الاثنين 9 ديسمبر، 2024 تبرّع
EWTN News

"فكّر بغيرك"... الأنشودة الأحبّ إلى قلب اللّه!

شمعة وسط الظلام/ Paolo Nicolello via Unsplash

يدعونا اللّه في كلّ الأديان، ومن خلال الوعي المشترك الدينيّ، الممثّل من خلال الحضور الأخلاقيّ والإنسانيّ والقيميّ، إلى تحصين الذّات بكلمته، وهي تدفعنا إلى غرسها في تربة الحياة، فتزهر ثمار المحبّة والعطاء المتفاني.

وفي قراءة ما كتب الأدباء العرب، نلحظ لدى الكثير منهم، همس اللّه بين أسطرهم وفي وجدانيّاتهم. ومن هؤلاء المبدعين، يشدّنا الشّاعر "محمود درويش" في لوحته الفنّيّة النّاطقة، وهي قصيدته: "فكّر بغيرك"، وهو يرسم من خلالها خريطة رسالتنا الإنسانيّة الأسمى على هذه الأرض. وهي تبدأ بتجسيد أصغر أفعال المحبّة والعطاء:

"وأنتَ تُعِدُّ فطورك، فكِّر بغيركَ

لا تَنْسَ قوتَ الحمام".

ويتابع "درويش"، وهو يسأل من لا ضمير لهم، أن يتحرّروا من قبضة أنانيّتهم، وهم يخوضون الحروب لأنّ هناك من يعشق السّلام:

"وأنتَ تخوضُ حروبكَ، فكِّر بغيركَ

لا تنسَ مَنْ يطلبون السلام".

وتتعالى أصوات الشّاعر، وهو يحرّك النّفوس، كي تغدو صرخة بوجه من مات الإحساس في داخلهم:

"وأنت تنام وتُحصي الكواكبَ، فكِّر بغيركَ

ثمّةَ مَنْ لم يجد حيّزًا للمنام

وأنت تحرّر نفسك بالاستعارات، فكِّر بغيركَ

منْ فقدوا حقَّهم في الكلام".

ونصل إلى قمّة الجماليّة في هذه القصيدة، وهي تتجلّى في أسطرها الأخيرة:

"وأنت تفكّر بالآخرين البعيدين، فكِّر بنفسك

قُلْ: ليتني شمعة في الظلام".

هذه الكلمات وما حملت من تمنٍّ، إذا تركنها تلامس كياننا، لا يمكن عندئذٍ إلّا أن تشتعل بصيرتنا شمعة محبّة في قلب ظلمة الأحياء المائتين... "فكّر بغيرك"... عندما نزرع التّسامح من حولنا، لا يمكن أن نحصد إلّا نعمة قبول الآخرين وقتل كلّ أوجه الحقد...

"فكّر بغيرك"... هي ثقافة مهمّة للتّعايش بين النّاس، داخل المجتمع الواحد. كما أنّ القواسم المشتركة أكثر بكثير من التّقاطعات والاختلافات. ومن ثمّ، إن التّسامح المنشود والمطلوب هو التغيير والتأثير بالقناعات من أجل إحلال السّلام.

"فكّر بغيرك"... هي الأنشودة الأحبّ إلى قلب اللّه، لذا يجب أن لا نتوقّف عن ترنيمها... "فكّر بغيرك"... هي طريقنا الأبيض ونحن نسير مع الرّسل والمريمات صوب القبر الفارغ، ونحن نهتف معهم: المسيح قام، حقًّا قام، ونحن شهود على ذلك...

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته