العراق يترقّب… خطوة جديدة نحو تطويب الأنبا جبرائيل دنبو

أربيل, الأربعاء 5 فبراير، 2025

أعلن الرئيس العام للرهبنة الأنطونيّة الهرمزديّة الكلدانيّة الأنبا سامر صوريشو اكتمال المرحلة الإيبارشيّة لإعلان تطويب مؤسّس الرهبنة الأنبا الشهيد جبرائيل دنبو، وخَتْم ملفّه التوثيقيّ بالشمع الأحمر استعدادًا لرفعه إلى دائرة دعاوى القدّيسين في الفاتيكان.

وقال صوريشو في حديث لـ«آسي مينا» إنّه واصَلَ عقب انتخابه رئيسًا عامًّا للرهبنة أواخر عام 2016، مساعيَ بدأها الأب جوزيف عبد الساتر المارونيّ، حين كان نائبًا رسوليًّا على الرهبنة، بتقديمه طلبًا إلى السينودس الكلدانيّ المنعقد أواسط العام نفسه، لضمّ دعوى تطويب خادم الله دنبو إلى دعاوى شهداء آخرين.

وشرح: «ارتأى السينودس الكلدانيّ حينها الاهتمام بدعاوى تطويب الشهداء المعاصرين أوّلًّا وشهداء مذابح "سيفو" إبّان الحرب العالميّة، وإرجاء موضوع تطويب مؤسّس الرهبنة، لأنّ استشهاده يعود إلى حقبةٍ أبعد».

لم تنقطع مساعي الرهبنة لفتح ملف تطويب مؤسّسها، فبادرَ صوريشو إلى التواصل مع المطران فرنسيس قلّابات، راعي أبرشيّة مار توما الكلدانيّة في ولاية ميشيغان الأميركيّة والمكلَّف رسميًّا من السينودس الكلداني متابعة دعاوى تطويب شهداء الكنيسة الكلدانيّة، مجدِّدًا طَلَب فتح ملف تطويب دنبو.

وأوضح صوريشو: «أبدى قلّابات استعداده وسعى مع الأب لويس اسكلانتي إلى استكمال أوراق الملف وفق الإجراءات الأصوليّة والنَسَق المُتَّبع في الدوائر الفاتيكانيّة، واستكملنا من جهتنا إجراءات فتح قبر أبينا الشهيد وأخذ عيّنات من رفاته ودراستها، فضلًا عن البحث في المصادر التاريخيّة وجمع شهاداتٍ لمؤمنين وإكليروس وعلمانيّين تخصّ سيرته وفضائله ومعجزاته».

وتابع: «أعاقت ظروفٌ عدّة استكمال الملف، وبخاصةٍ الإغلاق العالميّ المصاحِب لجائحة كورونا. ومع معاودة الدوائر الفاتيكانيّة فتح أبوابها، عاود قلّابات واسكلانتي نشاطهما لإتمام ملفات شهداء كنيستنا، حسب الأسبقيّة».

وأبرز صوريشو سعي الرهبنة لتقديم التسهيلات اللازمة ليكون ملف دنبو أكمل وأشمل، قائلًا: «جَمَعنا كل الوثائق المؤرِّخة للفترة التي قضاها الأب المؤسّس في روما، وما كُتِب عنه لدى دائرة عقيدة الإيمان، وغيرها من الدوائر الفاتيكانية. وهيّأنا مزارًا لحفظ رفاته وأعدَدْنا صلوات طقسيّة وتساعيةً لطلب شفاعته وإعلان تطويبه، وجهّزنا الذخائر».

وزاد: «بإتمامنا ترجمة شهادات المؤمنين بشأن طلبهم شفاعة أبينا الشهيد ونيلهم نعمًا روحيّة أو مادّية أو شفاءات بشفاعته، نكون قد أعدَدنا أحد أوسع ملفّات التطويب وأشملها، وضمّنّاه سردًا تاريخيًّا لحياته وخدماته ودراسته وسواها، وأظهرنا كيف كان مصدر إلهامٍ ونعمة للمحيطين به».

بصفته المحامي المكلَّف الدفاع عن دعاوى التطويب هذه، يتولّى المطران قلّابات رفع الملف المتكامل المختوم، إلى جانب الذخائر المعدّة، كقضيّةٍ إلى دائرة دعاوى القدّيسين والدفاع عنها.

وبيّنَ الرئيس العام أنّ لجانًا متخصّصة في الدائرة تدرس استيفاء الملفّ المتعلق بحياة دنبو وفضائله وأهمّية تطويبه ليكون قدوةً للمؤمنين، ومثالًا يُحتذى. وعقب التمحيص والتقييم والتثبّت، تعلنه دائرة دعاوى القدّيسين طوباويًّا باعتراف الكنيسة الجامعة.

ختامًا، أكّد صوريشو أنّ الإعلان العتيد عن تطويب الأنبا الشهيد جبرائيل دنبو هو إشراكٌ لجميع مؤمني الكنيسة الجامعة في الاعتراف بفضائله وطلب شفاعته، وتأكيدٌ أنّ كنيستنا ما زالت قادرة على الشهادة لإيمانها المسيحيّ بقوّة رغم الصعاب، ودعوةٌ لأبناء كنيستنا ليتحلّوا بإيمانٍ وطيد على مثال آبائهم ويتّخذوهم مثالًا في مسيرة حياتهم.