روما, الأحد 20 أكتوبر، 2024
ترأّس البابا فرنسيس صباح اليوم قدّاسًا في ساحة القديس بطرس-الفاتيكان رفعَ في خلاله إلى مجد المذابح قديسين جُددًا من بينهم «شهداء دمشق»، الإخوة المسابكيّون الموارنة الثلاثة. وقال: «لنطلب بثقة شفاعة القديسين الجدد كي نتمكّن نحن أيضًا من اتّباع المسيح في الخدمة وكي نصبح شهود رجاء للعالم».
كما طلب الأب الأقدس مواصلة الصلاة من أجل الشعوب التي تعاني بسبب الحروب في فلسطين وإسرائيل ولبنان وأوكرانيا والسودان وميانمار.
وبمناسبة اليوم الإرسالي العالمي، أشار فرنسيس إلى أنّ الإعلان الرسولي هو دعوة الجميع إلى اللقاء الاحتفالي مع الربّ الذي يحبّنا ويريدنا أن نشارك في فرحه العرسي. وأضاف: «كما يعلّمنا القديسون الجدد، كلّ مسيحي مدعوّ إلى المشاركة في هذه الرسالة العالميّة من خلال شهادته الإنجيلية في كلّ بيئة... فلندعم، بصلواتنا ومساعدتنا، كلّ المرسلين الذين غالبًا بجهد كبير، يحملون الإعلان المضيء للإنجيل إلى جميع بقاع الأرض».
واعتبر البابا أنّ هؤلاء القديسين الجدد عاشوا أسلوب يسوع: الخدمة. لم يُغذِّ الإيمان والرسالة اللذان حملوهما في قلوبهم أيّ رغبات دنيوية أو هوس بالسلطة، بل على العكس، أصبحوا خدّامًا للإخوة، مبدعين في فعل الخير، ثابتين في مواجهة الصعوبات وكرماء حتّى النهاية.
وشرح الحبر الأعظم أنّ يسوع يكشف الأفكار والرغبات والتصوّرات التي نحملها في قلوبنا، وأحيانًا توقّعاتنا في المجد والسلطة والقوّة. كما يساعدنا على التفكير ليس وفقًا لمعايير العالم، بل وفقًا لأسلوب الله. وأضاف أنّ باتباع يسوع والسير على خطاه، وقبول عطية محبّته التي تحوّل طريقة تفكيرنا، يمكننا أن نتعلّم أسلوب الله: الخدمة.
وأردف: «هذا ما يجب أن نتوق إليه: ليس السلطة، بل الخدمة. الخدمة هي أسلوب الحياة المسيحيّة... الخدمة تنبع من المحبّة، والمحبّة لا تعرف حدودًا، ولا تحسب الحسابات، بل تُبذل وتُعطى. ولا تقتصر على إنتاج نتائج، ولا مجرّد أداء موقّت، بل هي شيء ينبع من القلب، قلب متجدّد بالمحبّة وفي المحبّة».
وذكر الأب الأقدس أنّ عندما نتعلّم أن نخدم، كلّ فعل من الاهتمام والعناية، وكلّ تعبير عن الحنان، وكلّ عمل من أعمال الرحمة، يصبح انعكاسًا لمحبّة الله. وهكذا نواصل عمل يسوع في العالم.
وختم فرنسيس عظته: «في هذا السياق، يمكننا أن نتذكّر تلاميذ الإنجيل، الذين يُعلَنون قديسين اليوم. على مدى تاريخ الإنسانيّة المضطرب، كانوا خدّامًا أوفياء، رجالًا ونساءً خدموا في الشهادة والفرح، مثل الأخ مانويل رويز لوبيز ورفاقه. هم كهنة ومكرّسات مفعمون بالحماس الرسولي، مثل الأب جوزيبي ألّامانو، والأخت باراديس ماري ليوني، والأخت إيلينا غيرا».
وشاركت في القدّاس شخصيّات مهمّة، من بينها البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي. وحضرت الحشود اللبنانيّة بقوّة في الساحة الفاتيكانيّة ورفعت علم بلدها المتألّم. ومن بين الحاضرين نادين شحادة، لبنانيّة من طائفة الروم الملكيين. وقالت من قلب المناسبة: «حدثٌ مماثل يمنحنا الأمل. قدّيسونا هم أملنا الوحيد في منطقتنا، الشرق الأوسط. مع قديسين جدد، لدينا أمل جديد».
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته