قدّاس البابا فرنسيس في تيمور الشرقيّة يستقطب 600 ألف شخص

ديلي, الثلاثاء 10 سبتمبر، 2024

دعا البابا فرنسيس المشاركين في الذبيحة الإلهيّة التي ترأسها بعد ظهر اليوم في منطقة تاسي تولو-تيمور الشرقيّة إلى عدم الخوف من أن يصيروا صغارًا أمام الله وأمام بعضهم بعضًا، ومن أن يقدّموا للآخرين حياتهم ووقتهم وما يجعلهم أكثر سعادة.

احتفل الأب الأقدس بالذبيحة الإلهيّة بحضور نحو 600 ألف شخص، وهو ما يقارب نصف عدد سكّان البلاد. وفي عظته، توقّف الأب الأقدس على كلمات النبي أشعيا: «قد وُلدَ لنا وَلَدٌ وأُعطِيَ لنا ابنٌ» (9: 7). فشرح أنّ النبي تفوّه بهذه الكلمات في فترة كان سكّان أورشليم يعانون انحطاطًا أخلاقيًّا. فأعلن الله للشعب أنّ أفقًا جديدًا مليئًا بالرجاء والسعادة بدأ بالاقتراب ونورًا عظيمًا سيحلّ عليهم.

واعتبر الحبر الأعظم أنّ الطفل الصغير يليّن أكثر القلوب قساوةً ويملؤها حنانًا. وعبّر عن سعادته بكون تيمور الشرقيّة بلدًا يرتفع فيه معدّل الولادات. وشرح أنّنا عندما نَقبل أن نكون متواضعين يصنع الله القدير بنا العظائم، مفسّرًا أنّ هذا ما فهمته مريم. وطلب من المؤمنين الصلاة من أجل أن يعكسوا النور القويّ والحنون لإله المحبّة الذي يرفع الفقراء ويُجلسهم بين الأمراء.

رائحة المسيح الطيّبة 

كان فرنسيس التقى صباحًا في كاتدرائية العذراء سيّدة الحبل بلا دنس أساقفة وكهنة وشمامسة ومكرّسين ومكرّسات وأساتذة التعليم المسيحيّ. فاستقبله في الكاتدرائيّة رئيس أساقفة ديلي الكاردينال فيرجيليو دو كارم دا سيلفا ورئيس مجلس أساقفة البلاد المونسنيور نوربرتو دو أمارال.

وفي كلمة أمام البابا، أشار دو أمارال إلى أنّ 98% من سكّان تيمور الشرقيّة هم من الكاثوليك. ورأى أنّ موقع البلاد الجغرافي يجعلها تبدو كأنّها تقبع في أقاصي الأرض لكنّها على الرغم من ذلك مدعوّة إلى أن تكون ملحًا ونورًا.

وقال الأب الأقدس في الكاتدرائيّة إنّ تيمور الشرقيّة هي في وسط الإنجيل لأنّها تقع في أقاصي الأرض؛ ففي قلب المسيح يُعدُّ محوريًّا ما يقع عند حدود الوجود. وعبّر فرنسيس عن فرحه مع الحاضرين ولأجلهم لأنّهم تلاميذ الربّ في هذه الأرض.

ورأى أنّ على سكّان تيمور الشرقيّة أن يكونوا رائحة المسيح والإنجيل الطيّبة، وأن يحفظوا ذلك العطر. فعليهم أن يحفظوا محبّة الله التي تعطِّر حياتهم ويطهّروا ثقافتهم في ضوء الإنجيل وتعليم الكنيسة ويبشّروا بالإنجيل والمصالحة والسلام بعد سنوات الآلام بسبب الحروب. وحذّر الكهنة من التكبّر والتسلّط، وسألهم أن يبقوا قريبين من الناس.

المحبّة مفتاح الخلاص يوم الدينونة الأخيرة

زار الأب الأقدس صباح اليوم أيضًا قبل اللقاء في الكاتدرائيّة مدرسة «إرماس ألما» للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصّة في ديلي. فاستقبله أطفال يلبسون ثياب البلاد التقليديّة، والتقى الحبر الأعظم نحو 50 طفلًا و28 راهبةً. وأهدى طفل إلى البابا وشاحًا تقليديًّا. وشرحت الأخت جيرترود بيدي، رئيسة رهبانيّة ألما نشاطات الراهبات في البلاد.

وفي كلمة أمام الأطفال والراهبات، ركّز فرنسيس على أهمّية أعمال المحبّة المشجّعة والبانية والمقوّية. وأشار إلى أنّ يسوع عندما يتحدّث عن الدينونة الأخيرة لا يقول: «تعالَ إليّ لأنّك تعمّدت أو لأنّك كنت متزوّجًا في الكنيسة أو لأنّك لم تكذب أو لم تسرق، بل تعالَ لأنّك اعتنيتَ بي. لأنّك أطعمتني عندما جعتُ وسقيتني عندما عطشتُ وزرتني عندما مرضتُ...».

وأشار البابا إلى أنّه لا يمكن فهم محبّة يسوع من دون عيشها أوّلًا. وطلب من الحاضرين السماح للآخرين بالاعتناء بهم.