بيروت, الأحد 22 سبتمبر، 2024
الممثّل د. جان قسّيس، فنّان لبنانيّ أنعم الله عليه بأكثر من موهبة، فتمكّن من الجمع بين التمثيل والتدريس الأكاديميّ والإخراج والتأليف والشعر والعمل الإداريّ من خلال تولّيه رئاسة نقابة الممثّلين اللبنانيّين… وهكذا سطع اسمه على الساحة اللبنانيّة، وحفر بصمة مميّزة في الأذهان والمجتمع الفنّيّ. يطلّ اليوم عبر «آسي مينا» ليُشاركنا اختباره الحيّ النابض بنِعم المسيح والذي يحاكي الروح والوجدان.
ينطلق قسيس: «نحن أبناء الله، تجعلنا تجاربنا العميقة وثقافتنا الواسعة نلمس حضوره معنا في كلّ ما نصنعه، ولو لم يكن الله معنا لسقطنا منذ زمن». ويردِفُ: «في إحدى مقابلاتي، وبينما كانت هناك أخبار منتشرة عن فرقة تغنّي بطريقة مخالفة لله، قلتُ: "هؤلاء الأشخاص الذين لا وجود لله في حياتهم، ليرجعوا إلى التاريخ وليقرأوا عن الحضارات كلّها؛ حينها سيدركون أنّ الله موجود منذ بدء العالم. ولو كان الله حقًّا غير موجود، فعلينا نحن أن نخلقه كي نحيا بسلام».
«يُوان حكاية إيمان وثورة صلاة»
يكشِفُ قسيس: «كانت تجربتي أليمة حين خسرت حفيدي "يُوان" (يوهان)، ولكن لم نكْفُر أنا وأسرتي، إنّما توجّهنا إلى الصلاة، فقد كانت لنا الأمل الوحيد الذي جعلنا نتحضّر لفكرة خسارته وتحمُّل مرارة الكأس. أمضى حفيدي ثلاثة وثلاثين يومًا في المستشفى. كنّا نجتمع هناك كلّ مساء عند الساعة السابعة لصلاة المسبحة». ويُضيفُ: «بعدها ازداد عدد المصلّين معنا، منهم من كان يزور مرضاه أو أشخاصًا عاملين في المستشفى، كما كان بعض المسلمين يصلّون أيضًا معنا. وبعدما انتقل حفيدي إلى أحضان الربّ، لم نتوقّف عن الصلاة، بل ما زلنا نجتمع مساء كلّ ثلاثاء عند الساعة السابعة في منزل ابنتي لنصلّي المسبحة. وقد سمّينا هذه المجموعة المصلّية: "عائلة يُوان"، لأنّ ابنتي حين فقدت ابنها أطلقت شعار: "يُوان حكاية إيمان وثورة صلاة"».
ويؤكّدُ قسيس: «ومن ثمّ كَبُرتْ عائلة يُوان، وانضمّ مئات الأشخاص إليها للصلاة عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ. كان عمر حفيدي سبع سنوات وهو عدد يرمز إلى الكمال؛ ولِدَ في الثالث من الشهر الثالث وهذه إشارة للثالوث؛ كما نازع مدّة ثلاثة وثلاثين يومًا وهو عمر السيّد المسيح. لمّا كان حفيدي في المستشفى شكرْتُ ربّي على ما حصده من صلاة حملها على كتفه».
ويُتابِعُ: «قدّيسو لبنان كانوا معه، حتّى أصبحت غرفته مزارًا وكنيسة، فلم يَعُدْ فيها متّسع للذخائر والبخور؛ وذخيرة مار شربل، الأرزة التي لا تخرج من دير عنّايا إلّا برفقة كاهن يصلّي ومن ثمّ يعيدها إليه، ظلّت مع يُوان حتّى دفنه. وأشخاص من مختلف أنحاء العالم صلّوا لأجله. أعاد حفيدي كثيرين إلى الصلاة، وجمع أيضًا شمل عائلات كانت على وشك التفكّك. كلّ ما حصل تسجّل برعاية كهنة وأساقفة معتمدين في الكنيسة المارونيّة. فنسأل الله نعمة مشاهدته طوباويًّا في كنيستنا».
كيف يُمَجّدُ ربّه؟
يُخْبِرُ قسيس: «أجدُ نفسي في مختلف المواهب التي أعطاني إيّاها ربّي. فقد مارستُ التعليم قرابة أربعين عامًا، وأشكر الله على نعمة كتابة الشعر، فقد دوّنتُ مجموعة من الأغاني والترانيم لمار شربل والقدّيسة رفقا وللقدّيس نعمة الله الحرديني، ومعظمها لحّنها وغنّاها الفنّان نادر خوري». ويُكمِلُ: «في عملي التمثيلي، أصلّي عندما يعطى لي أيّ دور لتأديته كي أمنحه حقّه. وكلّ إنسان أيًّا كان عمله، عندما يتمّمه بمحبّة إنّما بهذه الطريقة يمجّد ربّه».
فعل شكر للربّ
يواصل قسيس: «أكثر ما أشكر الله عليه في كلّ صباح أنَّني أفتح عينَي وأبصر نَهارًا جديدًا، وأتمتّع بصحّة جيّدة. أنا مُتصالح مع فكرة الموت وكتبت له قصيدة أخاطبه من خلالها، إنّما أصلّي كي لا أصاب بالعجز، فكان أجدادنا يُردّدون: "يا ربّ، لا تثقل بنا أرضًا ولا تكره فينا عبدًا"... ويَختمُ: «يجب ألّا نهاب وجع الأرض، فآلامنا لا توازي الصليب الذي حمله المسيح على كتفه لأجلنا. نحن أبناء الرجاء، وحياة الأرض عابرة لننتقل بعدها إلى حياة أفضل، إذا أراد الله ذلك وإذا كنّا نستحقّها».
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته