الفاتيكان يفتح أبواب بازيليك القدّيس بطرس للعالم عبر الذكاء الاصطناعيّ

روما, الثلاثاء 12 نوفمبر، 2024

للحجّاج وعشّاق الفنّ الراغبين في زيارة بازيليك القديس بطرس الفاتيكانيّة وغير القادرين على السفر إلى روما، بات هناك حلّ. فقد أعلن الفاتيكان عن إطلاقه خدمات جديدة مبرمجة عبر الذكاء الاصطناعي تُتيح للجميع الوصول افتراضيًّا إلى كنوز البازيليك المعماريّة. 

بالتعاون مع شركة مايكروسوفت وشركة إيكونام المتخصّصة في رقمنة المواقع التراثيّة، يُطلق الفاتيكان موقعًا إلكترونيًّا تفاعليًّا جديدًا بدءًا من الشهر المقبل، ونسخة رقميّة من البازيليك، ومعرضَيْن مدعومَيْن بالذكاء الاصطناعي. وقد بُني نموذج ثلاثي الأبعاد للبازيليك بعد مسح تفاصيلها المعماريّة والفنّية باستخدام كاميرات وليزر وطائرات تصوير من دون طيار حلّقت ليلًا لمدّة 4 أسابيع داخل الكنيسة والتقطت أكثر من 400,000 صورة فوتوغرافيّة.

تهدف هذه المبادرة، المصمَّمة بصورة خاصّة ليوبيل 2025، إلى جعل البازيليك متاحة للجميع حول العالم. وشرح الكاردينال ماورو غامبيتي، رئيس كهنة البازيليك، في خلال مؤتمر صحافي احتضنته دار الصحافة الفاتيكانيّة أنّ هذا الابتكار يُظهر رغبة الكنيسة في إيصال إيمانها من خلال لغات العصر والسياق الثقافي. كما شبّه غامبيتي هذه التجربة الجديدة بالتأمل في سماء مرصعة بالنجوم في ليلة صيفيّة. وقال: «الأدوات الجديدة تعمل كالتلسكوب أو المركبة الفضائيّة لتحسين الرؤية».

وأشار الكاردينال إلى توفّر برامج تعليميّة وبثّ لاحتفالات البازيليك وبودكاست مع تأمّلات، وغيرها من الخدمات الرقميّة. وأردف أنّ النظام الرقمي يجمع بين التكنولوجيا، وينظّم الأنشطة ويبسّطها، ويمكنه أن يساعد كل حاجّ في عيش تجربة البازيليك بجوهرها الروحي. ورأى أنّ البوابة الرقميّة تهدف إلى مرافقة الزائر حتى عتبة المركبة التي ستقوده نحو تجربة روحيّة. وسيتمكّن الحاج من ركوب سفينة الكنيسة التي يقودها المسيح، وقبطانها بطرس مع خلفه فرنسيس، وبحّارتها هم الأشخاص في داخل البازيليك: الكهنة والمرشدون المعتمدون والحجّاج والمتاحون عبر المجال الرقمي.

يُذكر أنّ البابا فرنسيس شجّع، في خلال مقابلة خاصّة مع تقنيّي مُحتَرَف القديس بطرس وشركائه، على تبني تقنيات تعزّز وعي الناس لقدسيّة المكان وكونه مساحة للتأمل. كما طلب منهم استخدام الأدوات المتقدّمة بأسلوب تبشيريّ لا سياحيّ والاستثمار في وسائل جديدة لعرض إيمان الكنيسة والثقافة التي شكّلتها.

وذكّر الحبر الأعظم بأنّ على مر القرون، عملت الفنون النحتيّة والتشكيليّة والمعماريّة لخدمة شعب الله باستخدام أفضل التقنيّات المتاحة في ذلك الوقت. ودعا الحاضرين إلى اختيار ما يُسهم في التقدّم بالحياة الرسوليّة.