برجاءٍ لا يخيِّب... المؤتمر البيبليّ التاسع عشر ينطلق في لبنان

بكركي, الاثنين 27 يناير، 2025

بروحيّة «الرجاء الذي لا يخيِّب»، انطلق المؤتمر البيبليّ التاسع عشر في لبنان. في عام اليوبيل المظلَّل بالأمل، وفي إطار «أسبوع الكتاب المقدّس الثاني عشر 2025»، قرّرت الرابطة الكتابية في لبنان أن تتّخذ «الرجاء» عنوانًا لمؤتمرها هذا العام، وموضوعه «الرسالتان إلى غلاطية وروما».

خطَّ المؤتمر بصمته الأولى في بكركي أمس ببركة البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي الذي رعى الافتتاح. ويمتدّ المؤتمر حتّى 30 يناير/كانون الثاني الجاري مستمكلًا أعماله في مقرّ المعهد العالي للعلوم الدينيّة في الجامعة اليسوعيّة-بيروت اليوم وغدًا والخميس. أما بعد غد (الأربعاء) فتستضيفه كلّية اللاهوت في جامعة البلمند.

قال الراعي في خلال افتتاح المؤتمر: «نقرأ في التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة أنّ الرجاء فضيلة إلهيّة مجّانيّة، نضع فيها ثقتنا بمواعيد المسيح، مستندين لا إلى قوانا، بل إلى معونة الروح القدس الذي أفاضه علينا بوفرة يسوع المسيح. وهو الرغبة في ملكوت السماوات والحياة الأبديّة». وأكّد أنّ «صلاة الكنيسة وصلاتنا الشخصية تغذّيان فينا الرجاء». وشدّد على أنّ «فضيلة الرجاء تتأسّس على الثبات في الإيمان، وتغتذي من المحبة، وتسمح لنا بالسير إلى الأمام».

وذكر الراعي أنّ «الرجاء لا يخدع ولا يخيّب لأنّه يولد من الحبّ ويتأسّس على الحبّ الذي يفيض من قلب يسوع المطعون بحربة على الصليب». وأردف: «الروح القدس، بحضوره الدائم في حياة الكنيسة، يشعّ بنوره على المؤمنين، نور الرجاء. إنّ نوره يبقى وضيئًا كمشعل لا ينطفئ أبدًا كي يعضد حياتنا ويساندها. ولكن ينبغي لنا أن نغذّي إيماننا ونحفظه بفطنة وعناية، وأن نقصي كلّ ما يعارضه كالشكّ واليأس والقنوط».

تفاصيل المؤتمر

كانت المدبّرة العامة في جمعية الراهبات الأنطونيات ورئيسة الرابطة الكتابية في لبنان الأخت باسمة الخوري قالت في مؤتمر صحافيّ للإعلان عن المؤتمر: «دأبت رابطتنا الكتابيّة على تنظيم هذا الحدث منذ أكثر من 38 سنة ولم تتوقّف في أصعب الظروف التي مرّ بها وطننا؛ وأصرّت هذا العام أيضًا على عقده على الرغم من الظروف القاسية، لا بل للإجابة عن هذه الظروف القاسية».

تجدر الإشارة إلى أنّ المؤتمر يتضمّن 22 محاضرة يقدّمها أعضاء الرابطة الكتابية في لبنان، من أساقفة وآباء وأخوات وإخوة مختصّين في علم الكتاب المقدس ولاهوته. ونُسِّقت هذه المحاضرات بحسب منطقٍ متماسك ومتدرّج ضمن ثلاثة أقسام: مداخل ومقدّمات تتناول هويّة الرسول بولس وحياته وخدمته، مع التشديد على الخلفيّات التاريخيّة للرسالتَين وظروف كتابتهما؛ ومقاصد بولس منهما، إضافةً إلى ⁠إشكاليّة المنطقة الجغرافية للكنيستَين؛ و⁠الخلفية الرؤيوية لفكر الرسول.