الاثنين 2 ديسمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

يوميّات مسيحيّي اليمن… جنّة عدن أم جحيمها؟

كنيسة القدّيس فرنسيس في عدن، اليمن/ مصدر الصورة: I.pinimg/Pinterest

للمسيحية في مدينة عدن اليمنية خصوصًا وفي جنوبي غرب شبه الجزيرة العربية عمومًا تاريخ عريق يعود إلى القرن الرابع الميلادي. ورغم التضييق، استمرت المسيحية بالازدهار والتوسع لتصبح الديانة الأكثر انتشارًا في المدينة قبيل ظهور الإسلام. أما أخيرًا، ومع تنامي الفكر الديني المتشدد، تعيش القلة الباقية من المسيحيين هناك ظروفًا صعبة.

تروي بدور، سيدة يمنية كاثوليكية تعيش في عدن ومن مواليد الثمانينيات، شهادة حياتها عبر «آسي مينا». فتقول، مفضّلةً عدم الكشف عن هويتها الكاملة: «لم أدرك أنّنا كمسيحيين أقلية إلا ابتداءً من المرحلة التعليمية الإعدادية عندما شعرت بتحديات الإيمان القاسية والتي ترافقت مع فقداننا حقوقنا».

وتشرح: «رغم تعرض بعض الكنائس الصغيرة إلى التأميم في سبعينيات القرن الماضي، لكن  قبل حلول العام 1994، كان المسيحي يتمتع بحق التعلم في المدارس والعمل في الوظائف الحكومية، وكانت المرأة تتمتع بحرية اللباس. أما دينيًّا فسُمح لنا بالصلاة داخل الكنائس التي كانت معفاة من الضرائب أسوةً بالمساجد. كما قدمت الدولة إلى الكاهن الأجنبي التأشيرة والإقامة. ولم يضغط أحد علينا من أجل تغيير ديننا».

تتابع بدور: «مع وصول الإخوان المسلمين إلى السلطة، فُرض علينا الحجاب ومُنعنا بأمر حكومي رسمي من الاحتفال بالقداديس الليلية في عيدَي الميلاد ورأس السنة. استسلم المسيحيون للأمر الواقع ولم يرفعوا الصوت. هاجر بعضهم، وبعضهم الآخر غيّر دينه خوفًا من فقدان بيته وعمله؛ وكثيرون حافظوا على مسيحيّتهم سرًّا، في وقت لم تدعم الكنيسة الشباب ولم تعمل على إنماء العائلات».

وتضيف: «بعد العام 1994 حاولت السلطة جعل اليمن دولة إسلامية، فألغت هويتنا كمسيحيين، وامتنعت عن كتابة صفة "مسيحي" في الوثائق. فكان المسيحي يكتب إما "مسلم" أو يترك الخانة فارغة. وكانوا يتهموننا بأنّنا من "فلول الاستعمار البريطاني وبأنّ الولايات المتحدة تموّلنا". ألحّ عليّ المدرِّسون لتغيير ديني، وفرضوا عليّ قراءة القرآن يوميًّا، وعندما كنت أحقق العلامة التامة في مادة التربية الإسلامية يجري إنقاصها، والسبب الذي قيل لي صراحة هو "استحالة تساوي مسيحي مع مسلم"».

وتؤكد بدور أنّ الفترة الأكثر حرجًا للمسيحيين في عدن بدأت مع اشتعال الحرب عام 2015 وإغلاق الكنائس من وقتها حتى يومنا هذا. وتوضح: «بعد منعنا من الصلاة أصبحنا نصلّي سرًّا في دير الراهبات، لكن مع الأسف قُتِلنَ لاحقًا، كما اختطِف الكاهن وسُرِقت محتويات الكنائس وتعرَّض بعضها الآخر للتخريب».

وتضيف: «في العام 2018 رفضت السلطات تجديد جوازات سفرنا إلّا في حال كتبنا في بند الديانة ضمن استمارة التقديم كلمة "إسلام"، إذ قيل لنا: "لا يوجد مسيحيون في اليمن"».

وتختم بدور حديثها بالإشارة إلى تحسّن نسبيّ راهنًا في أحوال المسيحيين، إذ أعيد الاعتراف بهم كمواطنين. وتطالب السلطة الكنسية الكاثوليكية بالسعي إلى إعادة حضورها في عدن، وإرسال كاهن إليها وإعادة فتح أبواب الكنائس التي ما زالت مغلقة حتى يومنا هذا.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته