السبت 18 يناير، 2025 تبرّع
EWTN News

مغترب سوريّ مسيحيّ من دمشق: استشعرتُ روحًا جديدة في إدارة البلاد

من زيارة وائل العجي دير القدّيس منصور في صيدنايا-ريف دمشق/ مصدر الصورة: وائل العجي

يتقاطر آلاف السوريين المهاجرين والمهجّرين إلى بلادهم بعد سنوات طويلة من الغياب. فقد شكّل سقوط النظام السابق فرصة لهؤلاء لزيارة ذويهم وأصدقائهم، والسير في شوارع مدنهم وبلداتهم، مسترجعين الذكريات.

من بين الواصلين قبل أيام (من بريطانيا) إلى دمشق منسّق «اللقاء التشاوري المسيحي السوري» الطبيب والمعارض السابق وائل العجي. وفي حديث إلى «آسي مينا»، أوضح العجي أسباب زيارته سوريا: «زيارتي شخصية بالدرجة الأولى، ولكن في هذا الوقت من الصعب فصل الجانب السياسي عن الجانب الشخصي».

وشرح: «أحاول أنا وغيري إيصال رسالة مفادها أنّ سوريا ما بعد الأسد يجب أن تكون "مدنية ومتعدّدة وديمقراطية". هذه الكلمات الثلاث من المهم جدًّا تطبيقها، وهي تنوب في الحالة السورية الراهنة عن مصطلح "العلمانية"، الذي شوّهته الأنظمة الاستبدادية ليس في سوريا حصرًا بل في المنطقة كلّها. وبالطبع نطالب باحترام حقوق الإنسان وأن يُمثَّل الجميع في سوريا الجديدة».

وأردف: «هذه مطالب المسيحيين، وهي في الحقيقة لا تختلف عن مطالب أي مواطن سوري. فمعظم السوريين يريدون نظام دولة يعكس المجتمع السوري المعتدل، ويحترم الجميع ولا يميّز بين أحد، ويكون لنا جميعًا دور في بناء بلدنا».

من زيارة وائل العجي مبنى مجلس الوزراء في دمشق. مصدر الصورة: وائل العجي

وعن انطباعه بعد لقائه المسؤولين الجدد وأهم ما سمعه منهم، أكّد العجي أنّه كان سعيدًا بمستوى الأدب والتواضع الذي لمسه من المسؤولين. وهو أمر لم يشعر به المواطن السوري سابقًا. وأضاف: «نحن معتادون أن يكون المسؤول متسلّطًا وفاسدًا، لكن عندما التقيت رئيس مجلس الوزراء، شعرتُ بأن من يكلّمني هو بالفعل ابن بلدي، وموجود كي يفعل أقصى ما يستطيع لخدمة البلد والشعب».

وحول ما عاينه وسمعه من المسيحيين ومنهم رجال الدين في خلال زيارته، ذكر العجي أنّه لم يرَ أيّ انتهاكات أو تضييقات من السلطات الحالية تجاه المسيحيين. لكن هناك حوادث فردية متفرقة من بعض العناصر المتطرفة التي لا تعي ثقافة الشعب السوري الوسطية والسمحة. إلّا أنّ المعنيين يعملون دائمًا على احتوائها بسرعة.

وزاد: «في كثير من الدول التي شهدت عملية تحوُّل سياسي بهذا الحجم، حدثت مجازر وعمليات نهب واسعة وأدّت العصابات دورًا كبيرًا. لكن في بلدنا لا شيء من هذا يُذكر، إذ لم تُسجَّل عمليات نهب واسعة للمتاحف والبنوك والممتلكات العامة والخاصة».

وأشار العجي إلى وجود تأييد مسيحي كبير للتغيير السياسي الذي حصل، يسوده تفاؤل (وإن كان حذرًا) بأن تسير الأمور بالشكل الصحيح. وختم: «مع ذلك ثمّة مخاوف لدى المسيحيين، لكنّها موجودة لدى المسلمين أيضًا».

يُذكر أنّ العجي ينتمي إلى حزب المحافظين البريطاني ويشغل فيه منصب «أمين رابطة المحافظين الشرق الأوسطيين». انضم إلى صفوف المعارضة مع بداية الحراك في سوريا عام 2011 فأصبح عضوًا في المجلس الوطني وهو أول تكتل قاد المعارضة السورية يومذاك. كما كان من بين الذين شكّلوا مجموعة «سوريون مسيحيون من أجل الديمقراطية» المعارضة.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته