حمص, الخميس 30 يناير، 2025
اختتم رئيس دائرة الكنائس الشرقيّة الفاتيكانيّة الكاردينال كلاوديو غودجيروتي أمس زيارته سوريا والتي استمرّت ستة أيام. وترأّس الموفد البابويّ الاحتفال بالقداس الإلهي بحسب الطقس الأرمني في كاتدرائية سلطانة العالم للأرمن الكاثوليك-دمشق.
حرص غودجيروتي في دمشق وحلب على زيارة مختلف الكنائس الكاثوليكية ولقاء القيادات الدينية المسيحية بمن فيهم ممثلو الطوائف الأرثوذكسية والبروتستانتية. كما التقى العاملين في المنظمات الإنسانية واللجان الخيرية، إضافة إلى العلمانيين الناشطين في خدمة كنائسهم.
وعلى الرغم من أنّ الزيارة لم تكتسِ أيّ بعد سياسي ولم تتضمّن اجتماعات بمسؤولين سياسيين، فإنّها أتت في مرحلة بالغة الحساسية، متزامنةً مع إعلان الفصائل المسلّحة تعيين أحمد الشرع رئيسًا للبلاد. إعلان أعقبه اليوم وصول أمير قطر إلى دمشق، في أول زيارة لزعيم دولة منذ سقوط حكم بشّار الأسد.
وضمن عظته في كنيسة القديس فرنسيس الأسيزي-حلب، وصف غودجيروتي المدينة بأنّها «جوهرة الحضور المسيحي». كما بلّغ احتضان البابا فرنسيس جميع مسيحييها. وشدّد على ضرورة اتحادهم جميعًا ليصيروا جسدًا واحدًا، بغية الوصول إلى بلد متّحد، إذ إنّ الجمال ليس في التشابه بل في الاختلاف.
وأردف: «هذا حلمنا المشترك وحلم البابا الذي يطلب منكم على قدر استطاعتكم أن تكونوا شهودًا للمسيح وللوحدة والمحبة بين سائر أبناء البلد؛ والكنيسة لا تطلب تحقيق هذا الحلم من الشعب السوري حصرًا، بل من جميع القوى الدولية اللاعبة في عملية بناء سوريا».
وحضّ غودجيرتي المسيحيين على الإسهام في بناء سوريا الجديدة. وقال: «الشخص الفاعل والبطل الحقيقي في التاريخ لا نراه دائمًا، وأنتم لديكم الحقّ بألا تكونوا سلعة تباع وتشترى بل أن تكونوا أبطالًا لتاريخكم... حاولوا إعادة بناء بلدكم، وعندما تحققون ذلك سيعود أولئك الذين تركوا البلاد إذ سيشعرون بأنّ هناك ما يمكن فعله هنا».
وفي رحلة خاطفة إلى حمص أمس الأول، شارك الموفد البابوي في لقاء مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في سوريا. وكشف أمام المجتمعين أنّ الدبلوماسية الفاتيكانية تعمل على أن تكون سوريا حرّة ومستقرّة من غير إملاءات خارجية وتسود فيها المساواة بين الجميع.
ونصح غودجيروتي المجتمعين بالحفاظ على هويتهم كونها أكثر أهمية من العدد. وطلب منهم قبول الواقع كما هو من دون حماس زائد أو لامبالاة، بل بالتروّي في التعاطي مع المستجدات.
وختم: «نحن الآن في أزمنة بناء الأساسات، لكن ستأتي الأيّام التي سنحتفل فيها مع شعبنا. سنعود إلى روما وقلبنا مفعَم بالرجاء، وسنُعلم البابا بكلّ ما سمعناه ورأيناه».
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته