السبت 23 نوفمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

التصعيد في لبنان... أيتمكّن البطاركة الكاثوليك من المشاركة في سينودس الفاتيكان؟

دخان يتصاعد من بلدة الخيام، محافظة النبطيّة-جنوبيّ لبنان، بعد غارة إسرائيليّة عليها أمس/ مصدر الصورة: مروان سمعان/آسي مينا

وَضَعَ التصعيد العسكري بين الجيش الإسرائيليّ وحزب الله لبنان تحت النيران. وبينما تؤثّر الحالة الراهنة على مسيحيّي بلاد الأرز، قد تنعكس أيضًا على الكنيسة الكاثوليكيّة الجامعة.

فمشاركة بطاركة الشرق الكاثوليك المنطلقين من لبنان إلى الدورة الثانية من الجمعية الـ16 لسينودس الأساقفة «من أجل كنيسة سينودسيّة: شركة ومشاركة ورسالة» التي ستنعقد في الفاتيكان أصبحت بخطر. فرغم إعلان وزير النقل والأشغال العامّة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانيّة علي حمية في مؤتمر صحافيّ أمس أنّ مطار بيروت الدوليّ، المعبر الجوّي المدنيّ الوحيد إلى خارج البلاد، لا يزال مستمرًّا بالعمل، فإنّ جميع الخطوط الجويّة الدوليّة والعربيّة علّقت رحلاتها إلى بيروت باستثناء طيران الشرق الأوسط والطيران العراقي والطيران الإيراني.

الخوف من ضربة إسرائيليّة

تبدأ الدورة الثانية من سينودس الأساقفة برياضة روحيّة يوم الاثنين المقبل. لذلك، فإن كان البطاركة وممثلو المرحلة القارّية من السينودس المتّجهون من لبنان يرغبون بالمشاركة فيها، عليهم الوصول إلى روما في الأيام القليلة المقبلة.

وقد تمكّنت إسرائيل في الأيّام الأخيرة من قصف مئات الأهداف التابعة لحزب الله في لبنان، لذا يخاف سكّان البلاد من استهداف مطار بيروت بغارة إسرائيليّة. كما يمكن لحكومة تصريف الأعمال اللبنانيّة أن تقرر إغلاق المطار احترازيًّا ولو لم يتعرّض لضربة. وإنّ حصول أيّ من السيناريوهيْن يعني عدم قدرة البطاركة على مغادرة لبنان باتّجاه الفاتيكان عبر المطار.

المشاركة بحكم الموقع

يُشارك بطاركة الشرق الكاثوليك عادةً في سينودسات الكنيسة الجامعة بحكم كونهم رؤساء لكنائسهم، فلا يُعَيَّنون في السينودس من البابا أو من مجلس أساقفة وطنيّ.

وبحسب لائحة المشاركين في الدورة الثانية، المنشورة من أمانة سرّ السينودس، من المفترض أن يشارك بطاركة كنائس السريان الكاثوليك إغناطيوس يوسف الثالث يونان، والروم الملكيّين الكاثوليك يوسف العبسي، والأرمن الكاثوليك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان. ولم يرِد اسم بطريرك الكنيسة المارونيّة بشارة بطرس الراعي، ولم تُعلِن البطريركيّة المارونيّة رسميًّا عن سبب غيابه.

سألت «آسي مينا» إن كان البطاركة الثلاثة المشاركون من لبنان سيتوجّهون إلى الفاتيكان في ظلّ الأحداث الراهنة. فأكّد لها المطران فلافيوس رامي القبلان، المعتمد البطريركي للسريان الكاثوليك لدى الكرسي الرسولي، أنّ يونان «يجب أن يصل إلى روما»، ما يعني أنّ هذا الأخير لم يغيّر برنامجه.

وقال مصدر في بطريركيّة الروم الكاثوليك إنّ العبسي «سيكون في الفاتيكان إنْ سمحت ظروف الطيران بذلك». كما شرح مسؤول العلاقات العامّة في بطريركيّة الأرمن الكاثوليك شربل بسطوري أنّ وصول ميناسيان إلى روما سيحصل «بعد أن يطمَئن إلى الأوضاع في الوطن، أي قد يتأخّر في المشاركة».

تأثير البطاركة

يُعرف بطاركة الشرق الكاثوليك بكونهم محافظين في ما خصّ المسائل الجدليّة مثل سيامة النساء الكهنوتيّة وزواج المثليّين على سبيل المثال. ولم يُعلِن أيّ من البطاركة الثلاثة المشاركين من لبنان في السابق عن رغبته بتغيير تعليم الكنيسة المرتبط بهذه المسائل.

وبكونهم رؤساء لكنائسهم، يلقى البطاركة احترامًا وتقديرًا من الكرادلة والمسؤولين الفاتيكانيّين والكوريا الرومانيّة. من هنا، فإنّ حضور يونان والعبسي وميناسيان قد يؤدي دورًا مهمًّا في النقاشات المؤدّية إلى «الوثيقة النهائيّة» المفترض أن تقدّمها الجمعيّة العامّة للأساقفة خلاصةً لـ«تمييزها»، بعد الدورة الأولى التي عُقِدت في أكتوبر/تشرين الأوّل 2023 والدورة الثانية المُزمع عقدها.

كما أنّ لهؤلاء البطاركة خبرة كبيرة في عمل الكنيسة السينودسيّ، الموضوع الرئيسيّ للجمعيّة العامّة الـ16 للأساقفة. فالبطاركة يترأسون السينودس السنويّ لكنائسهم وفيه تؤخذ قرارات مهمّة مثل وضع لوائح لأسماء الكهنة المُمكن اختيارهم أساقفة على الكنيسة.

مشاركة لبنانيّة أخرى

يمثّل الكنيسة المارونيّة في الدورة الثانية أسقفان هما النائب البطريركي العام على نيابة صربا المارونيّة بولس روحانا ومطران البترون منير خيرالله. وكانت الكنيسة المارونيّة عقدت مسيرة سينودسيّة عن دور المرأة في الكنيسة بين عامَيْ 2020 و2023 نشرت بعدها وثيقة تأسيسيّة تدعم فيها شمّاسيّة المرأة بحسب التقليد الشرقي.

ومن المفترض أن يصل إلى روما، قبل بداية الأسبوع المقبل، أيضًا ممثلون لبنانيون عن المرحلة القارّية في المسيرة السينودسيّة للمشاركة في الدورة الثانية. وعندما سألت «آسي مينا» ريتا كوروميليان، ممثلة عن المرحلة القارّية، إن كانت ستسافر إلى إيطاليا رغم الخطر الأمني في المطار، أجابت: «الله قوّتي. لن نخاف وكما لم يتخلَّ عنّا يومًا، لن يتركنا الآن أيضًا. فإن رغب الله بذهابنا إلى السينودس، سنذهب!».

في المحصلّة، غياب القادمين من لبنان عن الفاتيكان في الأسابيع المقبلة يعني حتمًا تأثيرًا أصغر للكنائس الشرقيّة الكاثوليكيّة في المسيرة السينودسيّة التي بدأت عام 2021 ولا تزال مستمرّة. وهو ما يجب أن يؤخذ في الاعتبار في حال اتّخاذ قرارات كنسيّة قد يرغب البطاركة في مناقشتها قبل صدورها رسميًّا.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته