بيروت, السبت 30 نوفمبر، 2024
مارغريت أبي خليل، معلّمة في مدرسة الكلمة-سيّدة لبنان حريصا، متزوّجة وأمّ لثلاثة أطفال. تميّزت بصوتها الجميل، وشاركت بالترنيم في حفلات دينيّة عدة. كما أنّها مرنّمة في جوقة السراج. تطلّ اليوم عبر «آسي مينا» لتُشاركنا اختبارها الحيّ، وكيف انتصرت على مرض السرطان بقوّة المسيح ونعمته.
تنطلق أبي خليل: «ترعرعتُ في عائلة مؤمنة. كنّا نسكن بجوار دير سيّدة الكرمل للراهبات، في منطقة درعون بالقرب من سيّدة حريصا. كانت حياة الراهبات تطرح في داخلي كثيرًا من التساؤلات؛ كيف لديهنّ مقدرة التخلّي عن كلّ شيء وتكريس حياتهنّ للمسيح، وعيش الصمت والهدوء والصوم والعزلة»؟!
وتردِفُ: «في الأسبوع الأخير من زمن الصوم الكبير، حاولْتُ أن أعيش أسبوعًا كاملًا من الصمت على مثالهنّ، وبعدها فكّرْتُ بالدخول إلى الدير والترهُّب؛ في ذلك الوقت، التقيتُ شريك حياتي، وفهمتُ أنّ دعوتي أن أصبح أمًّا. فحملت عشقي لسيّدة الكرمل معي إلى أسرتي، وسمّيتُ ابني الصغير كرملو».
عشتُ صراعًا قويًّا
تكشِفُ أبي خليل: «في أحد الأيّام، وبينما كنتُ مخطوبة، اكتشفتُ أنَّني مصابة بمرض السرطان في الغدد الليمفاويّة. لحظة تلقّيْتُ الخبر اسودّت الدنيا أمامي. وكانت المفاجأة حين أخبرْتُ خطيبي بالأمر، إذ رفض أن يتركني وعبّر عن تمسّكه بي؛ وفي مرحلة العلاج، ظلّ حبّه لي ثابتًا». وتزيد: «عشتُ صراعًا قويًّا جعلني أشعر وكأنّ الله يمتحنني لأنَّني لم أدخل إلى الدير. فاعترفت عند أحد الكهنة وكشفتُ له عمّا يجول في خاطري، فقال لي: "إنّ الله يسمح بهذه الاختبارات، لأنّه من خلالها يريد أن يُظهر لنا رسالة معيّنة"».
تراب من قبر القدّيسة رفقا
تُخْبِرُ أبي خليل: «في مرحلة العلاج، ارتديتُ ثوب سيّدة الكرمل. كما عشْتُ معاناة انقطاع الدواء، ولم يَعد بإمكاني تأمينه، فطلبتُ شفاعة القدّيسة ريتا، شفيعة الأمور المستحيلة. وبدأتُ أفكّر بآلام القدّيسين، وإذ بي أتذكّر القدّيسة رفقا، متأمّلةً أوجاعها». وتُتابِعُ: «في تلك اللحظات، اتّصلت ابنة خالتي التي كانت تهتمّ بتأمين الدواء لي، وأخبرتني بأنّها رأت حلمًا شاهدت فيه القدّيسة رفقا وهي تُعطيها بخورًا وزيتًا، قائلةً لها: هذا هو الدواء. وفي اليوم عينه، أطعمتني عمّتي تُرابًا من قبر القدّيسة رفقا، لأتلقّى بعدها اتّصالًا من ابنة خالتي تعلمني بأنّها قد وجدت الدواء».
وتضيف: «بعد يومين توجّهت إلى الطبيب كي أتلقّى العلاج، فطلب منّي إجراء صورة ليتبيّن بعدها أنّه لم يعد هناك من أيّ أثر للمرض، ولكنّه حينها قرّر أن يكمل ما تبقّى من علاج. وفي شهر مايو/أيّار عام 2013، وقبل ليلة من عيد القدّيسة ريتا، أبلغني الطبيب بأنّه لن يتابع لي علاج الأشعة لأنَّني قد شفيت».
وتختم أبي خليل: «أشكر الله على عائلتي، فحلمي أنا وشريك حياتي بتأسيس عائلة مسيحيّة قد تحقّق. وأشكره على أولادي، فكثيرون قالوا لي إنَّني لن أنجب، ولكن ما حصل معي هو تأكيد لرحمة الله؛ فإرادته هي الأقوى وفوق ظنون البشر».
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته