الكنيسة السريانيّة الكاثوليكيّة في بغديدا تطلِق مشروعًا زراعيًّا يعمّق ارتباط الشباب بأرضهم

بغديدا, الخميس 14 نوفمبر، 2024

أطلقت الكنيسة السريانيّة الكاثوليكيّة في بغديدا-قره قوش العراقيّة مشروعًا زراعيًّا رائدًا يوفّر فرص عملٍ لشبابها ويوطّد ارتباطهم بأرض آبائهم وأجدادهم.

وقال الأب عمّار ياكو، مؤسّس مشروع البيوت الزجاجيّة الزراعيّ والمشرف عليه، في حديث إلى «آسي مينا» إنّ الكنيسة تبنّت فكرته في تأسيس هذا المشروع الرائد، بدعمٍ من منظمّة فوكسيف الإيطاليّة، لتوفير فرص عملٍ لشباب البلدة من مختلف الانتماءات.

وأبرزَ ياكو إسهام الكنيسة بتقديمها أرضًا تمتلكها لإقامة عشرين بيتًا زجاجيًّا عليها، كخطوةٍ أولى في المشروع. كما تابعت مع الجهات الحكوميّة استحصال الموافقات الرسميّة اللازمة.

ونوّه بالدعم المتميّز المقدَّم من منظمّة فوكسيف وتبنّيها المشروع،  إذ «حفرت بئرًا لتوفير المياه للزراعة، وأسّست منظومة خلايا شمسيّة لتوفير الكهرباء، وشيّدت مخازن وملحقات أخرى. فضلًا عن توفيرها البيوت الزجاجيّة وجميع مستلزمات الزراعة من بذور وأسمدة».

يعمل ثلاثة أشخاص في كلّ بيت، فيوفّر المشروع بذلك فُرص عملٍ لستين شابًّا، ما يعني مصدر دخلٍ لستّين عائلة، فضلًا عن الإداريّين والحرّاس. وفصّل ياكو: «يتولّى الشباب زراعة خضراوات موسميّة متنوّعة، وجنيها وتسويقها، ليعود الرَّيْع بأكمله إليهم».

لا تقتصر فائدة المشروع على العاملين فيه، إذا يسهِم توفير الخضراوات في خفض أسعارها في السوق المحلّية ما يساعد العائلات محدودة الدخل على الاكتفاء، ويوفّر مصدر غذاءٍ لأبناء المنطقة بأسرها.

وضمن سعيه إلى تطوير المشروع مستقبلًا، قال ياكو: «نجتهد أيضًا في إنشاء معملٍ لتربة "البيتموس" فنوسّع من خلاله مشروع البيوت الزجاجيّة بزراعة محاصيل جديدة كالفراولة، وتسويق الفائض لأصحاب المشاتل والحدائق».

وأردف: «نحن بصدد زراعة قرابة مئتي شجرة دائمة الخضرة لتسهم في الحفاظ على البيئة عبر دورها في تنقية الهواء وتثبيت التربة وزيادة المساحة الخضراء».

الجدير بالذكر أنّ المشروع لا يخدم الشباب المسيحيّ حصرًا، بل تستفيد ثلاث عائلات مسلمة من توفيره فرصة عمل لثلاثة شباب مسلمين أيضًا.

ودعا ياكو المنظمّات الإنسانيّة إلى دعم مشاريع إنتاجيّة مماثلة والإسهام في تطوير القائم منها، لخدمة الأرض والإنسان. كما شجّع أهالي بغديدا على استثمار أراضيهم بالشكل الأمثل والاستفادة من التقنيات الحديثة.

رغم أهمّية توفير فرص عملٍ ومصدر رزقٍ للشباب، يهدف المشروع إلى تعميق شعورهم بقيمة الأرض، وتوجيه أنظارهم إلى فهمٍ أعمق لفكرة العلاقة التبادليّة بين الأرض السخيّة ومن يفلحها.

وختم ياكو: «أرضنا خصبة وشبابنا معطاؤون، وكلّما خدموا الأرض بكدٍّ وتعب أعطتهم من طيبات ثمارها،  فيتوطّد ارتباطهم بأرض آبائهم وأجدادهم رافضين تمامًا التخلّي عنها وهجرها».