مشيغان, الخميس 19 ديسمبر، 2024
يجتهد مسيحيو العراق، أينما حلّوا، للحفاظ على تقاليدهم الشعبيّة المتوارثة في زمن الميلاد. وكما يواظبون على الاستعداد روحيًّا لاستقبال المخلِّص، يثابرون في مهجرهم على عيش العادات التراثيّة المرافقة، مستذكرين تراث الأجداد في الوطن.
في ولاية مشيغان الأميركيّة، وكعادة كلّ عام، اجتمعت باقةُ سيّداتٍ سريانيّات في كاتدرائيّة مار توما الرسول للسريان الكاثوليك ليتقاسَمْنَ الفرح ويتشارَكْنَ بمحبّةٍ، إعداد المعجّنات التراثيّة «الكليجة» كأحد أنشطة الرعيّة السريانيّة الكاثوليكيّة هناك، كما بيّنت زينة كبرييل رئيسة أخويّة الحَبَل بلا دَنَس للسيدات في الكنيسة، عبر «آسي مينا».
عَيش فرحة الميلاد معًا
أكّدت كبرييل ترقّب سيّدات الرعيّة موسم الأعياد ليجتمعنَ مع عضوات الأخويّة فيعمِّقْنَ روابط المحبّة بينهنّ ويَعِشْنَ معًا فرحة الميلاد عبر هذا النشاط الرعويّ. وأردفت: «يسهم تسويق إنتاجنا من "الكليجة" في توفيره لعائلاتِ سيّداتٍ عاملاتٍ لا يجدنَ الوقت لتحضيرها، وندعم الكنيسة برَيْعه».
«لا نريد أن ننسى أصلنا»، تجيب فائزة أنطو المتسائلين عن سرّ الاهتمام بالـ«كليجة». واسترسلت: «هذا تراثنا، تعلّمناه من أمّهاتنا، وهذا ما نريد تعليمه لبناتنا اليوم: أن يفتخرنَ بأصولهنّ وبانتمائهنّ إلى العراق وحضارة ما بين النهرين العريقة». وتابعت: «نودّ أن نعرّف مجتمعنا الجديد هنا في أميركا بتراثنا وتقاليدنا الأصيلة، لذا أقدّم إلى زملاء العمل وضيوفي الأميركيّين "الكليجة" التي نصنعها، وألاحظ إعجابهم وتلذّذهم بها».
من جانبها، أعربت ندى أنطو عن سعادتها بالتئام سيّدات الرعيّة، قبيل الأعياد لصنع المعجّنات التراثيّة. وقالت: «يذكّرنا اجتماعنا بالأعياد في الوطن، ويؤكّد رغبتنا في الحفاظ على تقليدٍ ورثناه عن أمّهاتنا، وحرْصَنا على استمراره مع الأجيال القادمة في المهْجَر».
بدورها، استذكرت برناديت يوحنّا تقاليد الأسرة المسيحيّة في العراق، واستيقاظ الأمّهات باكرًا للشروع بالعَجْن وتحضير ما يلزم: «على مثال أمّهاتنا، قَصَدْنا الكنيسة منذ ساعات الصباح الأولى وشَرَعنا بالعَجْن واستكمال لوازم العمل». وتابعت: «لطالما اجتمعنا في الوطن، مع قريباتنا وجاراتنا في البيوت، متعاوناتٍ على خَبْز (الكليجة). واليوم، قد لا يسمح نمط الحياة الجديد هنا باجتماعاتٍ منزليّة مماثلة، لذا نشكر الكنيسة التي جمعَتْنا لنستذكر تراثنا وتقاليدنا ونلتقي أخواتنا سيّدات الرعيّة».
تراتيل وزغاريد
ليست «الكليجة» مجرّد معجّنات، إنّها ذكريات الوطن ورائحة الأمّهات ورنين أصواتهنّ في البيوت العتيقة وهنّ يرتّلنَ ويعجنّ الدقيق والسمن بقليلٍ من الماء وكثيرٍ من المحبّة والفرح. وعلى مثالهنّ تنعش السيدات أجواء عملهنّ بالبهجة، فيردّدن الصلوات والتراتيل، تصاحبها الزغاريد والأغاني السريانيّة أيضًا.
تستذكر المتحلّقات حول «الكليجة» أفراح استعدادات الميلاد في الوطن، لكنّهنّ لا ينْسَيْنَ ما قاسينَه مع مسيحيّين كثيرين في العراق من قتل وترهيبٍ وتهجيرٍ، أوصلَ عددًا كبيرًا منهم اليوم إلى المهجر.
الجدير بالذكر أنّ «الكليجة» أشهر معجّنات العيد، قوامها الدقيق المعجون بالسمن الحيوانيّ المستخلص من الحليب والمعروف محلّيًّا بـ«الدهن الحرّ» أو ببدائل تؤدي الغرض، محشوّة بمزيج الجوز والسكّر أو بالتمر.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته