ديلي, الاثنين 9 سبتمبر، 2024
أشاد البابا فرنسيس بعد ظهر اليوم من قصر رئاسة جمهوريّة تيمور الشرقيّة بسعي سكّان البلاد الدؤوب من أجل الوصول إلى مصالحة كاملة مع الإندونيسيّين بحسب تعاليم الإنجيل. واعتبر الحبر الأعظم أنّ هؤلاء السكّان عرفوا كيفيّة تحويل الألم إلى فرح.
فبعد وصوله إلى مطار ديلي الدوليّ-تيمور الشرقيّة، ضمن رحلته الرسوليّة الـ45، انتقل الأب الأقدس إلى السفارة البابويّة في البلاد ومن ثم إلى قصر رئاسة الجمهوريّة حيث التقى الرئيس خوسي راموس هورتا.
وبعدها، ألقى كلمة في القصر أمام السلطات السياسيّة والمجتمع المدني والسلك الدبلوماسي.
لقاء بين ثلاث قارّات
اعتبر الحبر الأعظم في كلمته أنّ آسيا وأوقيانوسيا تلتقيان في تيمور الشرقيّة مع قارّة أوروبا البعيدة جغرافيًّا إذ كان لهذه الأخيرة دور في تاريخ البلاد. فالمسيحيّة وصلت إلى تيمور الشرقيّة عبر المرسلين الأوروبيّين. وأشار إلى أنّ هذا الوطن مرّ بحقبة مؤلمة، أي فترة الاجتياح الإندونيسي، عانى في خلالها الألم والعنف. وشكر الربّ لأنّ الشعب لم يفقد رجاءه في خلال تلك المحنة.
وتوقّف فرنسيس على الآفات الاجتماعيّة التي تعانيها البلاد، مثل استخدام الشبيبة المفرط للكحول، وانتماء الشباب إلى العصابات وغيرهما، مشجّعًا المسؤولين على تخطّي الآفات عبر تربية الأولاد على المبادئ الصحيحة.
وسلّط الأب الأقدس الضوء على الدور الذي يمكن أن يؤديه تعليم الكنيسة الاجتماعي في مجال تخطّي هذه الآفات. ورأى أنّ عبر النظر إلى الماضي يمكن الوثوق بأنّ تيمور الشرقيّة قادرة على مواجهة المشكلات الحاليّة بدهاء وإبداع. وسلّم البلاد إلى عناية العذراء مريم البريئة من العيب.
عِبَر من برج بابل لشبيبة بابوا غينيا الجديدة
كان الحبر الأعظم قبل الانطلاق إلى تيمور الشرقيّة التقى صباح اليوم في ملعب «السير جون غيز» في بورت مورسبي-بابوا غينيا الجديدة آلافًا من شبيبة البلاد. وتضمّن الاحتفال كلمة ترحيبيّة بالبابا ألقاها أسقف كيمبي جون بوسكو أورام، تلاها عرض مسرحيّ وشهادتا حياة من شاب وشابّة.
وفي خلال اللقاء مع الشبيبة، أكّد فرنسيس أنّه لم يرغب في مغادرة البلاد من دون لقائهم لأنّهم أمل المستقبل. وانطلاقًا من قصّة برج بابل في العهد القديم اعتبر أنّ هناك طريقتَين لبناء المستقبل: الأولى عبر الفوضى واليأس، والثانية عبر تناغم اللقاء مع الله والإخوة.
وذكر الأب الأقدس أنّ الكتاب المقدّس يشرح أنّ الأرض كانت كلّها تتكلّم لغة واحدة قبل حادثة برج بابل. وفسّر أنّ سبب ذلك يعود إلى أنّ الله لم يخلقنا من أجل الفوضى بل من أجل العلاقات الطيّبة، معتبرًا أنّ هذا الأمر مهمّ. وزاد أنّ لغة القلب ولغة المحبّة ضروريّتان أمام مصاعب الحياة لأنّهما توحّدان الجميع. وشدّد على أهمّية النهوض من جديد بعد السقوط في مِحَن الحياة والتحلّي بالشجاعة لتصحيح الأخطاء الشخصيّة.
مراسم الوداع في مطار بورت موسبي
بعد لقاء الشبيبة، غادر الحبر الأعظم إلى مطار بورت موسبي الدوليّ حيث أُقيمت مراسم وداعه عند الساعة 11:30 صباحًا بالتوقيت المحلّي. فحضر إلى المطار رئيس وزراء بابوا غينيا الجديدة جايمس مارابي وتوقّف في حديثٍ سريع مع الأب الأقدس. وانطلق بعدها فرنسيس في طائرة بوينغ 737 تابعة لخطوط نيوجيني الجويّة باتّجاه ديلي عاصمة تيمور الشرقيّة.
يُذكر أنّ زيارة البابا تيمور الشرقيّة تستمرّ حتّى يوم الأربعاء 11 سبتمبر/أيلول الحالي وبعدها ينطلق إلى سنغافورة حيث يقضي ثلاثة أيّام قبل عودته إلى روما.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته