الاثنين 3 مارس، 2025 تبرّع
EWTN News

صومٌ واحد في سوريا… فرصة للتقارُب وتكريس المواطَنة؟

من أعمال مؤتمر الحوار الوطنيّ السوريّ في دمشق، سوريا/ مصدر الصورة: صفحة مؤتمر الحوار الوطنيّ السوريّ في فيسبوك

بدأ صوم المسلمين في رمضان، وغدًا يبدأ الصوم الكبير للمسيحيين بمختلف أطيافهم. تزامنٌ يذكّر بأهمّية لحمة مكونات الفسيفساء السورية، وهو ما تحاول السلطة الجديدة في البلاد إيصاله «قولًا»… لكن هل نجحت في تحقيقه «فعلًا»؟

قبل أيام وجهت مديرية أوقاف دمشق إلى وزيرها كتابًا تطالب فيه مجلس الوزراء بإصدار قرار يجرّم الجهر بالإفطار في شهر رمضان. وبالفعل، أصدرت عدلية ريف دمشق قرارًا يعرِّض من يُدخن أو يأكل من مراجعيها والعاملين فيها للتوقيف، وتحريك دعوى عامة في حقه.

ومن الملاحظ أنّ التهنئة التي وجهتها وزارة التعليم بمناسبة رمضان استهلّتها بعبارة تعميمية: «لأنّنا مسلمون، وتعظيم شعائر الله فريضة». في حين لم تُصدر الوزارة تهنئة بمناسبة عيد الميلاد الماضي. كما لا تزال سيارات الدعوة الإسلامية بمكبرات صوتها تجوب الشوارع.

ما سبق غيض من فيض سيادة الصبغة الإسلامية ذات اللون الواحد. صبغة، ورغم أنّها «سنية الطابع» تبقى بعيدة عن تقاليد الإسلام الشامي، وبالتالي عن بقية الطوائف الإسلامية والتوجهات العقائدية الأخرى في المجتمع السوري.

احتجاجات سوريّة في لايبزيغ-ألمانيا، تندّد بأفعال النظام في 3 سبتمبر/أيلول 2023. مصدر الصورة: Khaldoun_Azzam/Shutterstock

تلك القضية ليست الوحيدة في البلاد؛ إذ تتواصل هواجس المسيحيّين إزاء معضلة تحقيق الأمان والعدالة والسلم الأهلي، خصوصًا في ظلّ انتشار القتل والخطف والاعتقال التعسفي والاعتداءات وحتى السرقات.

بناءً عليه، أشارت رسالة بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي إلى صلاة الكنيسة «كي يكون الصيام الواحد للإله الواحد مدعاة ليتقرب المسيحيون والمسلمون تقرّبًا أكثر شفافية وثقة وصراحة وإرادة في تقبل بعضهم بعضًا كما يتقبلهم الله جميعًا».

وأردفت الرسالة: «إنّ التجربة التي تدفعنا إلى الانسلاخ من المسلمين الذين نعيش معهم منذ مئات السنين، وخصوصًا إلى الهجرة بدافع الخوف والريبة واليأس والانزعاج، قوية ومغرية. ليكن صومنا هذا العام على غرار صوم السيد المسيح، دافعًا للتجربة مكلَّلًا بالانتصار عليها...».

الجامع الأمويّ الكبير في دمشق، كنيسة مار يوحنّا المعمدان سابقًا. مصدر الصورة: eyetravelphotos/Shutterstock

بدوره، أكد رئيس أساقفة حمص وحماة والنبك وتوابعها للسريان الكاثوليك المطران يعقوب مراد في مقابلة حديثة «وجود هوّة بين الواقع السوري المَعيش والرؤية المثالية التي تطرحها الحكومة السورية الحالية».

وشدّد على ضرورة تأسيس دولة يحلم بها السوريون جميعًا. وأضاف: «الدولة اليوم لبعض السوريين لا لجميعهم، وهو ما نلاحظه في القضاء ومؤسسات الدولة وفي الشارع، وهذا ليس مقبولًا». واعتبر مراد أنّ حالة الفراغ الأمني يجب معالجتها بالسرعة القصوى، وجعل القضاء منزّهًا عن أيّ انتماء ليكون الجميع خاضعًا له.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته