السبت 21 ديسمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

مسيحيّو العراق يستشعرون الخطر إزاء فكرة تعديل قانون الأحوال الشخصيّة

قلق من قانون يسمح بزواج القاصرات/ مصدر الصورة: annajah.net/Pinterest

أثارت المحاولة الأخيرة لتعديل قانون الأحوال الشخصيّة العراقي فيضًا من الجَدَل، رغم أنّها لم تكن الأولى. إذ سبقتها محاولات عدّة كانت أولاها إصدار القرار 137 عام 2003، القاضي بإلغاء القانون والاحتكام إلى الشريعة الإسلاميّة، لكنّ القرار ألغي لاحقًا.

حاورت «آسي مينا» د. منى ياقو رئيسة الهيئة المستقلّة لحقوق الإنسان في إقليم كُردستان والمختصّة في القانون الدوليّ، لاستيضاح انعكاسات التعديل وتبعاته على المجتمع العراقيّ وبخاصّةٍ المكوّن المسيحي. فنفت ياقو أن يحمل التعديل أيّ نقطة إيجابيّة، ورأت أنّه يسلب المرأة حقوقًا ضمنَها لها القانون.

ونبّهت إلى أنّ التعديل لا علاقة له بالمسيحيّين البتّة، «فالمادة الأولى منه توضح اختصاصه بالمسلمين». واستدركت: «لكن كعراقيّة أقول: "من المؤسف أن نتحدّث عن قانون يسمح بزواج القاصرات في العام 2024"».

الدكتورة منى ياقو. مصدر الصورة: راديو نوا

وأبرزت ياقو اعتقادها أنّ «هذا التعديل، في حال إقراره، سيكون أساسًا دستوريًّا داعمًا قويًّا يمكن الاستناد إليه لتقديم مشروع قانون أحوال شخصيّة خاص بالمسيحيّين». ودعت كنائس العراق جميعًا إلى الاتفاق على قضايا الزواج والطلاق والوصية وإعداد مسوّدة جامعة جاهزة للتقديم.

وأعربت عن شعورها بالخطر الكبير إزاء مجرّد محاولة تعديل هذا القانون، «فالعراق انضمّ إلى اتفاقيتَي "إلغاء جميع أشكال التمييز ضد المرأة-سيداو" واتفاقيّة حقوق الطفل، منذ عقود. وفي حال أصرّ مجلس النواب على إقرار التعديل، سيضع العراق في موقف مخجلٍ كبلد لا يحترم التزاماته الدوليّة».

ورأت ياقو في التعديل تقهقرًا لجهة حقوق المرأة وصون كرامتها التي ضمنَها قانون الأحوال الشخصيّة العراقيّ رقم 188 لعام 1959، وقالت: «هذه إشكالية كبيرة، فنحن نتأخّر عوض أن نتقدّم، وفي الإطار القانونيّ عقد الزواج هو عقدٌ رضائي، يتمّ برضى طرفَين راشدَين وكاملَي الأهليّة، فكيف يمكن لطفلة في التاسعة من عمرها أن تتزوّج؟».

يُعدّ قانون الأحوال الشخصيّة العراقيّ من أفضل القوانين في المنطقة. وفي هذا الصدد أثنت ياقو على إقرار المحكمة الاتحاديّة بحاجة المادة 41 من الدستور إلى تعديل، وشرحت: «ما يعني عدم جواز الاستناد إليها في تعديل قانون الأحوال الشخصيّة، إذ لا يمكن استصدار قانون يفتقد الأساس الدستوريّ».

الجدير بالذكر أنّ البطريرك الكلدانيّ الكاردينال لويس روفائيل ساكو أشار في لقاءٍ تلفزيوني سابق  إلى هذه التعديلات. وذكّر باقتراحه أن يكون القانون مدنيًّا موحّدًا يشمل الجميع بمختلف انتماءاتهم الدينيّة كحال الدول المتحضّرة.

وأكّد أنّ المسيحيّة تساوي في الميراث بين الرجل والمرأة، «ولا نعتبر المرأة ناقصة عقل أو دين». وأشار إلى عدم سماح الكنائس في العراق بتزويج الفتيات القاصرات دون سن 18 عامًا. وشدّد على أنّ المسيحيّين ليس لديهم طلاق، لأن الزواج المسيحيّ ليس عقدًا بل عهدٌ أبديّ لا ينفصم، باستثناء حالاتٍ لم يُبنَ فيها الزواج على أسُس صحيحة، فيُمنح طرفاه بطلان زواج.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته