حمص, الأربعاء 30 أكتوبر، 2024
حرائق كارثيّة في وادي النصارى السورية-ريف حمص، زرعت في أرضها الرماد بدلًا من الخضرة وفي سمائها السواد بدلًا من الزرقة. مشهد استمرّ أربعة أيام قبل أن تتمكّن الجهات المحلّية والحكومية من إخماد النيران التي لم تؤذِ الطبيعة فحسب، بل أصابت أرزاق الأهالي بعدما التهمت مزروعاتهم وبخاصّة أشجار الزيتون، الرمز السوري-المسيحي المشترك.
وفي حديث خاص إلى «آسي مينا» أكد كاهن دير القديس بطرس للروم الملكيين الكاثوليك في بلدة مرمريتا السورية الأب وليد اسكندافي عدم وقوع أي حالات وفاة أو احتراق للبيوت، لكن وُجدت بعض حالات من الاختناق وضيق التنفس أغلبها لعناصر الدفاع المدني، وقد تلقّوا العلاج اللازم.
وكشف اسكندافي أنّ الحرائق وقعت على مرحلتين؛ الأولى بدأت يوم السبت الفائت واستمرت يومين في البلدات والقرى الشرقية لوادي النصارى مثل بحّور وعين الغارة وبلاط والجوانيات والمزينة ووصلت حتى منطقة ضهر القصير. وقد شاركت في إخمادها فرق عدة من الدفاع المدني من محافظات حمص وطرطوس وحماة، إضافة إلى مشاركة كثيفة من مروحيات الإطفاء.
أما المرحلة الثانية فاندلعت أمس الأول في أراضٍ زراعية تابعة لبلدية حب نمرة وامتدت إلى أراضي مرمريتا وتنورين، وقد تسبّب بها أحد الفلاحين بعد إشعاله بعض الأغصان اليابسة لتسخين إبريق الشاي. وعلى غفلة منه، امتد الحريق على مساحات كبيرة من الأراضي تُقدَّر بأكثر من 10 هكتارات، معظمها مزروعة بأشجار الزيتون (موسم قطافه حاليًّا) والباقي أشجار حرجية.
ونبّه اسكندافي إلى أنّ هذه الحرائق تتكرر في مثل هذا الوقت من كل عام، وتسهم في ازديادها وعدم السيطرة عليها بالسرعة المطلوبة عوامل عدة؛ كالرياح الشديدة الجافة، وعدم تنظيف الأراضي من الأعشاب اليابسة، وصعوبة الوصول إلى الأماكن المتضررة بسبب قلة الطرق الزراعية أو عدم وجودها.
وشكر اسكندافي محافظ حمص ونائبه ومدير ناحية الناصرة وجميع عناصر الشرطة والجيش والدفاع المدني الذين بذلوا جهودًا متواصلة على مدار الساعة للسيطرة على النيران. كما ثمّن جهود إدارة جامعة الحواش بعد إرسالها عشرات الطلاب مع سيارات الإسعاف إلى المواقع المتضررة.
من جهته طالب رامي حبيب الشمالي (من أهالي بلدة حب نمرة) المعنيين عبر «آسي مينا» بفتح طرق زراعية جديدة، والعمل على تحسين ما أُنجز منها وصيانتها بشكل دوري لتكون جاهزة لأي حالة طارئة مستقبلًا. كما تمنى العمل بمقترح قديم يتعلق بإنشاء مركز إطفاء في وادي النصارى.
تجدر الإشارة إلى تضافر جهود أهل المنطقة في التعامل مع هذه الكارثة كلّ بحسب إمكانياته، سواء بالمشاركة في عمليات الإطفاء، أم بنشر التوعية على منصات التواصل الاجتماعي، أم بتقديم الأدوية اللازمة والطبابة مجّانًا. كذلك أسهمت كنائس المنطقة بقدر استطاعتها، منها تزويد رعية المزينة للروم الأرثوذكس أكثر من 20 آلية إطفاء بالوقود.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته