الأحد 24 نوفمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

كيف تربّي العائلة أولادها تربيةً مسيحيّةً وسط صخب العالم؟

تواجه العائلات صعوبات في تعزيز الإيمان والأخلاق المسيحيّة لدى أبنائها/ مصدر الصورة: osobystist/Shutterstock

تواجه العائلات صعوبات في تعزيز الإيمان والأخلاق المسيحيّة لدى أبنائها، في عالمٍ تسوده تأثيرات مناقضة لتلك القيم والمبادئ. فهل باتت مهمّة العائلة المسيحيّة في تربية الأولاد على تلك القيَم، شبه مستحيلة؟

حاورَت «آسي مينا» المطران د. يوسف توما راعي أبرشيّة كركوك والسليمانيّة الكلدانيّة، مستفسرةً: كيف يمكن للعائلة أن تجعل صوت الإيمان أكثر جذبًا من صخب العالم؟

أوضح توما أهمّية التنبّه أوّلًا إلى مسألة أنثروبولوجيّة-إنسانيّة، في أساس المسيحيّة، مبنيّة على معرفة: لماذا نحن في هذا العالم؟ لماذا خُلِقنا؟ مع من نسير؟ وإلى أين سنصل؟ «إنها دعوة إلى الإحاطة بالماضي والحاضر والمستقبل».

تقلُّبٌ في نهر الحياة الهائج

بيّن توما أنّ الناس كثيرًا ما يقعون ضحايا سوء الفهم، فلا يدركون معنى حياتهم ولا يتّخذون الوسائل لتحقيقها، «بل يدمنون عادات وتبعيّات وتكرارات، ولا يتدرّبون على توقّع ما سيحدث في خلال مسار حياتهم. كالمُبحِر بقاربٍ بلا دفّة ولا مجذاف، متقلِّبًا في نهر الحياة الهائج، غير مدركٍ مصيره، إذ لا يرى الجُرف المقصود، رغم تشبّثه بقاربه».

واسترسل: «هنا نفهم قول المسيح: "من فقد حياته وجدَها"، أي التربية على التخلّي والتدرّب عليه؛ فلنتأمّل الفِطام، أوّل أشكال التخلّي، الذي ستعقبه تخلّيات أخرى محصِّنة ضد كلّ إدمان وتبعيّة وتعلّق مفرط وتصديق ساذج».

الإيمان هو التجلّي

أكّد توما أهمّية القبول بالانسحاب عندما يحين الوقت، لتخفيف أحمال الرحلة، مستشهدًا بكلمات أحد آباء الكنيسة «الإيمان  هو التجلّي، وليس هناك تجلٍّ بلا تخلٍّ». 

وقال إنّ تماسك عائلاتٍ وسط صخب العالم، يقابله عدم استعداد كثيرين اليوم للتضحية وافتقادهم الصبر أمام الصعوبات؛ فكَثُر التراجع والتخلّي عن الالتزام، في عالمٍ تسوده الأنانيّة والنرجسيّة واللهاث وراء سراب المظاهر والسطحيّة. واستدرك: «يبرز هنا دور التكريس الذي عناه يسوع "كَرِّسْهُم بالحَقّ. إِنَّ كلِمَتَكَ حَقّ"، ودعا إليه تلاميذه ومن سيعقبهم، والذي يعني النظر إلى هدفٍ يأخذ بمجامع القلب والوقت».

لا ينفي توما حاجة الآباء أنفسهم إلى إعادة تنشئتهم مسيحيًّا ليضطلعوا بمسؤولياتهم ويتغلّبوا على التحدّيات، التي يراها أشبه بـ«قطعة غيمة سوداء بينك وبين الشمس، تحجب ضياءها عنك». ويتمّ ذلك عبر تحجيم العادات السيّئة وأشكال الإدمان الحاجبة للرؤية الواضحة، وتجنّب التهوّر في اتّخاذ القرار، والتردّد المانع لاتّخاذه.

معنى حياة الإنسان يكمن خارجها

عبر دراسته علمَي اللاهوت والأجناس البشريّة، خلص توما إلى اشتراكهما في تأكيد أنّ الإنسان لم يُخلَق من أجل ذاته، بل يكمن معنى حياته خارجها. «فاللاهوت يراه في حبّ شخص أو شيء (هواية، فن)، ما يمنح سعادة العطاء ورؤيةً واضحة قوامها "مواهب الروح القدس". وباحثو علم الإنسان يرون أنّ ولادة الجنس البشري تحقّقت حين اعتنى بالأضعف والأفقر، وهذا ما تحكيه بقايا عظام مكسورة شفيَ أصحابها بفضل مساعدة آخرين فلم يموتوا، وذلك لا يحدث في عالم الحيوانات».

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته