الأحد 8 ديسمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

شاهدة على تاريخ مصر المسيحيّ… كاتدرائيّة سيّدة الانتقال تحتفل بعامها الـ170

كاتدرائيّة سيّدة الانتقال-القاهرة/ مصدر الصورة: الأب وليم لبيب فلتس الفرنسيسكانيّ

«أمّ الكنائس الكاثوليكية ليس في القاهرة فحسب بل في مصر كلّها»… بهذه الكلمات وصف  الأب وليم لبيب فلتس الفرنسيسكاني كنيسة سيدة الانتقال في حي الموسكي-القاهرة. يأتي ذلك تزامنًا مع احتفال الكنيسة أمس بمرور 170 سنة على بنائها الحالي في قداس إلهي ترأسه النائب الرسولي للاتين في مصر المطران كلاوديو لوراتي.

وعلى مثال العذراء التي تصورها الأيقونة المركزية في الكنيسة، وكعادة الأمّ التي تلمّ أولادها، اجتمع بروح مسكونية مؤمنون وإكليروس من طوائف كاثوليكية مختلفة، بحضور عدد من أساقفة الكنيسة القبطية الكاثوليكية ومطرانَي الموارنة والسريان الكاثوليك في مصر، والخادم الإقليمي للرهبنة الفرنسيسكانية فيها. كما كان لافتًا حضور نائب حارس الأراضي المقدسة الأب إبراهيم فلتس.

وأوضح الأب وليم فلتس لـ«آسي مينا» أنّ الغاية من الاحتفال هي التذكير بالحضور الفرنسيسكاني في مصر، والذي يعود إلى العام 1219 مع مجيء القديس فرنسيس الأسيزي إلى مصر ومقابلته الملك الكامل في دمياط.

لوحة تُجسّد انتقال العذراء مريم إلى السماء وهي هديّة من إمبراطور النمسا فرانز جوزيف. مصدر الصورة: الأب وليم لبيب فلتس الفرنسيسكانيّ

وأضاف: «يتزامن احتفالنا مع مناسبة أخرى هي مرور 800 سنة على ظهور جراحات فادينا على جسد فرنسيس. ويزخر أحد جوانب صحن الكنيسة بمذبح لإكرام قديسنا، يضمّ لوحة تمثل نيله الجراحات من المصلوب الذي ظهر له على هيئة ملاك سيرافيم؛ إذ إنّ فرنسيس طلب من ربّنا أن يختبر آلام المسيح عينها وأن يحبّ البشرية كحبّه العظيم لها».

وكشف الأب وليم أنّ «الكاتدرائية الحالية ليست إلا البناء الثالث، أمّا الأول -وكان حينها كنيسة صغيرة- فيعود إلى العام 1632، بعدما وهب قنصل البندقية الرهبان الفرنسيسكان أرضًا مجاورة لبيته».

وتابع: «في زمن لاحق بنى في القاهرة رهبان دير الموسكي كلًّا من كنيسة سان جوزيف (وسط البلد)، وكنيسة سيدة جبل الكرمل (حي بولاق أبو العلا)، وكنيسة القديس أنطونيوس البدواني (شارع المنسي)».

من القدّاس الاحتفاليّ في كاتدرائيّة سيّدة الانتقال-القاهرة احتفالًا بمرور 170 سنة على بنائها. مصدر الصورة: الأب وليم لبيب فلتس الفرنسيسكانيّ

وختم الأب وليم: «من أهم الأعمال التي اضطلع بها رهبان الدير تكوين الإكليروس القبطي الكاثوليكي، إذ مدّوا لهم يد العون، وبادروا بإرسالهم إلى إيطاليا للتعلّم، ومن ثم العودة للبدء بتشكيل الرعايا. حتى إنّ الرهبنة أهدت جزءًا من مبناها إليهم (كنيسة العائلة المقدسة اليوم). وعمومًا شكّل دير الموسكي نقطة انطلاق لعدد من الرهبانيات والطوائف الكاثوليكية الشرقية لتؤسّس مراكزها الأولى في البلاد».

تجدر الإشارة إلى أنّ دير الموسكي شكّل أكبر مرجعية للأجانب الوافدين بكثرة إلى مصر كالإيطاليين والفرنسيين والمالطيين وغيرهم، خصوصًا منذ زمن محمد علي باشا، لكن في خمسينيات القرن الماضي ولظروف سياسية رحل غالبية هؤلاء. مع ذلك، لم يستسلم الرهبان للواقع، فسارعوا إلى تأسيس المركز الفرنسيسكاني للدراسات الشرقية المسيحية، إحدى أهم المنارات العلمية والثقافية في العالم العربي.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته