حلب, الأربعاء 19 فبراير، 2025
مع تردّي الحالة الإعلامية في سوريا منذ عقود، يعيش الشارع المسيحي حالة من عدم اليقين إزاء المعلومات الكثيفة التي تُنشر على مواقع التواصل الاجتماعي. أخبار تفتقر عادةً إلى الدقة والموضوعية، ويحمل بعضها تجييشًا لا يمكن تجنُّب ضرره على الفرد والمجتمع.
انتشر فيديو على منصات التواصل الاجتماعي أمس الأول يُظهر طفلين يخلعان صليبًا يعلو أحد القبور المسيحية في قرية زيدل الحمصية. وأصدرت مطرانية حمص وحماة وطرطوس للسريان الأرثوذكس بيانًا أعربت فيه عن «إدانتها واستنكارها» لما تعرّضت له مقبرة الطائفة. وأكدت ضرورة احترام المقدسات والمقابر باعتبارها أماكن لها حرمتها الدينية والإنسانية.
وأشار البيان إلى أنّ «من أقدَم على هذا الفعل مجموعة من الأطفال اليافعين المعروفين، والكنيسة تتابع حيثيات هذا التصرف». ولم يوضح البيان مَن المقصود بـ«المعروفين»، فاعتبر بعض المتابعين أنّ الأطفال من البلدة نفسها، ومنهم من قال إنهم مسيحيون وإنّ الفيديو المنتشر مصوَّر عمدًا لإثارة الفتنة. ودعا البيان «جميع أبناء الوطن إلى التمسك بروح المحبة والتسامح، وعدم الانجرار وراء أيّ محاولة لإثارة الفتنة، بل اللجوء إلى الحكمة في مواجهة تجاوزات مماثلة».
من جهته، كشف كاهن رعية الروح القدس في حمص الخورأسقف ميشيل نعمان أنّ الموضوع انتهى وأنّ الفاعلين سيحاسبون. وأكد أنّه «عمل زعران» وليس فعلًا إرهابيًّا. وحاولت «آسي مينا» التواصل مع الجهات الكنسية المحلّية في زيدل، لكنّ الأخيرة امتنعت عن الإدلاء بأي تصريح، وفضلت الاكتفاء بالبيان السابق.
وفي حادثة أخرى قبل أيام، روّجت صفحات مسيحيّة عدة على مواقع التواصل الاجتماعي خبر اختطاف تسعة شبّان مسيحيين من قرية عين العجوز في وادي النصارى حمص (متفق معهم لحراسة القرية ليلًا). وجرى تظهير الحادثة بأنّها ترهيب متعمّد في حق المسيحيين. لكن بعد التواصل مع جهات محلّية تبيّن أنّ الشبّان لم يُخطتفوا وقد عادوا سالمين إلى بيوتهم، والحادثة كانت نتيجة خلاف بين مجموعتَين أمنيّتَين تابعتَين للدولة، وطُلب من الشبان التوقّف عن نصب الحواجز.
تجدر الإشارة إلى أنّ الرئيس الانتقالي لسوريا أحمد الشرع زار أخيرًا مدنًا سورية عدة من بينها حلب، حيث التقى عددًا من أبنائها بينهم ثلاثة من أساقفتها. وعن مصطلح الأقلّيات المتداول، قال الشرع للحاضرين: «ليست لدينا في سوريا تسمية أقليات، عندنا قانون يحفظ حقوق الجميع. لا تعرّفوا سوريا بأنّها مجموعة من الطوائف عليها البحث عن سُبل العيش معًا. لقد تجاوزنا هذه المرحلة منذ 1400 سنة».
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته