دمشق, الخميس 28 نوفمبر، 2024
اختتم مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في سوريا جلساته اليوم. وشكّلت قضايا الشباب والأسرة وعمل الكنيسة في خدمة المجتمع وشعبها في الوطن والمغترب أبرز ما بحثه المجتمعون في نقاشاتٍ تُوِّجت بإصدار بيان ختامي.
بدعوة من بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك ورئيس المجلس يوسف العبسي، اجتمع على مدار ثلاثة أيام عدد من أساقفة سوريا الكاثوليك، وممثلون عن الرهبانيات، ورؤساء عدد من اللجان الأسقفية في دار مطرانية الأرمن الكاثوليك-دمشق، بضيافة راعيها المطران جورج أسادوريان.
وشهد المجلس حضور السفير البابوي في سوريا الكاردينال ماريو زيناري الذي ألقى كلمة تطرق فيها إلى القديسين الجدد «شهداء دمشق»، وأهمية الحدث رغم المخاض الذي تعيشه الكنيسة في سوريا على المستويات الحياتية كافة. كما قدّم اقتراحًا لتنظيم مؤتمر يهدف إلى بحث مواضيع تتعلق بتنشئة الكهنة، ودور الكنيسة الاجتماعي وشهادتها، وهو ما لاقى ترحيب أعضاء المجلس وموافقتهم.
عرض الإنجازات والتحدّيات وسُبل التطوير
استمع المجتمعون إلى تسعة تقارير قدمتها اللجان الأسقفية المختلفة، من بينها كاريتاس سوريا، ولجنة التعليم المسيحي، واللجنة المسكونية، ولجنة العائلة والحياة، ولجنة الحياة المكرّسة وغيرها. ولم ينحصر عرض هذه اللجان إمكاناتها وما حققته في الفترة الماضية، بل تخطاه إلى مناقشة فرص تطويرها وتوسيع نطاق عملها والبحث عن موارد تمويل لنشاطاتها في ظروف إقليمية متغيرة.
التركيز على الشباب
أفرد المجلس حيّزًا كبيرًا للنظر في قضايا الشباب، مع التركيز على الحد من ظاهرة الهجرة عبر طرح مبادرات توفّر فرص عمل. وجاءت الاقتراحات بتعميم منصة تفاعلية بين الشركات المنتجة واليد العاملة، ودعم المشاريع الصغيرة، وتوفير مداخيل للأشخاص مقابل تقديم خدمات اجتماعية (مرافقة المسنين مثلًا) أو تربوية (كالدورات الدراسية)، تسهم أيضًا في تخفيف بعض الأعباء الحياتية.
العمل مع العائلة وتنظيم رعايا الاغتراب
في زمن أصبحت الأسرة مسرحًا يسهل اقتناصه بسبب الأزمة الحالية ولا سيما المعيشية، ألحّ المجلس على ضرورة احتضان العائلات والعمل معها راعويًا، مع عدم إهمال تنظيمها في المهجر، بالتنسيق مع المجالس الأسقفية اللاتينية. ولم يغب عن بال المجتمعين الاهتمام بكهنة الرعايا معيشيًّا وصحيًّا، خصوصًا أصحاب العائلات.
نداء إلى أصحاب القرار
أجمع الحاضرون على أنّ الحروب المتتالية وأعمال التدمير وتعليق الحل العادل والشامل في وجه شعوب المنطقة تسهم على نحو حاسم في زيادة حالات البؤس والشقاء والهجرة. وأكدوا أنّ الفساد والفقر والاستغلال والحرمان تُعدّ من أشكال العنف. لذا، حضّ المجلس المسؤولين والرؤساء والمعنيين على إظهار مزيد من حس الأخوّة الإنسانية والتعاضد الاجتماعي.
الرجاء ثمّ الرجاء
اختتم المجتمعون مداولاتهم بالتركيز على فكرة «الرجاء»، إذ لا بد من أن يأتي النهار المشرق بفضل اتكالنا على الله العامل فينا بروحه القدوس، وبفضل تفاني كثيرين وثباتهم على الإيمان، وتقديمهم شهادات حية على أنّ القداسة لا تزال تتأجج في نفوسهم. فالرجاء الذي لا يموت بحسب آباء المجلس، هو قوة الإيمان الذي لا يخيب. لقد عاشت الكنيسة منه وبه، وستقوم من كبوتها بفضله.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته