الأحد 17 نوفمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

تصعيد بلا أفق في لبنان... وبكركي لن تتعب من طلب السلام

الراعي يترأّس القدّاس الإلهيّ في الصرح البطريركيّ-بكركي، لبنان/ مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة

تتّسع رقعة التصعيد العسكريّ في لبنان لتبلغ مناطق لم تكن واقعة ضمن نطاق الاستهداف وتحديدًا في محافظتَي جبل لبنان والشمال. مشهد يقابله احتدام المعارك بين حزب الله وإسرائيل في قرى الحدود الجنوبيّة، واشتداد وتيرة الغارات على البقاع مقابل تراجعها في الضاحية الجنوبيّة لبيروت.

على وقع غياب أيّ أفق منظور للحلّ الدبلوماسيّ مقابل استمرار دوّامة العنف، تصل المساعدات الإنسانيّة الخارجيّة إلى البلاد الغارقة في أزمة نزوح غير مسبوقة. أمّا حلول السماء فتبقى الملاذ الأخير لقلوبٍ تتمسّك بالرجاء وأفواه لا تفارقها الصلوات.

في غمرة هذه المشهديات المتكررة التي يعيشها لبنان منذ قرابة ثلاثة أسابيع، تواصل البطريركيّة المارونيّة دعوتها إلى وقف النار فورًا واستعادة السلام. لن تتعب بكركي من تكرار هذا الطلب، لن «نتعب نحن المسيحيين من طلب السلام» على ما أكّد الكاردينال بشارة بطرس الراعي في خلال قدّاس احتضنه الصرح البطريركي (بكركي) اليوم، مستعينًا بكلمات البابا فرنسيس.

وأضاف البطريرك المارونيّ: «وجّه قداسة البابا فرنسيس بتاريخ 7 أكتوبر/تشرين الأوّل الجاري رسالة إلى المسيحيّين في الشرق الأوسط قال فيها: "أُفكِّر فيكم وأُصلِّي من أجلكم. قبل سنة اشتعلت شرارة الكراهية، ولم تنطفئ بل تفجَّرت في دوامة من العنف، وسط العجز المخزي في الأسرة الدوليَّة والدول الكبرى عن إسكات الأسلحة ووضع حدٍّ لمأساة الحرب. الدماء تسيل، والدموع أيضًا. الغضب يتزايد، ومعه الرغبة في الانتقام، ويبدو أنَّ أحدًا لا يهتمُّ بما يريده الناس: الحوار، والسلام"».

وأردف الراعي نقلًا عن الحبر الأعظم: «لن أتعب من التكرار والقول إنَّ الحرب هزيمة، وإنَّ الأسلحة لا تبني المستقبل بل تدمِّره، وإنَّ العنف لن يجلب أبدًا السلام. وأنتم، أيُّها الإخوة والأخوات في المسيح الذين تسكنون في الأماكن التي تتكلَّم عليها الكتب المقدَّسة، أنتم قطيع صغير أعزَل، متعطِّش للسلام. شكرًا لكم على ما أنتم، شكرًا لأنَّكم تريدون البقاء في أراضيكم، شكرًا لأنَّكم تعرفون أن تصلُّوا وتحبُّوا رغم كلِّ شيء. أنتم بِذار أحبَّها الله، مغروسون في أراضيكم المقدَّسة، تصيرون براعم أمل، لأنَّ نور الإيمان يقودكم إلى الشهادة للحبّ بينما يتكلَّمون حولكم على الكراهية، وإلى اللقاء بينما يسود الصراع، وإلى الوحدة بينما يتحوَّل كلّ شيء إلى الخصام». وتابع: «نحن المسيحيّين يجب ألَّا نتعب من طلب السلام من الله. الصلاة والصوم هما سلاح الحبّ الذي يغيّر التاريخ».

وختم الراعي: «أيُّها الإخوة والأخوات في يسوع، أبارككم وأعانقكم بمودَّة، من كلِّ قلبي. لِتَحرسكُم سيِّدتنا مريم العذراء، سيِّدة السَّلام. وليَحمِكم القدِّيس يوسف، شفيع الكنيسة».

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته