أمسية تراتيل مريميّة في بغداد احتفالًا بختام شهر الورديّة

بغداد, الجمعة 1 نوفمبر، 2024

احتفالًا بختام شهر الورديّة المقدّسة، أحيت الأخت نرجس حنطي من رهبانيّة بنات قلب يسوع الأقدس أمسية تراتيل مريميّة حملت عنوان «مريم مَلكة السّلام»، مساء أمس في كنيسة مار توما الرسول الكلدانيّة في بغداد بحضور عدد من الآباء الكهنة والرهبان والراهبات وحشد المؤمنين.

وقدّمت حنطي، بمصاحبة العازف دانتي حكمت، باقة مختارة من التراتيل المريميّة، تنوّعت لغاتها بين العربيّة والسورث والكلدانيّة واللاتينيّة، لكنّها توحّدت في تكريم العذراء وابنها الإلهيّ. وتخلّلتها تأمّلات من كتابات الآباء والبابوات تتغنّى بالعذراء وتطلب شفاعتها لأجل السلام في العالم.

وقالت حنطي في حديث إلى «آسي مينا» إنّ فكرة الأمسية انطلقت من توجيه الأب حنا قلّو راعي كنيسة مار توما الرسول في بغداد، الدعوة إليها لترافق بتراتيلها صلوات المؤمنين على نيّة السلام، بمناسبة ختام شهر إكرام الورديّة المقدّسة.

ورافق الحاضرون حنطي مرتّلين، في خلال الأمسية، لا سيّما التراتيل الشعبيّة التي يواظب المؤمنون على تلاوتها يوميًّا. «فالصلاة من أجل السلام تجد عنفوانها حينما يصلّيها الشعب نفسه، متضرّعًا إلى العذراء، أم الله، لتتشفّع لدى ابنها ليمنح عالمنا السلام، وبخاصّةٍ في الشرق الأوسط، وعراقنا تحديدًا، ويُبطل الحروب التي تهدّد وتقتل كلّ ما خلقه ربّنا من جمال»، بحسب حنطي.

وأعربت عن سعادتها بالعودة إلى الترتيل في مدينتها الأمّ بغداد بعد قرابة 20 عامًا، «اختبرت فيها دعوتي للتكريس ومحبّة الله وعطاياه ومواهبه، التي أهّلتني لأقف اليوم على مذابحه لأسبّحه وأمجّده».

وأشارت حنطي إلى تأثّرها البالغ بترتيلة «أيّتها البتول مريم، إنّي أسلّم ذاتي إلى رأفتِكِ» وكلماتها المعبّرة التي كتبها القدّيس توما الأكويني. وأردفت: «حينما أرتّلها طالبةً شفاعة أمّي العذراء، أشعر بأنّني أتحدّث إليها وبأنّها تسمعني وستحدّث قلب ابنها عنّي. وهي التي رافقتني دومًا، في أجمل أيّام حياتي وأصعبها، وأحاطتني بمحبتها، وعلّمتني أن أعلن ما صنع الربّ لي من عظائم».

منذ صغرها، كرّست حنطي موهبتها في الترتيل لتمجيد الله، وفي هذا الإطار تقول: «موهبتي نعمة من الربّ، وبعد دراستي الموسيقى، أصبحت رسالتي التي من خلالها أعلن سرّ محبّة الله وأسعى لإيصاله إلى قلب كلّ إنسان ليتشجّع ويقترب من قلب يسوع وأمّه العذراء».

جدير بالذكر أنّ الكنيسة الكاثوليكيّة تخصّص شهر أكتوبر/تشرين الأوّل كلّ عام لتكريم المسبحة الورديّة.