الخميس 14 نوفمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

من كندا إلى لبنان الجريح... شهر التراث ثابت

ملصق للسفارة اللبنانيّة-أوتاوا يجسّد رمزيّة شهر التراث اللبنانيّ في كندا/ مصدر الصورة: السفارة اللبنانيّة-أوتاوا

تتواصل جلجثة لبنان مع الحرب، ومعها تتواصل آلام الصامدين في وطنهم والبعيدين عنه. بقلقٍ كبير وصلوات كثيرة ودعم متشعّب يواكب المغتربون أوضاع بلدهم وأهلهم. عيونهم وقلوبهم هناك مهما طالت المسافات. صمتت الحياة ظرفيًّا في أجزاء واسعة من البلاد، لتنبض في شوارع كندا طوال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

للعام الثاني على التوالي، تحيي كندا شهر التراث اللبناني، وهو الشهر الذي يحتفل فيه لبنان بعيد استقلاله (22 منه). ففي يونيو/حزيران 2023، أقرّ البرلمان الكندي تسمية نوفمبر/تشرين الثاني «شهر التراث اللبناني». وقد نبع هذا القرار من مشروع قانون دعمته النائبة (من أصل لبناني) في مجلس العموم الفدرالي لينا متلج دياب وساندها في ذلك نوابٌ آخرون من أصول لبنانيّة.

وهذا العام يحتفل اللبنانيون المنتشرون في مدن كندية عدّة بتراث بلدهم بإيقاع مختلف. إيقاع ينطوي على مزيج متناقض من الألم والأمل. مزيج من الفخر بتراث وطن الآباء والأجداد، والقلق على وطن الآباء والأجداد. مزيج من الفرح برفع العلم اللبناني في أرجاء كندا، والخوف على مصير الأحبّة الغارقين في ظلمة حربٍ بلا أفق.

العلم اللبنانيّ يحلّق أمام البرلمان الكنديّ. مصدر الصورة: جوني خوري/من منصّات أبرشيّة مار مارون-كندا

ومن بين الأنشطة التي تخلّلها هذا الشهر، رفع العلم اللبناني أمام البرلمان الكندي بمبادرة من دياب وبالتعاون مع السفارة اللبنانية في كندا، بحضور العشرات من أبناء الجالية اللبنانية. وشارك في الحفل راعي أبرشية مار مارون في كندا المطران بول-مروان تابت. ونشرت الأبرشيّة على حساباتها عن المناسبة، وأرفقت الخبر بصلاة من أجل لبنان: «نصلّي كي يعود السلام الى وطننا الحبيب وينعمَ أهله بالطمأنينة والأمان». وترافق الحدث مع دعوة اللبنانيين في عموم كندا إلى المشاركة في فعاليات هذا الشهر الذي يعكس صورة مشرقة عن حلاوة لبنان رغم بشاعة الحرب.

يُذكر أنّ بعد إقرار تخصيص هذا الشهر للتراث اللبناني العام الفائت، أطلّ رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بكلماتٍ تعكس تقدير بلاده للبنانيين. وقال في بيان: «شهر التراث اللبناني هو فرصة للاعتراف بإسهامات الكنديين اللبنانيين وتقديرها في البلد الذي نسمّيه وطننا بكل فخر. منذ القرن التاسع عشر، عندما جاء المهاجرون اللبنانيون الأوائل إلى كندا، حتى اليوم، مع وجود مئات الآلاف من الكنديين اللبنانيين المقيمين، شكّلت هذه الدياسبورا النابضة بالحياة جزءًا لا يتجزأ من الفسيفساء الثقافية الغنية لكندا. فقد أسهموا -وما زالوا- في جعل بلادنا أكثر تنوعًا وازدهارًا وشمولًا».

اللبنانيّون الموارنة في كندا

تجدر الإشارة إلى أنّ اللبنانيين الأوائل وصلوا إلى كندا قرابة العام 1884 وفقًا لموقع أبرشية مار مارون-كندا وكانوا من الروم الأرثوذكس. فيما ارتسمت الموجة الثانية من المهاجرين مع وصول الموارنة والروم الكاثوليك من مصر. أمّا موجة الهجرة الثالثة والأكثر ثباتًا فكانت من اللبنانيين الهاربين من الحروب. وتشكّلت غالبية المهاجرين من الموارنة الذين يعانون ظروفًا اجتماعية قاسية.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته