القاهرة, الاثنين 16 مايو، 2022
القديس سمعان ستوك
ولد القديس سمعان ستوك في قصر هنّفورد في مقاطعة كِنت الإنجليزية في أواخر القرن الحادي عشر. زهد في الدنيا وهو في الثانية عشرة من عمره فابتعد عن ضوضاء العالم وتنسّك في البرية يعيش حياة الزهد والصلاة والتقشّف إضافةً إلى تعبّده الشديد لمريم العذراء (يقال إنه أمضى ردحاً من الزمن ناسكا في جذع شجرة مجوّفة) فاستحقّ أن يتمتع بمشاهدة مريم العذراء مراراً عديدة. ولما بلغ العشرين من عمره، تَلَقّنَ الدروس الدينية والتحق بجامعة اكسفورد وانكبَّ على الدرس مدة ثماني سنوات نال بعدها شهادة ملفان في العلوم الدينية، وسيمَ كاهنّاً. واندفع بكلّ ما أُوتِيَ من نشاط إلى الحياة الرسولية، فصعد أشهَر منابر انجلترا معلِّماً الشعب طريق الحق والخلاص.في هذا الوقت كانت الرهبانيّة الكرمليّة قد أسست لها ديراً في مدينة "هُولمْ". الأمر الذي شجّع سمعان ستوك على الالتحاق بالرهبانيّة. فأُرسل إلى جبل الكرمل حيث أمضى ست سنوات يعيش الحياة النسكية. وفي 1245 أمره الرؤساء بالعودة إلى انجلترا لحضور المجمع الرهباني العام الذي تمَّ فيه انتخابه رئيساً عاماً على الرهبانية.
بقي سمعان في وظيفته تلك مدة خمسة عشر سنة عُرف خلالها بغَيرتِه وتفانيه في الخدمة. وفي سنة 1247 اوفد راهبَين إلى قداسة البابا انّوشنسيوس الرابع، يطلب منه تثبيت قانون الرهبانيّة. فانتدب قداسة البابا عالِمَين شهيرَين من علماء الكنيسة ليدرسا هذا القانون. ولما تأكّد قداستُه من سيرة هؤلاء الكرمليّين وحِفظِهم لقوانينهم، ثبّت رهبانيتهم وجعلها ضمن الرهبانيّات الأربع الكبرى.
أثار هذا التثبيت حفيظة البعض، فشنّوا حرباً شعواء على الرهبانيّة. فخاف سمعان ستوك على عائلته الرهبانيّة، وأخذ يبتهل إلى مريم العذراء، بهاء الكرمل، كي تأخذ بيد الرهبانيّة وتنجّيها من أعدائها.
وسنة 1248 كان قداسة البابا في مدينة ليون في فرنسا، فقصده سمعان ستوك وشرح له كم كانت تتعرّض الرهبانية للاضطهاد، ودافع عن حقوق الرهبانيّة بكلّ براعة. فكان لكلامه عند البابا الأثر الطيّب والوقع الحسن، فصادَقَ نهائيا على قوانين الرهبانيّة مع بعض التعديلات الطفيفة وسمح بتأسيس أديرة جديدة أينما رغبت الرهبانية، كما رفع سلطة الأساقفة عنها.
لكنّ هذه الامتيازات لم تكن لتُخفِّفَ من الاضطهادات لا بل ازدادت عنفاً ممّا دفع سمعان ستوك إلى مضاعفة ابتهالاتِه إلى أم المراحم لتشفق على اخوتها وتمدّ يد العون إليهم. وبينما كان سمعان يُصلّي أمام مذبحها، تراءت له السيّدة العذراء محفوفة بأجواق الملائكة حاملةً بيدها الثوب المبارك وقالت له: "خذ هذا الثوب، إنه علامة مميزة لك ولجميع رهبانك.
كل من يموت متشّحاً به ينجو من الهلاك الابدي". بعدها كتب سمعان صلاته المريمية المعروفة: "زهرة الكرمل"
وتأكد أن مريم العذراء ستسهر على رهبانيّة الكرمل، ولن تسمح أن يُلحق بها اعداؤها أي أذى. توفّي سمعان ستوك سنة 1265، عن مئة عام تقريباً، في مدينة بوردو، مقرور العين مرتاح البال على رهبانيته، فتوافدت الجماهير التي كانت تبجِّله وهو على قيد الحياة، للمشاركة بمأتمه.
وقد صنع الله العجائب والمعجزات بواسطته واعتبرته الكنيسة قديساً اذ رفعته على المذابح وأحصته بين قديسي الله المعترفين. وتعيد له الكنيسة يوم 16 مايو من كل عام
شهادة حياته وبركة شفاعته فلتكن معنا. آمين.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته