الاثنين 18 نوفمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

من ذكرى أليمة إلى مصدر فرح… راني الغصين: بإيماني تخطّيتُ وجعي

الدكتور راني الغصين/ مصدر الصورة: الدكتور راني الغصين

راني الغصين، حائز الدكتوراه اللبنانيّة في اللغة العربيّة وآدابها، ودبلوم إنهاء دروس في الغناء الشرقيّ من المعهد الوطنيّ للموسيقى. أسَّسَ جوقات فنّية وكنسيّة عدّة، منها: جوقة «أناشيد المحبّة» التي أسهمت في إحياء التراثَين المسيحيّ والوطنيّ في لبنان وخارجه. نال جوائز وشهادات تقدير عدّة، منها: الميداليّة البرونزيّة من برنامج استوديو الفنّ عام 1996. يطلّ اليوم عبر «آسي مينا» ليُشاركنا اختباره الحيّ، المتوّج بنِعم المسيح ومحبّته اللامتناهيّة.

ينطلق الغصين: «عرفتُ صعوبات وتحدّيات جمّة كان أبرزها الظروف الصحّية التي عصفَتْ بي. ففي الخامسة عشرة من عمري أُصبتُ بشلل نصفيّ، وتأثّر نتيجة ذلك فمي وعيني اليسرى. سبّب لي هذا الواقع المرضيّ معاناة نفسيّة، إذ كنتُ شابًّا مفعمًا بحبّ الحياة، قبل أن يأتي ما سيبدّل مسار حياتي ويحطّم حلمي بأن أصبح فنّانًا ونجمًا معروفًا».

ويكشِفُ: «تعرّضتُ للشلل النصفي في 13 أكتوبر/تشرين الأوّل عام 1992، فشكّل لي هذا التاريخ ذكرى أليمة، ولكن مع الوقت تحوّل إلى مصدر فرح بنعمة الله وشفاعة العذراء مريم. فقد عرفتُ، في ظهورات الوردة السرّيّة، أنّها تطلب في هذا اليوم أن يُحتفل بالذبيحة الإلهيّة، وتُقام الاعترافات والمناولة التكفيريّة عن جميع الإهانات التي تَجرح قلب ربّنا وقلبها».

ويواصل حديثه: «كما بات هذا التاريخ يَهمّني أكثر عندما اكتشفتُ أيضًا أنّ ظهورات سيدة فاطيما توزّعت على ستة أشهر، ابتداءً من مايو/أيّار حتى أعجوبة الشمس في 13 أكتوبر/تشرين الأوّل عام 1917. لذا، أشهدُ وأومن بأنَّني مسيحيّ مريميّ».

الدكتور راني الغصين. مصدر الصورة: الدكتور راني الغصين

ويردِف الغصين: «تجاوزتُ هذه المحنة بنعمة الإيمان التي أعطاني إيّاها الله، مُردِّدًا مع القدّيس إغناطيوس دي لويولا: «كلّ ما لدي هو منك، كلّ ما أملك هو منك يا إلهي...». فنعمة الإيمان هي من أعظم عطايا الله لنا. وما ساعدني أيضًا في تخطّي وجعي محبّة عائلتي ودعمها واهتمامها بي، خصوصًا أمّي وأبي».

فعل صلاة وشكر

يُضيف الغصين: «من أجمل الأمور التي تحصل معي اتّحادي بالربّ، إذ يسمح لي في خلال الذبيحة الإلهيّة بأن أُسَبّحه وأعبده مع كلّ الناس، وهو يعطيني في هذه اللحظات نعمة إضافيّة هي آلتي الصوتيّة كي أُمَجّده وأجعل الناس يصلّون معي». ويُتابِعُ: «في بعض الأوقات أشعر بأنّني ما زلتُ على الأرض أي عندما أفكّر كيف سيكون أدائي من دون أخطاء، ولكن في لحظات أخرى أرتفع ويغمرني فرح سماويّ غير أرضيّ عندما أرنّم. أسأل الله أن يديم نعمته عليّ، طالما أنا بصحة جيدة لأسبّحه، بخاصّة بعدما تكرّستُ لقلب يسوع الأقدس، وقلب مريم الطاهر وقلب يوسف العفيف».

ويُكمِل: «قبل ستّ سنوات، وفي عيد القدّيس يوسف، اكتشفْتُ عظمة شفاعته في حياتي، حين عرفتُ صراعًا موجِعًا مع الأرواح الشريرة. وأحبّ كثيرًا رئيس الملائكة مار ميخائيل، وهو بمنزلة الأب الروحيّ لي. كما نشأت علاقة خاصّة بيني وبين الطوباويّة أليساندرينا ماريا دا كوستا، رسولة القربان الأقدس، والتي يحلّ عيدها في مثل هذا اليوم أيضًا».

الدكتور راني الغصين. مصدر الصورة: الدكتور راني الغصين

ويؤكّد الغصين: «في حياتي بحر من النعم؛ فأشكر الله على كلّ يوم جديد يمنحني إيّاه لأحيا بمخافته وأطلب نعمته مُتمِّمًا مشيئته وتعاليم إنجيله، فأكون مسيحيًّا في هذا اليوم أكثر من اليوم الذي سبقه. كما أشكره على نعمة وجود أهلي ومن أحبّ من الناس. من ثمّ أشكره عندما أتناول جسده ودمه في القداس، متّحِدًا به، أنا غير المستحق. وبعدها أشكره على صحّتي ونعمة الصوت الجميل والشهادات التي حصلت عليها، لأُفيد الآخرين وطُلّابي بها».

ويخْتِمُ: «بعد كلّ ما اختبرتُه، أيقنتُ أنّ ربّنا إله محبّة ورحمة، وأكثر من ذلك إله النعم والخير والسلام، وواهب الفرص؛ فهو يعطي أبناءه الفرص، وينتظر أن يفتحوا له الباب ليدخل إلى حياتهم».

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته