«أصدقاء التراث العربيّ المسيحيّ في مصر»… استكشاف الكتابات القانونيّة ودورها الحضاريّ

القاهرة, الاثنين 3 مارس، 2025

استضاف المركز الثقافي الفرنسيسكاني للدراسات القبطية في كنيسة سان جوزيف-القاهرة مؤتمر أصدقاء التراث العربي المسيحي بدورته الثالثة والثلاثين، تحت عنوان: «الكتابات القانونية العربية المسيحية: مصادرها وموضوعاتها وقضاياها ورسالتها وخصوصيتها».

شهد المؤتمر، الذي امتدّ ليومين، سلسلة من المحاضرات قدّمتها نخبة من الباحثين في «التراث العربي المسيحي»؛ والمقصود به كلّ ما ألّفه المسيحيون باللغة العربية أو ترجموه إليها، ليس حصرًا في الشأن اللاهوتي بل في المجالات كافة.

وتشكِّل الكتابات القانونية في هذا التراث ركنًا أساسيًّا في حضارة المجتمعات المسيحية الناطقة بالعربية، وتعكس فهمًا أعمق لتاريخها الاجتماعي والديني؛ فهي ليست نصوصًا جامدة بل سجلّ حيّ يُجسّد طريقة تفكيرها، وطبيعة حياتها، ونظامها القانوني في حِقَب زمنية مختلفة.

كما تساعد دراسة هذا التراث القانوني في إبراز هوية المسيحيين الثقافية وإسهاماتهم في الحضارة الإسلامية. وبالتالي يمكن الاستفادة من تجاربهم واستخلاص العِبر والدروس، من خلال فهم كيفية تعاملهم مع القضايا القانونية المختلفة وتحديات عصرهم.

شارك في افتتاح المؤتمر النائب البطريركي لشؤون الإيبارشية البطريركية في الكنيسة القبطية الكاثوليكية الأنبا باخوم. وشهد الافتتاح تكريم الأب منصور مستريح الفرنسيسكاني البالغ من العمر 90 عامًا، وهو من قرية اليعقوبية في ريف إدلب السورية. ومنذ وصوله إلى مصر قبل أكثر من 60 سنة، انكب على الأبحاث العلمية واللاهوتية والتاريخية، كما لحّن ترانيم كنسية عدة.

شارك في المؤتمر 33 باحثًا وباحثة، قدّموا أوراقهم في 11 جلسة، تناولت مصادر القوانين وشرحها وفقه لغتها. وركّزت على تحليل نصوصها في مسائل الأحوال الشخصية مثل الزواج والطلاق والتبني والميراث، إلى جانب تتبُّع تطور الأفكار القانونية عبر الزمن. وشمل المؤتمر أيضًا دراسة القوانين الرهبانية، وكذلك الطقسية المتعلقة بالاحتفالات والأعياد والصلوات اليومية. وتطرّق إلى التنظيمات الإداريّة الكنسيّة والتعليم الديني.

ولم يُغفل المؤتمر معاينة التأثيرات العربية والإسلامية في التشريعات المسيحية، وعلاقة قوانين الكنيسة بالدولة والمجتمع في خلال العصور الإسلاميّة، فضلًا عن مقاربة القوانين المدنية بالقوانين الكنسيّة، وصولًا إلى دراسة القوانين الكنسية في مصر الحديثة.

يُذكر أنّ المؤتمر تضمّن تكريم باسم سمير الشرقاوي لجهوده في رئاسة تحرير دورية التراث العربي المسيحي لأكثر من عشر سنوات. كما حُدِّد موضوع مؤتمر العام المقبل، والذي سيتناول الكتابات العربية المسيحية اللاهوتية.