله ومع الله وفي الله، في سموٍّ عن حاجات الحياة الأرضيّة الوقتيّة، فنستعين بالصوم ليساعدنا على تذوّق حلاوة الحياة الأبديّة، اليوم وهنا، فنجتهد لبلوغها محافظين على النعمة التي توصلنا إليها».

مساومات روحيّة

تغرق وسائل التواصل بمنشوراتٍ أقرب إلى مساوماتٍ روحيّة فارغة، تدغدغ مشاعر كثيرين، لا لعمقها ولكن لأنّها تبرِّر التهرّب من الصوم بحجّة أنّ الصوم الحقيقيّ ليس انقطاعًا عن أكل اللحم بل عن أكل لحم الآخرين، فنقع على عبارات مثل «كونوا صالحين وكلوا ما تشاؤون»، وما شابه ذلك من أقوالٍ ينسبونها إلى البابا دون مصدرٍ أو صدقيّة. وعنها يقول ثابت: «حقًّا، الصوم يساعدنا على أن نكون صالحين، إن مارسناه فعليًّا ولم نبحث عن تبريراتٍ لتجاوزه».

الصلاح أسلوب حياة المؤمن

لسنا مدعوّين لنكون مُحبّين خيّرين وصالحين في أيّامٍ بعينها، بل على مدار العام. فزمن الصَّوم هو للصّوم، ولم يُسمِّه أحدٌ الوقت الذي تكون فيه صالحًا أو تتمنّى أن تكون كذلك. فالراغب في التمتّع بصحّة جيّدة لا يتّبع نظامًا غذائيًّا صحّيًّا لأيامٍ قليلة في السنة، ولا يمارس الرياضة لسويعاتٍ في خلالها، فنظام الحياة الجسديّة الصحّي هو أسلوب حياة.

ويختم المطران ثابت بالتشديد على أنّ «نظام الحياة الروحيّة الجيّد هو أيضًا أسلوب حياةٍ، وعلى مداها. ولكي نكون مسيحيّين حقيقيّين، صحّيّين وجيّدين، علينا التزام الاجتهاد والجهاد بوصفه أسلوب حياة، والصوم المادّي هو خطوتنا الأولى».

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته