إزمير, الثلاثاء 15 أكتوبر، 2024
نظّمت أبرشية إزمير اللاتينية الكاثوليكية ندوةً يومَي 11 و12 أكتوبر/تشرين الأول 2024 بمناسبة الذكرى المئوية الثانية لوفاة آن كاترين إيمريك والذكرى العشرين لتطويبها. وشارك في الحدث السفير البابوي في تركيا المطران ماريك سولتشينسكي، ورئيس أساقفة أبرشية إزمير اللاتينية الكاثوليكية المطران مارتن كميتيك.
حضر الندوة قرابة 80 شخصًا من مدن تركية مختلفة، ومن بلدان أخرى مثل فرنسا، وألمانيا، وسويسرا، والنمسا، وإيطاليا، وكندا، والولايات المتحدة.
افتُتِحَت الندوة في كنيسة القديسة هيلانة في كارشياكا-إزمير. وتكلّلت أعمال اليوم الأول بحفل موسيقي مساءً في كاتدرائية القديس يوحنا. وفي اليوم التالي، التأمت الأعمال في بيت مريم العذراء في أفسس. وقدّمت أبرشية مونستر الكاثوليكية الألمانية ذخائر الطوباوية إيمريك إلى أبرشية إزمير. واختُتِمَت أعمال الندوة بعيد والدة الإله في المكان نفسه.
وفي خلال الندوة، تناول المتحدثون سيرة إيمريك ورؤاها عن السنوات الأخيرة من حياة العذراء مريم ووفاتها في أفسس. كما ذكروا سيرة حياة الأخت ماري دو ماندا غرانسيه، من راهبات المحبة وبعثة اللعازريين في إزمير.
وأوضح الأب أدريان باسيو، كاهن رعية كارشياكا أنّ إيمريك، التي ولدت عام 1774، لم تتخصّص يومًا في الكتاب المقدس أو في تاريخ الكنيسة، بل كانت راهبةً منفتحةً على إلهام مريم العذراء.
وتولّى صديق الطوباوية آنذاك الكاتب كليمان برنتانو وطبيبه ويليام ويسنر نقل تفسيرات الرؤى بالتفصيل. ولا تزال المدوّنات والمخطوطات الأصلية المحفوظة في مكتبة الأسقفية في فرانكفورت أم ماين الألمانية مثيرةً للدهشة، إذ يصل حجم الكتب إلى أكثر من مترٍ مُكعّب.
وتذكر هذه الكتابات ظهور جراحات المسيح على جسد إيمريك التي اقتاتت لسنوات عدة من الخبز الإفخارستي حصرًا. وقد تُشكّل هذه العلامات العجائبية المذكورة مرجعيّة روحية لصحّة كلماتها.
كانت إيمريك تجهل الدراسات التاريخية والآراء المتعلقة بأيام مريم الأخيرة في مكانَين مختلفَين وفقًا للتقليدَيْن الكنسيَّيْن. ويعود تقليد أفسس إلى طلب يسوع المسيح من يوحنا الرسول: «وقالَ لِلتلميذِ: هذِهِ أُمّكَ. فأخَذَها التّلميذُ إلى بَيتِه مِنْ تِلكَ السّاعَةِ. (يو19: 27)». ويُعدُّ إذًا تقليد أفسس أقدم من تقليد القدس.
وقد مرّت 70 سنة على رؤى إيمريك وكتاباتها واكتشاف المنزل الحجري الذي أمر يوحنا الرسول ببنائه لمريم على جبل بلبل داغي، بالقرب من أنقاض أفسس.
وأشار أحد المتحدّثين إلى جانبَين أساسيّين يوضحان مكانة إيمريك وكتاباتها في الكنيسة: أولًا، أخبرت الطوباوية عن رؤاها بشأن أيام مريم الأخيرة في أفسس، بما في ذلك وفاتها وارتفاعها إلى السماء. ووصفت هذه الرؤى بأدقّ التفاصيل في أغسطس/آب 1821، حتّى قبل إعلان عقيدة الحبل بلا دنس عام 1854. وقد أحدثت رؤاها تأثيرًا دائمًا في الكنيسة، وأصبحت شكلًا من أشكال التأمل والصلاة. وكشفت للمؤمنين أسرار الإيمان، ورسّخت حقيقةً عميقةً داخل الكنيسة: «قانون الصلاة هو قانون الإيمان».
ثانيًا، على الرغم من أنّ كتابات إيمريك ليس لها منحًى تاريخي أو لاهوتي أو أكاديمي بحت، فإنّ تأثيرها على المؤمنين لا يمكن إنكاره. إذ ينجذب المؤمنون إلى كتاباتها أو إلى مواقع مقدّسة مثل أفسس، ويتردّد صدى كتاباتها في قلوب أبناء الله؛ فهي توجّههم في مسيرتهم الروحية وتعزز إيمانهم.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته