جونيه, الاثنين 14 أكتوبر، 2024
دفعت الحرب والنزوح، وقبلهما الأزمة الاقتصاديّة، نظام التعليم في لبنان إلى حافة الانهيار. تحوّل نحو نصف عدد المدارس الرسميّة في لبنان إلى مراكز إيواء للنازحين، ما ترك كثيرين من التلامذة بلا تعليم. وفي خضم هذا الواقع الكارثي، تحمل المدارس الكاثوليكيّة شعلة الأمل.
أكّد الأب معين سابا، رئيس معهد الرسل في جونية (جبل لبنان)، عبر «آسي مينا» أنّ نحو 75% من المدارس الكاثوليكيّة في لبنان فتحت أبوابها للتعليم هذا العام. وأضاف: «أغلقت المدارس الكاثوليكيّة أبوابها موقّتًا في بعض المناطق التي تعرّضت للقصف، فيما لا تزال بقيّة مدارسنا تدرّس حضوريًا؛ وإذا دعت الحاجة، سننتقل إلى نظام التعلُّم عن بُعد».
وشدّد سابا على أهمّية فتح المدارس الكاثوليكيّة، قائلًا: «كمسيحيين، نؤمن بأنّنا مدعوون إلى نشر الرجاء والحياة. ولا يمكن أن نجسّد ذلك إلّا من خلال العمل اليومي، سواء في حياتنا الشخصيّة أم في المجتمع. اليوم، يواجه لبنان تحدّيات كبيرة، ولكن من خلال التعليم لدينا فرصة لنشر الأمل... هذا نوع من أنواع الصمود المسيحي المبني على الإيمان بأنّ الربّ يسوع المسيح جاء، حتّى في أوقات الأزمات، ليساعد في نشر الرجاء والإيمان في المجتمعات البشريّة».
وكانت وزارة التربية والتعليم اللبنانيّة أشارت إلى أنّ نحو 40% من الطلّاب البالغ عددهم 1.5 مليون نزحوا بسبب الغارات الجويّة الإسرائيليّة. وأضاف سابا أنّ مدرسته استقبلت طلّابًا نازحين، ولكنّ «قدرتنا على المساعدة محدودة». وأردف: «الإنجيل يقول أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله. المؤسسات الحكوميّة لها دورها، وعندما يتعلّق الأمر بالنزوح فهو من مسؤوليّة الدولة... المساعدات الدوليّة التي تصل إلى لبنان هي للدولة أو للمنظمات غير الحكوميّة، وليست للمدارس الكاثوليكيّة. ليس المهم ما يصل من الخارج، بل ما يصل فعليًّا إلى النازحين».
وذكر سابا أنّ معظم المدارس الكاثوليكيّة تعاني بسبب الأزمة الاقتصاديّة، وأنّ مدرسته تقدم المساعدة في الرسوم الدراسيّة لنصف طلّابها: «المجتمع المسيحي غني بالإنسانيّة والإيمان والروح الوطنيّة، لكنّه منهار اقتصاديًّا. ومع ذلك، الطبيعة البشريّة تتغلّب على هذه الظروف، والناس يتشاركون ما يمتلكون».
ودعا سابا إلى حلول منهجيّة، مؤكّدًا الحاجة إلى تحرّك وطني شامل: «لبنان بحاجة إلى إنقاذ، وليس إلى المساعدات فحسب. يجب استعادة كرامة الوطن من خلال استعادة الدولة. فقدان الدولة أوصلنا إلى هنا... لبنان يدفع ثمن لعبة الكبار».
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته