أربيل, الجمعة 20 ديسمبر، 2024
أعرب المطران بشّار متّي وردة، راعي إيبارشيّة أربيل الكلدانيّة، عن قلقه العميق من مؤشّرات التصعيد الأخيرة في المنطقة لا سيّما إزاء احتمال اتِّساع نطاق النزاعات والحروب الدائرة.
وأوضح وردة في حديثه عبر «آسي مينا» أنّ هذه المخاوف لا تقتصر على المسيحيّين، بل تشمل جميع شعوب منطقة الشرق الأوسط ومكوّناتها.
وذكر ما عاشته هذه البقعة من متغيرّات سياسيّة وعسكريّة جمّة في خلال العقود الأخيرة الماضية، لم تستثنِ مكوِّنًا من تأثيراتها العنيفة.
وأضاف أنّ ما شهدته المنطقة منذ العام 2003، يشير إلى أنّ الأقلّيات هم الأكثر عرضةً للمعاناة في الظروف المضطربة، سواء كانوا ضحايا عنفٍ مُباشر مُورسَ ضدّهم أم سقطوا ضحايا جانبيّين لصراعاتٍ أخرى، ما خلّف في نفوس المتبقّين منهم حالةً من القلق وعدم اليقين بشأن مستقبلهم.
ضبابيّة المشهد
نبّه وردة إلى أنّ «ضبابيّة المشهد العام والوضع الأمنيّ الهشّ في المنطقة، لا سيّما مع استمرار الصراع في سوريا منذ العام 2011 ثمّ غزّة ولبنان، يضاعفان القلق بشأن استقرار الوضع الأمنيّ على المدى القريب، ويزيدان المخاوف من احتمال انتشار العنف في مناطق أخرى».
وحذّر من تأدية الإعلام دورًا مزدوجًا بطمأنة الناس تارةً، وإثارة مخاوفهم طورًا، حسب الأجندات المختلفة التي تقف وراءه. ودعا إلى تحرّي الدقّة في مصادر الأخبار «لأنّ تداولها من مصادر غير موثوقة يفاقم شعور عامّة الناس بالقلق».
مخاوف اتّساع العنف
أشار وردة إلى أنّ الحديث عن «شرق أوسط جديد» أو «ترسيمٍ جديدٍ للحدود في الشرق الأوسط» يزيد المخاوف بشأن مستقبل المنطقة، ويثير تساؤلاتٍ حول دور المسيحيّين ومكانتهم في المستقبل، ويفاقم قلق الأقلّيات؛ «ففي ظلّ هذا الوضع والتهديدات المستمرّة، من الصعب على الأقلّيات بناء مستقبلٍ مستقرٍّ».
وأكّد أنّ «ضبابيّة الموقف السياسيّ إزاء شكل الحكم المقبل في سوريا وطبيعته، تثير الشكوك والقلق وتزيد حالة عدم اليقين، بخاصةٍ في ظل التوتّر المستمر وعدم استقرار الأوضاع في سوريا ومُحيطها».
تهديد الوجود المسيحيّ
عزا وردة تراجع أعداد المسيحيّين في المنطقة على نحوٍ مخيف إلى ما شهدته من تغيّراتٍ في العقود الأخيرة. ورأى أنّ «المخاوف من تصاعد الصراع قد تؤدي إلى موجات نزوحٍ جديدة».
وأردف: «تسبَّب تضاؤل أعداد المسيحيّين اليوم، بعدما كانوا يشكّلون أكثر من 20% من سكان الشرق الأوسط قبل 50 عامًا، في تراجع دورهم وتأثيرهم، ما يهدّد بفقدان التنوّع الذي كان يميِّز المنطقة، ويحرمها من ثراءٍ اجتماعي وغنًى ثقافيّ لطالما تميّزت بهما».
وشدّد وردة على دور الكنيسة الداعم لشعبها في مثل هذه الظروف، وضرورة قربها من أبنائها ليواصلوا حضورهم الإيجابيّ، وسعيها إلى تهدئة مخاوفهم عبر التواصل الجاد مع أصحاب القرار. وتابع: «علينا ألّا نفاجأ بالأحداث، بل أن نكون جزءًا من الحل». ودعا أصحاب القرار إلى «تبنّي خيار التهدئة الإعلامية أولًا لطمأنة شعوبهم، ثم العمل على إيجاد سُبُل سلمية لتسوية الخلافات».
وختم وردة حديثه بتأكيد دور الكنيسة الداعم روحيًّا ومادّيًّا لأبنائها وتواصلها المستمرّ معهم وسعيها إلى تمكينهم من الثبات في أرضهم، مجسِّدةً رسالتها في أوقات الأزمات؛ «فالكنيسة ستظلّ صوتًا يدعو إلى السلام مهما كانت التحديات المقبلة».
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته