الأحد 22 ديسمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

الميلاد في دمشق… تحضيرات خجولة وأمل بولادة جديدة

تحضيرات خجولة لعيد الميلاد في باب شرقي-دمشق، سوريا/ مصدر الصورة: لمى غصن/آسي مينا

تسكن الحيرة والحذر نفوس مسيحيي سوريا قبَيل عيد الميلاد المجيد، في ظل الأحداث التي شهدتها البلاد في الأسابيع الأخيرة.

وجوم وترقب بين صفوف المسيحيين لما ستؤول إليه تحركات الحكومة الموقتة في الأيام المقبلة، ما يجعل التحضيرات للميلاد تجري بفتور خلافًا للأعوام السابقة. وعلى الرغم من استمرار إقامة القداديس في دمشق بعد 8 ديسمبر/كانون الأول، تندر ملامح التحضيرات في شوارع العاصمة لا سيما تلك التي تطغى عليها الصبغة المسيحية.

باب توما، القصاع، الغساني، القصور، باب شرقي، دويلعة… أحياء ذات أغلبية مسيحية كانت تضج بزينة الميلاد وتجذب إليها سكان العاصمة برمتها، أصبحت اليوم بعيدة من مشهد الميلاد المعتاد لاستقبال طفل المغارة.

ما خلت الكنائس وبعض الشوارع من زينة الميلاد، لكن لم تُسمع هذا العام بعد أصوات آلات عزف الكشاف التي اعتادها مسيحيو دمشق على عتبة العيد.

تحضيرات خجولة لعيد الميلاد في باب شرقي-دمشق، سوريا. مصدر الصورة: لمى غصن/آسي مينا

«كلٌّ في منزله»

تصف منى (31 عامًا) العيد في دمشق بأنّه ذو طعم مختلف مقارنة بسائر المحافظات السورية، إلا أنّه أضحى متشابهًا هذا العام في مختلف المناطق السورية. وتضيف لـ«آسي مينا»: «على الرغم من أنّ النظام السابق كان مصدر ذعر لعائلتي التي عانت الاعتقالات السياسية، فإنّ القلق هو سيد الموقف الآن نظرًا إلى ضبابية مستقبل البلاد وتعامل السلطة القائمة؛ فالعيد سيكون مقتصرًا على حضور القداس الإلهي ومن ثم العودة إلى المنزل، فضلًا عن زيارة المقربين في المنطقة».

يتمّم المسيحيون التحضيرات المنزلية والاحتياجات لعيد الميلاد صباحًا كما معظم سكان العاصمة. ورغم رفع حظر التجوال ليلًا، لا تزال حالة الحذر مسيطرة في الشوارع والأزقة ريثما يُعاد فتح عدد أكبر من مراكز الشرطة في العاصمة المقتصرة على 4 مراكز حتى الآن. فمشهد الازدحام ليلًا في شوارع الأحياء المسيحية قد تلاشى مقارنة بالأعوام السابقة، على الرغم من بعض النشاطات الميلاديّة الشعبية احتفالًا بعيد الميلاد.

تحضيرات خجولة لعيد الميلاد في باب شرقي-دمشق، سوريا. مصدر الصورة: لمى غصن/آسي مينا

تصرُّ أنطوانيت على إعداد حلويات العيد ولو بكميات قليلة؛ فرائحة الخَبز يجب أن تعبق في المنزل قبل أيام من حلول العيد كما قالت لآسي مينا. تتضرّع السيدة الخمسينية لطفل المغارة كي تحمل الأيام المقبلة بشرى ميلاد وطن جديد بعيدًا من الصراعات والحروب.

في وقت تُعلَّقُ الزينة على شجرة الميلاد، يعلِّق مسيحيو دمشق، شأنهم شأن مسيحيي سوريا برمّتها، آمالهم على ميلاد وطنٍ يخلو من الإقصاء والعذاب بعد 13 سنة من النزاع.

يُذكر أنّ جميع الكنائس في سوريا كانت أصدرت قبل الثامن من الشهر الحالي بيانات أكدت فيها أنّ نشاطات هذا العام ستقتصر على الاحتفال بالقداس الإلهي لعيد الميلاد.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته