الثلاثاء 11 فبراير، 2025 تبرّع
EWTN News

عام على هجوم كنيسة إسطنبول... كاهن الرعيّة: أغفر لمرتكبي الجريمة

الأب أنطون بولاي في حديقة دير ولادة السيّدة العذراء في منطقة بويوكديري-إسطنبول، تركيا/ مصدر الصورة: الأب أنطون بولاي

يوم الأحد 28 يناير/كانون الثاني 2024، وبينما كان الأب أنطون بولاي يستهلّ الصلاة المُمَهِّدة للكلام الجوهريّ في كنيسة ولادة السيّدة العذراء في منطقة بويوكديري-إسطنبول التركيّة، اقتحم رجلان ملثّمان المكان وأطلقا النار من مسدّسَين.

بعد مرور عام على العمل الإرهابي، استعاد بولاي، حارس الشرق والأراضي المقدّسة في رهبانيّة الإخوة الأصاغر الديريّين وكاهن رعيّة بويوكديري، تفاصيل الجريمة وروى مسار المحاكمة اليوم في حديث خاصّ إلى «آسي مينا».

دير وكنيسة ولادة السيّدة العذراء في منطقة بويوكديري-إسطنبول، تركيا. مصدر الصورة: الأب أنطون بولاي

«خرجتُ لأحصي الخراف المقتولة»

سرد الأب أنّه عندما بدأ الرجلان يطلقان النار، انحنى المؤمنون المجتمعون للذبيحة الإلهيّة وتمدّدوا على الأرض. أراد الكاهن مساعدتهم بتحذيرهم عبر الميكروفون، لكنّ شابًّا ركض ودفعه إلى داخل السكرستيّا لحمايته، وأقفل الباب وراءهما ومنعه الخروج. في تلك اللحظات عبرت رصاصة قرب بولاي ولم تصبه.

كنيسة ولادة السيّدة العذراء في منطقة بويوكديري-إسطنبول، تركيا. مصدر الصورة: الأب أنطون بولاي

انتبه كاهن المسيح إلى أنّ الخبز والخمر غير المكرّسين لا يزالان على المذبح. وبعدما ساد الهدوء وغادر المسلّحان، خرج الأب وراح يتفقّد المؤمنين. شعر بولاي في تلك اللحظات بأنّه راعٍ يعدّ خرافه المقتولة. واكتشف أنّ رجلًا يُدعى تونسير مورات سيهان، من الطائفة العلويّة يتردّد إلى الرعيّة، قُتِل بعد إصابته برأسه.

صلاة على نيّة الفقيد تونسير مورات سيهان بمناسبة مرور سنة على الجريمة. مصدر الصورة: الأب أنطون بولاي

«أعجوبة من دون أدنى شكّ»

قال بولاي، الرومانيّ الأصل والمُرسَل في تركيا منذ 26 سنة، إنّ مسدّسَي الرجلَيْن تعطّلا بعد إطلاق بعض الرصاصات. وفسّر أنّ المسدّسات قد تتعطّل، لكن أن يحصل ذلك للمسدّسَيْن معًا يعني ذلك حدوث «أعجوبة من دون أدنى شكّ». ولم يحدث ذلك، لسقَط عشرات الضحايا، وفق قوله.

الأب أنطون بولاي في حديقة دير ولادة السيّدة العذراء في منطقة بويوكديري-إسطنبول، تركيا. مصدر الصورة: الأب أنطون بولاي

قلتُ لمرتكبي الجريمة: «أغفر لكم»

أدّى الهجوم إلى سلسلة استنكارات واسعة من السلطات التركيّة ومنها رئيس البلاد رجب طيب إردوغان الذي اتّصل ببولاي. بعدها، تبنّى تنظيم «داعش» الهجوم عبر قناته في تلغرام.

وبعد نحو عام، بدأت الشهر الفائت محاكمة المجرمين. وفيها يتّهم مكتب التحقيق التركي بالأعمال الإرهابيّة والجريمة المنظّمة رجلَين بتنفيذ الهجوم، وآخرين بارتباطهما بالعمليّة. ويطلب المكتب حكم الشخصَين بالسجن المؤبّد إضافة إلى وضع 20 متّهمًا آخر ارتكبوا جرائم مماثلة وراء القضبان.

المطران ماسيميليانو بالينورو يحتفل بالذبيحة الإلهيّة في ذكرى مرور عام على الجريمة. مصدر الصورة: الأب أنطون بولاي

وفي شهادته في خلال المحاكمة، أعلن بولاي أمام قرابة 100 شخص، منهم ما يقارب الـ40 معتقلًا يرتبطون بـ«داعش»: «إنّني مكرّس وأغفر لكم، مُدركًا أنّ الدولة (التركيّة) ستضطلع بعملها». ويرجو بولاي اليوم أن يعي مرتكبو الجريمة خطورة ما فعلوه ويهتدوا.

المطران ماسيميليانو بالينورو يحتفل بالذبيحة الإلهيّة في ذكرى مرور عام على الجريمة. مصدر الصورة: الأب أنطون بولاي

العيش بين الناس

يشجّع بولاي مؤمني رعيّته على العودة إلى الكنيسة مشيرًا إلى أنّ الحادثة انتهت والشرطة لا تزال متمركزة ليلًا ونهارًا أمام الرعيّة. وفي 28 يناير/كانون الثاني الماضي احتفل النائب الرسولي في إسطنبول المطران ماسيميليانو بالينورو بالذبيحة الإلهيّة في بويوكديري بذكرى مرور عام على الجريمة.

المطران ماسيميليانو بالينورو يحتفل بالذبيحة الإلهيّة في ذكرى مرور عام على الجريمة. مصدر الصورة: الأب أنطون بولاي

وأشار بولاي إلى قرب سكّان المنطقة، ومنهم ليسوا مسيحيّين، من أعضاء الرعيّة في الأيام التالية للهجوم. وعبّر عن رغبته في اتّباع تعاليم القديس فرنسيس الأسّيزي بالعيش بين الناس في تركيا.

الأب أنطون بولاي في بازيليك القدّيس بطرس-الفاتيكان الأسبوع الفائت. مصدر الصورة: الأب أنطون بولاي

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته