بيروت, الأحد 19 يناير، 2025
الأب ميلاد سقيّم راهبٌ في جمعيّة المُرسَلين اللبنانيّين الموارنة، تولّى مهمّات شتّى في خلال رسالته الكهنوتيّة؛ فهو اليوم المرشد الروحيّ لمكتب «ذوي إعاقة» في الدائرة البطريركيّة في بكركي، ويشغل أيضًا منصب رئيس دير الكريم في منطقة ميروبا. يُطلّ اليوم عبر «آسي مينا» ليُشاركنا اختباره الحيّ المُتوَّج بمحبّة المسيح وتكريس حياته بكُلّيّتِها له من خلال خدمة الآخَر.
يَنطلِقُ الأب ميلاد: «في كلّ صباح، أتَّكِلُ على نعمة الله وأسأل روحه القدّوس أن يكون حاضرًا معي. في خلال نهاري، ألمسُ حضور الله في وجوه الناس. وبالطبع أنا لستُ قدّيسًا، إنّما أشعر بمحبّة الناس وانْجِذابهم إليّ». ويردِفُ: «هذا الواقع أحصدهُ بفضل نعمة ربّي في حياتي، لأنّ الإنسان الذي يعمل باستقامة يملك قلوب الآخرين بلا شكّ. والله يقول: "'من ثِمارِهم تَعرِفونَهم" (متّى 7: 16). وأنا أسعى إلى أن تكون رسالتي مفعمة بالسلام والمحبّة، مُجسّدًا صورة الله في كلّ أعمالي».
«هكذا قال الربّ يسوع»
ويكشِفُ الأب ميلاد: «من خلال اختباراتي الحياتيّة، عرفتُ الكثير من الصعوبات والتحدّيات، وكنتُ أتخطّاها باستمرار بالصلاة والتسليم المطلق لمشيئة الله. فهناك أمور كثيرة أتعرّض لها ولا يمكنني تبديلها، إنّما أستطيع أن أتحمَّلها بالصلاة والتسلّح بالصبر».
ويُواصل حديثه: «من المؤكّد أنّ الإنسان الذي يسعى إلى صنع الخير ويعمل في نور الله، يُحَارَبُ على الدوام، لأنّ هناك من لا يحبّون عمل الخير، لكن يجب ألّا نردّ الشرّ بالشرّ، هكذا قال الربّ يسوع. لهذا، وعلى الرغم من أنَّني أتألّم وأغضب، أحاول ألّا أقوم بأيّ ردّ فعل سلبيّ حتّى لا أُعامِل الآخَر بالمثل وأبادله الشرّ بالشرّ».
«لكلّ إنسان إعاقة»
ويؤكّدُ الأب ميلاد: «أنا كاهنٌ منذ تسعة وعشرين عامًا. في بداية حياتي الكهنوتيّة عملتُ مع جمعيّة "أنت أخي"، وبعدها مارستُ خدمتي في الرعايا وفي مراكز الخدمة الإنسانيّة. لكنَّ عملي اليوم بصفتي مرشدًا في مكتب "ذوي إعاقة" في الدائرة البطريركيّة في بكركي، علّمني أمورًا شتّى وأضاف الكثير إلى حياتي».
ويُكمِلُ: «في أحيان كثيرة، نتذمّر من مشكلاتنا ونُعاتب الله عليها، لكن عندما ننظر إلى معاناة هؤلاء الأشخاص، يتبيّن لنا أنّها أصعب بكثير ممّا نُعانيه نحن، ونراهم يحملونها بفرح، ويعملون على استثمار طاقاتهم مؤكّدين قدرتهم على العطاء. اليوم، لا يمكننا التمييز بيننا وبينهم، فلكلّ إنسانٍ إعاقة؛ ثمّة إعاقات مخفيّة وأخرى ظاهرة، وعلينا جميعنا أن نحمل هذه الطينة الضعيفة فينا، ونقبلها ونستثمرها ونعمل من خلالها».
فعل شكر وصلاة
ويُخبِرُ: «في كلّ يوم، أشكر الله على كهنوتي، فهو رسالة سامية على الأرض وفي الحياة الثانية. والكهنوت هو حضور الله بين شعبه، لهذا أنا أتابع الرسالة الموكَلة إليّ، وهي أن أكون مرشدًا لـ"ذوي إعاقة"، وغيرها من المهمّات؛ بالإضافة إلى رئاسة دير الكريم في ميروبا والنشاطات الاجتماعيّة والدينيّة التي أُؤدّيها في الرعايا المجاورة لنا».
ويختِمُ الأب ميلاد: «أضع هذه الطاقات كلّها بين يديّ الربّ لكي يُبارك ضعفي ويُحوّله إلى قوّة في سبيل خدمة الآخَر. ومثلما نقول في نذورنا: "لخير الإنسان أكرّس ذاتي"، أي أنَّني أكرّس ذاتي لله من خلال الآخَر».
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته